يُخطئ كثيرٌ من المرضى في الصلاة: فمنهم مَن لا يُصلي بحجة أنَّ ثيابه نجسة، أو أنه لا يستطيع الوضوء، ويُؤجل الصَّلوات حتى يخرج من المستشفى، أو يجمعها ثم يُصليها، هل من إيضاحٍ للإخوة المرضى حول ذلك؟
الشيخ: الواجب على المريض أن يتَّقي الله، وأن يُراقب الله، وأن يُصلي الصلاة في وقتها، لا يجوز له تأخيرها عن أوقاتها، فإذا احتاج للجمع جمع بين الصَّلاتين: بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، أما تأخيرها عن وقتها لا يجوز.
قال عمران بن حُصين رضي الله عنه وهو مريضٌ: يا رسول الله. يسأل عن صلاة المريض، قال: صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ، فإن لم تستطع فمُستلقيًا، ولم يُرخِّص له في تأخير الصَّلاة.
فالواجب على المرضى أن يُصلوا في الوقت، ولا يجوز لهم التأخير، وإذا كان في الثَّوب نجاسة تُغسل، أو في البدن تُغسل، وإذا شقَّ عليه الماء ولم يستطع الوضوء تيمَّم: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، فالعاجز عن الوضوء لمرضه يتيمم ويُصلي الصلاة في وقتها: الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، والمغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، والفجر في وقتها، ولا بأس بالجمع، إذا دعت الحاجةُ إلى الجمع جمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما، لا بأس إذا شقَّ عليه أن يُصلي كل صلاةٍ في وقتها جمع بينهما للمرض، كما يجمع المسافر.
أما أن يُؤخر المغرب عن وقتها، والعشاء عن وقتها، أو الفجر عن وقتها، هذا لا يجوز، بل يجب عليه أن يُصلي في وقتها، والوقتان وقت واحد إذا جمع بينهما: بين الظهر والعصر كان وقتُهما واحدًا، وإذا جمع بين المغرب والعشاء صار وقتُهما واحدًا، لكن لا يُؤخر العصر إلى أن تصفرَّ الشَّمس، ولا يُؤخر الظهر إلى وقت العصر، إلا إذا نوى الجمع، وهكذا المغرب والعشاء لا يُؤخرها إلى بعد غروب الشَّفق إلا إذا كان عاجزًا يريد الجمع فلا بأس أن يُؤخرها مع العشاء، أو يُقدم العشاء معها.
أما التَّساهل في هذا الأمر فلا يجوز، وإخراجها عن وقتها عمدًا من دون عذرٍ شرعي كفر، يقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشِّرك ترك الصلاة، ويقول ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَن تركها فقد كفر، والذي يتعمَّد تركها عن وقتها، يتعمَّد تركها حتى لا يُصلي إلا بعد الشمس، أو عندما يذهب للعمل، هذا تعمّد تركها، هذا كفر عند جمعٍ من أهل العلم، فالواجب الحذر، نسأل الله السَّلامة والعافية.