فعليك يا عبدالله أن تُجاهد هذه النَّفس، وأن تُعنى بها غاية العناية، وأن تُعودها طاعة الله ورسوله، وأن تُعودها الحذر من محارم الله، فالنفس على ما عوّدت عليه: إن عُوّدت المعاصي والكسل والتَّهاون بأمر الله؛ اعتادت ذلك، وسارت عليه، وثقل عليها ما يُرضي الله.
بعض أسلافنا الصَّالحين كان كثير العبادة، وكثير العمل: من الصلاة، والصيام، والحج، وغير ذلك، فقال له بعضُ أصحابه: أتعبتَ نفسك! فقال: راحتُها أُريد.
ومن أعظم الأسباب لخشية الله وتعظيم حُرماته: تدبر القرآن، والإكثار من تلاوته، والتفكير في المصير بعد الموت: ماذا يكون بعد الموت؟ والتَّفكير في القبر: هل يكون روضةً من رياض الجنة، أو حُفرةً من حُفر النار؟ ثم التَّفكير بعد ذلك في البعث والنُّشور: هل أنت من أهل الجنة، أو من أهل النَّار؟