وقال سعيدُ بن منصور: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ أَبَا يُونُسَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ عَلَى الْعَدُوِّ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حديث ابن وهبٍ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ -أَبِي مُوسَى- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أُعْطِيتُ خَمْسًا: بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِمَنْ كَانَ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ شَهْرًا، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَلَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ سَأَلَ شَفَاعَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ شَفَاعَتِي ثُمَّ جَعَلْتُهَا لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا. تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ.
مُداخلة: المحشي حشَّى بحاشيةٍ يقول فيها: لا يهولنَّك اختلافُ هذه الأحاديث في تحديد ما أُعطي رسولُ الله ﷺ، وبيان أنَّ العددَ لا مفهومَ له. ما رأيكم يا شيخ؟
الشيخ: كلامٌ صحيحٌ: العدد لا مفهومَ له؛ فإنَّ خصائصَه ﷺ كثيرة، ليست خمسًا، لكن هذه منها، مما أُعطيه ﷺ هذه الخمس: أنَّ الله جلَّ وعلا نصره بالرُّعْبِ مسيرة شهرٍ، وجعل له الأرضَ مسجدًا وطهورًا، وأحلّ له المغانم، وأعطاه الشَّفاعةَ العُظمى، وبعثه إلى الناس كافَّة، والشَّفاعة لمن لا يُشرك بالله شيئًا، هذه له ولأُمَّته وللمُؤمنين: الشَّفاعة في العُصاة، أمَّا الخاصَّة به فهي ثلاث: الشَّفاعة العظمى في أهل الموقف حتى يُقضى بينهم، والشَّفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنةَ، كما جاءت به النصوص، والثالثة: الشَّفاعة في عمِّه، شفاعة خاصَّة في شخصٍ خاصٍّ، وهي شفاعته في أبي طالب عمِّه حتى صار في ضحضاحٍ من النار يغلي منها دماغه، نسأل الله العافية.
الشيخ: يعني يوم أُحُدٍ، قد قالوا: إنا قد ..... عليهم لنستأصل بقيّتهم، ثم ألقى اللهُ في قلوبهم الرُّعب ..... إلى مكة بعد الوقعة، نعم.
والمقصود من هذا بيان أنَّه ﷺ نُصر بالرُّعْب مسيرة شهرٍ، يعني: يخافه عدوّه وإن كان بينه وبينه هذه المسافة، وهذا من تأييد الله له، وإعانته له على جهاد أعدائه، وهذه الخصلة العظيمة له ولأتباعه، فكل مَن جاهد في سبيل الله على بصيرةٍ وقصدٍ صالحٍ فالله يُؤيّده وينصره، ويجعل في قلب عدوه الرّعب مسيرة شهرٍ، وهذا من رحمة الله سبحانه .....: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]، وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَر [الحج:40- 41].
فمَن استقام على هذه الخصال: الإخلاص والصّدق؛ نصره الله في الدنيا والآخرة، وأحسن له العاقبة، كما حصل للصَّحابة وأتباعهم، لمن صدقوا الله، وجاهدوا في سبيل الله.
وَقَوْلُهُ تعالى: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ [آل عمران:152].
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَعَدَهُمُ اللَّهُ النَّصْرَ.
وَقَدْ يُسْتَدَلُّ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ في قولِهِ تعالى: إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران:124- 125] أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ؛ لِأَنَّ عَدُوَّهُمْ كَانَ ثَلَاثَةَ آلَافِ مُقَاتِلٍ، فَلَمَّا وَاجَهُوهُمْ كَانَ الظَّفَرُ وَالنَّصْرُ أَوَّلَ النَّهَارِ لِلْإِسْلَامِ، فَلَمَّا حَصَلَ مَا حَصَلَ مِنْ عِصْيَانِ الرُّمَاةِ وَفَشَلِ بَعْضِ الْمُقَاتِلَةِ؛ تَأَخَّرَ الْوَعْدُ الَّذِي كَانَ مَشْرُوطًا بِالثَّبَاتِ وَالطَّاعَةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ أَيْ: أَوَّلَ النَّهَارِ، إِذْ تَحُسُّونَهُمْ أَيْ: تَقْتُلُونَهُمْ، بِإِذْنِهِ أَيْ: بِتَسْلِيطِهِ إِيَّاكُمْ عَلَيْهِمْ، حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْفَشَلُ: الْجُبْنُ، وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ كَمَا وَقَعَ لِلرُّمَاةِ، مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ وَهُوَ الظَّفَرُ مِنْهُمْ، مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَهُمُ الَّذِينَ رَغِبُوا فِي الْمَغْنَمِ حِينَ رَأَوُا الْهَزِيمَةَ، مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ثُمَّ أَدَالَهُمْ عَلَيْكُمْ لِيَخْتَبِرَكُمْ وَيَمْتَحِنَكُمْ، وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ أَيْ: غَفَرَ لَكُمْ ذَلِكَ الصَّنِيعَ؛ وَذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ لِكَثْرَةِ عَدَدِ الْعَدُوِّ وَعُدَدِهِمْ، وَقِلَّةِ عَدَدِ الْمُسْلِمِينَ وَعُدَدِهِمْ.
الشيخ: والمقصود من هذا أنَّ الله جلَّ وعلا وعدهم النَّصر، وهو الصَّادق في وعده ؛ ولهذا قال: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ يعني: إذ تقتلونهم قتلًا أثَّر فيهم حتى انهزموا، وسقطت رايتُهم، وظنَّ الرُّماةُ الذين على الموقف الذي أمرهم أن يقفوا فيه ضدّ الأعداء ظنّ الرماةُ أنهم انتهوا، وأنَّ الهزيمة استمرَّت، وأنَّ النصر قد استقرَّ؛ فتركوا الموقفَ الذي أُمِرُوا بلزومه، وتنازعوا في ذلك مع أميرهم؛ لهذا قال: حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ يعني: حصل بينكم الفشل؛ لسبب عصيانهم لأميرهم، ورغبتهم في الغنيمة، وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ يعني: فيما بينكم وبين الأمير؛ أُدِيلُوا عليهم، الجواب محذوف، حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ الجواب: أُدِيلُوا عليكم أو هُزِمْتُم، هذا جواب: حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ، ويُبين سبحانه أنَّ بعض الناس -يعني- يريد الدنيا، حتى قال ابنُ مسعودٍ: ما كنتُ أظنّ أحدًا فينا يريد الدنيا إلا بعدما نزلت هذه الآية.
والمقصود من هذا التَّحذير، تحذير المسلمين مستقبلًا أن يفشلوا ويتنازعوا، وأن يثبتوا وتكون كلمتُهم واحدةً مع أميرهم وقادتهم ضد العدو، ولا يأمنوا العدو عند أول الهزيمة، لا يأمنوه، يصمدون ويثبتون حتى تستقرَّ الهزيمةُ للعدو، والنصر للمؤمنين، فإنَّ العدو قد يحتال؛ قد يُظهر الهزيمةَ حيلةً، ثم يكرّ، فلا ينبغي للجيش المسلم أن يُسارع إلى ما يشغلهم عن القتال من جمع غنيمةٍ أو غيرها، بل يجب الثَّبات والاستمرار في القتال، والحذر من كرِّ العدو حتى تستقرَّ الأمور ويُعرف انهزام العدو انهزامًا كاملًا، وهناك يرجع إلى جمع الغنيمة، والنَّظر في النَّتيجة.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَوْلُهُ: وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ قَالَ: لَمْ يَسْتَأْصِلْكُمْ. وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. رَوَاهُمَا ابْنُ جَرِيرٍ.
وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:152].
الشيخ: العفو عنهم، عفا عنهم بعفوٍ عمَّن انهزم، ومَن تنازع مع أميره، ومَن تولَّى يوم التقى الجمعان، عفا عنهم سبحانه فضلًا منه ورحمةً منه، وبيَّن لهم الخطأ والغلط، ثم عفا عنهم فضلًا منه من جهتين: من جهة أنَّه عافٍ عنهم، ولم يُؤاخذهم بغير ما وقع. ومنها أنَّه لم يستأصلهم، بل أُصيبوا وحصل قتالٌ وجراحات، ولكنَّهم بحمد الله لم يُستأصلوا، بل بقي منهم البقية العظيمة، وأيَّدهم اللهُ بالثَّبات، وهزم عدوَّهم بعد ذلك، وذهب إلى مكَّة ولم يرجع فضلًا منه .
فالمصائب بعضها أهون من بعضٍ، مُصيبة بقتل سبعين وجراحة جماعة أهون من مُصيبة بقتل مئات أو ألف أو آلف، أو استئصال، فالمصائب متنوعة، يسهل بعضُها بعضًا بكونه جعل المصيبةَ خفيفةً وقليلةً، هذا فضلًا منه وإحسانًا .
الشيخ: والحسّ: القتل، يعني: إذ تقتلونهم، قتلوهم وانهزموا وسقطت رايتُهم، كل هذا فضلٌ من الله، نصرٌ في أول الأمر، نعم، وهو الذي سبب للرُّماة ترك الموقف لما رأوا الهزيمة للعدو.
الشيخ: أباحوا ..... حتى غنموا أموالَهم.
مداخلة: أزاحوا.
الشيخ: أزاحوا طيب.
الطالب: في "المسند": أباحوا.
الشيخ: أباحوا طيب .....، أباحوا طيب، يعني: استباحوه، يعني: سلّطوا عليهم، وانهزموا عنهم، أباحوا طيب. عندكم: أناخوا، حطها: أباحوا.
أباحوا طيب، وأزاحوا معناها .....، لكن ما دام في الأصل ..... يعني: استباحوهم وسلّطوا عليهم.
الشيخ: حطّ نسخة: والتبسوا. مثلما في مسلم، المعنى مُتقارب.
س: ..............؟
ج: يعني: اختلطوا جميعًا ثم انهزم العدو.
مداخلة: نعرفه بتكفّئه إذا مشى.
الشيخ: "تكفّئه" طيب، "تكفّئه" نعم، كأنما ينحدر من صببٍ عليه الصلاة والسلام، و"السَّعدين": سعد بن معاذ، وسعد بن عُبادة، اللهم ارضَ عنهما.
قَالَ: فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا. قَالَ: فَرَقِيَ نَحْوَنَا وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَمَكَثَ سَاعَةً، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ: اعْلُ هُبَل –مرَّتين، يعني: إلهه- أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحافة؟ أين ابنُ الخطَّاب؟ فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُجِيبَهُ؟ قَالَ: بَلَى، فَلَمَّا قَالَ: اعْلُ هُبَلُ. قَالَ عُمَرُ: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَدْ أَنْعَمَتْ عَيْنُهَا فَعَادِ عَنْهَا أَوْ فَعَالِ. فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَهَا أَنَا ذَا عُمَرُ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، الْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا سَوَاء؛ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ. قَالَ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ ذَلِكَ، لَقَدْ خِبْنَا وخسرنا إذن.
ثم قال أبو سفيان: إنَّكم ستجدون في قتلاكم مُثْلَةً، ولم يكن ذلك عن رَأْيِ سَرَاتِنَا.
الشيخ: سُراتنا: أشرافنا يعني.
قَالَ: ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ إِنْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نَكْرَهْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَسِيَاقٌ عَجِيبٌ، وَهُوَ مِنْ مُرْسَلَاتِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ أُحُدًا ولا أبوه.
الشيخ: ومعنى "اعْلُ هُبَل" يعني: اعلُ يا هبل، صنمهم، يعني: اعلُ لما انتصرت، "اعْلُ هُبَل" يعني: يا هبل.
س: ابن أبي كبشة؟
ج: يعني النبي ﷺ، يُقال لأبيه عبدالله: أبو كبشة، لقب بلفظ الكُنية.
س: .............؟
ج: هذا تأويل ..... نصرهم عليهم ولم يستأصلهم، بل إنما أصابوا بعض الشيء، مع أنهم لو استمرّوا في القتال لربما صارت المصيبةُ أعظم، لكنَّ الله هزمهم وانصرفوا إلى مكة، وصارت الهزيمةُ أقلّ، والمصيبةُ أقلّ، وهو نصرٌ نسبيٌّ.
الشيخ: للمؤمنين أسوة في نبيّهم وأصحابه، لما مات الأنبياءُ وأُصيبَ منهم مَن أُصيبَ بالقتال والجراح، للمؤمنين فيهم أسوة: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، والله المستعان.