الواجب على كل مسلمٍ وعلى كل مسلمةٍ أن يتَّقي الله، وأن يستقيم على دينه، فجميع الثَّقلين خُلقوا ليعبدوا الله، كما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وقد أُمروا بهذه العبادة، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21].
وهذه العبادة يجب أن نعملها، وأن نتفقه فيها؛ حتى نُؤديها كما أمر الله، ولا طريقَ إلى ذلك إلا بالعناية بكتاب الله –القرآن- وتدبره، والاستفادة منه، وهكذا السُّنة -سنة الرسول ﷺ- العناية بها، وحفظ ما تيسر منها، وسماعها من العلماء، والاستفادة مما بيَّنه الرسول عليه الصلاة والسلام في تفاصيل التَّقوى والعبادة التي خُلقنا لها.
فكل مُكلَّفٍ يلزمه أن يتفقه في الدِّين، وأن يعرف العبادة التي خُلق لأجلها، وهي توحيد الله، والإخلاص له، وتخصيصه بالعبادة، والإيمان به وبرسوله عليه الصلاة والسلام، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله: مما كان، وما يكون. مما كان من أمر الدنيا، وخلق السماوات، وخلق الأرض، وخلق آدم، وأمر الرسل، وما جرى عليهم وأممهم، إلى غير ذلك.
وما يكون في آخر الزمان من التَّغيرات، ومن أشراط الساعة، وما يكون بعد هذا من قيام الساعة، وحشر الناس وجمعهم بين يدي الله.
فالواجب على كل مسلمٍ أن يتفقه في دينه، وأن يتبصر فيما يجب عليه، يقول النبي ﷺ: مَن يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدِّين، ومن ذلك تدبر القرآن عند القراءة، والإكثار من تلاوته، مع التَّدبر، والتَّعقل، والعناية بسنة الرسول ﷺ، وحفظ ما تيسر منها، وحضور حلقات العلم، كل هذا مما يُفيد المؤمن والمؤمنة.