أيها المستمعون الكرام، يقول الله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت: 30- 32].
يُبين سبحانه أنَّ الذين قالوا: ربنا الله، ثم استقاموا على طاعته؛ تُبَشِّرهم الملائكة عند الموت بالجنة والكرامة والسَّعادة، ويا لها من نعمةٍ عظيمةٍ، وفضلٍ كبيرٍ.
ومعنى قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ يعني قالوا: إلهنا وخالقنا ورازقنا ومُدبر أمورنا هو الله وحده. ثم استقاموا على طاعة الله، يعني: قالوا وعملوا: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ يعني: عند الموت تُبشرهم بالرحمة والرِّضوان.
أما الكافر فعند الموت يُبَشَّر بالعذاب والنَّار وغضب الله، نعوذ بالله من ذلك.
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا تقول لهم: لا تخافوا، ولا تحزنوا. المعنى: لا تخافوا مما أمامكم، فأنتم على خيرٍ، وعلى هدى، وأنتم إلى الجنة والسَّعادة، وَلَا تَحْزَنُوا يعني: على ما خلفتم في الدنيا، فما عند الله خيرٌ وأبقى، ما عند الله للمؤمن من الجنَّات والكرامات. ثم قال بعده جلَّ وعلا: وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ يعني تقول لهم الملائكة: وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت: 30].