تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} (2)

يُجاهد نفسه، الله يعلم سرَّه وجهره، ويعلم كلّ ما يكون في قلبه، وما يدور في نفسه، فالواجب الحذر، وأن يكون على غايةٍ من الإخلاص لله، والاستقامة على الدين، والنية الصَّالحة أينما كان؛ لأنَّ الله جلَّ وعلا يعلم سرَّه وما يُخفيه، فلا يليق بالعاقل أن يُضمر ما يضرّ إخوانه، أو يُضمر ما في قلبه مما هو مخالفٌ لأمر الله، بل يحذر، فمتى وقع في قلبه شيءٌ من هذا طرده بالإخلاص لله، والتَّعوذ بالله من الشَّيطان.

وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ [الأنعام:4].

الشيخ: بركة، أيش الذي عندك: الحديث الأول يا أبا ناصر الذي بدأت به، الأول؟

الطالب: قال الحافظُ في "مستدركه": أخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، وَأَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، قَالَا: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالْوَهَّابِ الْعَبْدِيُّ: أَنْبَأَنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ: أَنْبَأَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا سَدَّ الْأُفُقَ، ثم قال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.

الشيخ: أيش عندك يا شيخ محمد؟

الطالب: قلتُ: الحديث عند الحاكم في "المستدرك" بهذا، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ؛ فإنَّ إسماعيل هذا هو السّدي، ولم يُخرّجه البخاري، وليس في السَّند لفظة: السّدي، بل هكذا قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن عبدالرحمن: حدَّثنا محمد بن المنكدر. قال الذَّهبي: قلتُ: لا والله لم يُدرك جعفرًا السّديّ، وأظنّها موضوعة؛ بين جعفر بن عون والسّدي بونٌ شاسعٌ: جعفر بن عون تُوفي سنة ستٍّ، وقيل: سبع ومئتين، ومولده سنة عشرين، وقيل: سنة ثلاثين، والسّدي مات سنة سبعٍ وعشرين، يعني: إمَّا أن يكون لم يُولد، بقيت له ثلاث سنوات ولم يُولد، أو .....

الشيخ: فقط، فقط، هذا الذي عندك انتهى؟

الطالب: إيه نعم.

الشيخ: سهل.

س: .............؟

ج: ..... يحتاج إلى تحقيقٍ، ولو قاله الذَّهبي، يحتاج إلى نظرٍ.

س: .............؟

ج: يدل على عظمة هذه السّورة: أنَّ الله جلَّ وعلا أنزل معها جمًّا غفيرًا من الملائكة.

الطالب: قوله: عمر بن طلحة في الحديث الذي بعده.

الشيخ: إيه، إيه، الرّقاشي.

الطالب: نعم، الرّقاشي، قلتُ: لعلها تصحّفت عن الوقاصي، فهو عمّ عمر بن طلحة، وهو عمر بن طلحة بن وقّاص، قال في "التقريب": عمر بن طلحة بن علقمة بن وقّاص اللَّيثي. قلتُ: وهو الذي يروي عن أبي سهيلٍ نافع بن مالك ابن أبي عامر، وعنه ابن أبي ..... كما هاهنا.

الشيخ: ما لقيت: الرّقاشي؟

الطالب: لا، في كل كتب الرّجال التي بين يدي ما فيها الرّقاشي، وهو أيضًا هنا بشيخه وتلميذه.

كذلك قوله: نافع بن مالك ابن أبي سهيل. نافع بن مالك، لعلها أُقحمت هنا لفظة "ابن"، فنافع بن مالك هو أبو سهيل.

طالب: في نسخة الشُّعَب على الصَّواب: نافع بن مالك أبي سهيل.

الشيخ: هذا الصّواب، هذا معروفٌ: نافع هو أبو سهيل. عندك يا شيخ عبدالعزيز؟

.......

الشيخ: هذا لعله، حطّ عليه قل: لعلها الوقاصي، حطّ على الرّقاشي: لعله الوقاصي.

...........

مُداخلة: الإسناد الذي بعده حفظك الله: إبراهيم بن نائلة، سند ابن مردويه عن الطَّبراني قال: إبراهيم بن نائلة، عن إسماعيل بن عمر، صوابه: إسماعيل بن عمرو.

الشيخ: إسماعيل بن عمرو أيش؟

الطالب: قلتُ: قوله: "إسماعيل بن عمر" تصحّف عن: إسماعيل بن عمرو، وهو إسماعيل بن عمرو البجلي. ثم ذكرتُ الكلام الذي عليه في كتب الرِّجال.

الشيخ: مَن راويه -السَّند؟

الطالب: ابن مردويه عن الطَّبراني، وهكذا وجدتُه أيضًا؛ فقد رواه أبو نعيمٍ الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" عن الطَّبراني أيضًا بإسناده، وجاء على الصَّحيح: حدَّثنا إسماعيل بن عمرو، وجاءت نسبته أيضًا.

الشيخ: أيش بعد الطَّبراني: حدَّثنا؟

الطالب: إبراهيم بن نائلة، عن إسماعيل بن عمر، صوابه: إسماعيل بن عمرو، عن يوسف بن عطية، عن ابن عوف.

الشيخ: صلّحه: عمرو، ما يُخالف زيادة واو.

س: ...........؟

ج: يعني: غريب، يعني: كلام الذّهبي هذا غريبٌ، محل نظرٍ.