46 من حديث: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)

1 - (916) وحدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن بشر، قال أبو كامل: حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا عمارة بن غزية، حدثنا يحيى بن عمارة، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.

الشيخ: يعني لقنوا موتاكم هنا المحتضر حتى يموت عليها، لقنوا موتاكم لا إله إلا الله أي يقولوا لهم اذكروا اللهن ويذكروا الله عندهم حتى يقولوها عند الموت.

س: وإن كان تاركًا للصلاة؟

الشيخ: يذكر حتى لعله يتوب إلى الله، وينيب إلى الله.

س: .....؟

الشيخ: يعلم لعله يتوب، لعله يستقيم، من تاب تاب الله عليه.

س: .....؟

الشيخ: في حديث لا بأس به عند المحتضر قراءة يس، وضعفه بعضهم، ولكن لا بأس به صححه ابن حبان وجماعة.

س: .....؟

الشيخ: إذا قرأها أحدهم طيب.

س: هل المقصود يؤمر بها، أم تقال عنده؟

الشيخ: إن نفع القول عنده وإلا يقال له: قل: لا إله إلا الله، ويكفي، وإن نفع قولها عنده اكتفى بمن قال عنده لا بأس لأنها قد تقال عنده ولا ينتبه لشدة المرض، فيقول: يا فلان اذكر ربك، قل: لا إله إلا الله.

س: .....؟

الشيخ: ظاهر الحديث لا إله إلا الله، التوحيد لأن الشهادة للرسول بالرسالة تبع لهذا في نفس المسلم.

س: لو قال له: قل: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟

الشيخ: كله طيب ما في شيء.

(916) وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عبدالْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، جَمِيعًا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

2 - (917) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ -ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ- ح وحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، قَالُوا: جَمِيعًا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.

الشيخ: تكلم عليه الشارح؟

الطالب: معناه من حضره الموت، والمراد ذكروه لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه كما في الحديث: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة والأمر بهذا التلقين أمر ندب، وأجمع العلماء على هذا التلقين وكرهوا الإكثار عليه والموالاة لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق، قالوا: وإذا قاله مرة لا يكرره عليه إلا أن يتكلم بعده بكلام آخر فيعاد التعليم به ليكون آخر كلامه، ويتضمن الحديث الحضور عند المحتضر لتذكيره وتأنيسه وإغماض عينيه والقيام بحقوقه وهذا مجمع عليه.

س: .....؟

الشيخ: هذا عند الموت، يعني حتى الكافر يلقن لا إله إلا الله إذا كان لا يقولها يلقن لعل الله يهديه ويمن عليه بالتوبة حتى ولو كافر.

س: لكن هل يؤمر المسلم يقال له: قل لا إله إلا الله؟

الشيخ: نعم، لقنوا موتاكم لا إله إلا الله.

س: .....؟

3 - (918) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ ابْنَ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156]، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا، فَأَخْلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَتْ: أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي لَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ لِي بِنْتًا وَأَنَا غَيُورٌ، فَقَالَ: أَمَّا ابْنَتُهَا فَنَدْعُو اللهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا، وَأَدْعُو اللهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ.

الشيخ: وهذا فيه فضل هذا الكلام عند المصيبة، ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها فهو دعاء عظيم مختصر، يستحب عند المصيبة يقول العبد عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون كما قال الله جل وعلا: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157] هذا الجزاء العظيم وهذا الفضل الكبير، وفي حديث أم سلمة زيادة إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة؟ ثم ذكرت قول النبي ﷺ فدعت بهذا الدعاء بعد موت أبي سلمة، فأخلف الله عليها الرسول ﷺ خطبها وتزوجها رضي الله عنها.

س: .....؟

الشيخ: أي مصيبة نعم، مصيبة ولده، أو أخيه، أو احترق ماله، أو غير ذلك من المصائب.

س: كثير من الناس إذا أصيب بمصيبة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هل لهذا أصل؟

الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة وفيها خير عظيم، لكن كونه يستعمل ما نص عليه القرآن ونصت عليه السنة أفضل مع هذا وزيادة.

س: لكن ليس لهذا أصل في المصائب؟

الشيخ: ما أذكر شيئًا، لكن لا حول ولا قوة إلا بالله ينبغي الإكثار منها لأنها كنز من كنوز الجنة، وفيها الاعتراف بأنه لا حول لأحد ولا قوة لأحد على شيء إلا بالله ، فهي كلمة عظيمة.

س: .....؟

الشيخ: سنة ما نعرف فيها شيء خاص إلا ما جاء لما ... قال: طهور إن شاء الله فإذا قال ... لأهل الميت أعظم الله أجركم، أحسن الله عزاءكم، جبر الله مصيبتكم، هذه كلمات مناسبة ما فيها شيء منصوص، ما أعرف شيء منصوص.

س: إن لله ما أخذ؟

الشيخ: كذلك قصته مع ابنته لما أرسلت إليه ليحضر -وكان ولدها في الموت- قال: قل لها: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، مثل ما قال جل وعلا: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155] فإذا قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني ... هذا كلام طيب مثل ما أرشد إليه النبي ﷺ، هذا ... يوافق القرآن: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:155-156] فإذا قال مع هذا: لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، اللهم آجرني في مصيبتي خير كثير.

س: .....؟

الشيخ: الآية عامة إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ نكرة، والحديث عام: ما من عبد يصاب بمصيبة ... فإذا أصابه حريق أو خراب بسيل أو سرقة أو ما أشبه ذلك مما يضره، هذه مصيبة.

س: في العزاء يقال: البقية في حياتك فيرد عليه: يسلم دينك وإيمانك؟

الشيخ: ما أعرف شيء، لكن كلمة يسلم دينك وإيمانك هذا كلام طيب، لكن يقول له: آجرك الله في مصيبتك، أعظم الله أجرك، جبر الله مصيبتك، أحسن الله عزاءك، خلف الله عليك بكذا بخير، يأتي بالعبارات الشرعية ما هو البقية في حياتك.

س: .....؟

4 - (918) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سَفِينَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156]، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَأَخْلَفَ اللهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ، رَسُولَ اللهِ ﷺ.

5 - (918) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبداللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ كَثِيرٍ، عَنْ ابْنَ سَفِينَةَ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، وَزَادَ قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، ثُمَّ عَزَمَ اللهُ لِي، فَقُلْتُهَا: قَالَتْ: فَتَزَوَّجْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ.

6 - (919) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ، أَوِ الْمَيِّتَ، فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، قَالَ: قُولِي: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً، قَالَتْ: فَقُلْتُ، فَأَعْقَبَنِي اللهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ مُحَمَّدًا ﷺ.

7 - (920) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ.

الشيخ: وهذه دعوات عظيمة، يستحب لمن حضر الميت أن يغمض عينيه إذا شخصت ويقول: اللهم اغفر له وارحمه، اللهم ارفع درجته في المهديين، اللهم افسح له في قبره ونور له فيه، اللهم اخلفه في عقبه، اللهم اغفر لنا وله، كما فعل النبي ﷺ مع أبي سلمة -لما دخل عليه وقد شق بصره-، هكذا المسلم إذا حضر الميت يقول مثل هذا الكلام: اللهم اغفر لفلان، اللهم ارفع درجته في المهديين، اللهم افسح له في قبره ونور له فيه، اللهم اغفر له، اللهم أصلح عقبه، اللهم أصلح ذريته، كلمات طيبة فيها تعزية وجبر.

س: .....؟

الشيخ: دعاء الجنازة جاء فيه دعاء خاص.

س: .....؟

الشيخ: ما نعرف لهذا أصلا، لكن العينين ما تنفتح وتشخص إلا عند خروج الروح، قبل ذلك كرب وغم.

س: أم سلمة ...؟

الشيخ: زَوَجَها ابنُها.

س: .....؟

الشيخ: غير عمر.

س: .....؟

الشيخ: الظاهر أنه بالغ، زَوَجَها ابنُها الأكبر سلمة.

الشيخ: الرسول توهب له الواهبة، لكن جاء في الحديث أنه زوجها ابنها وإلا فالرسول ﷺ له خصوصية ... لو وهبت نفسها جاز له من دون غيره، هذا من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام.

تعرض المؤلف لمن زوجها من أولادها وإلا ما تعرض؟

الطالب: ما رأيته.

.....

8 - (920) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عبيداللهِ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: وَاخْلُفْهُ فِي تَرِكَتِهِ، وَقَالَ: اللهُمَّ أَوْسِعْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يَقُلْ: افْسَحْ لَهُ، وَزَادَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: وَدَعْوَةٌ أُخْرَى سَابِعَةٌ نَسِيتُهَا.

9 - (921) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عبدالرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَلَمْ تَرَوُا الْإِنْسَانَ إِذَا مَاتَ شَخَصَ بَصَرُهُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكَ حِينَ يَتْبَعُ بَصَرُهُ نَفْسَهُ.

(921) وَحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عبدالْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، عَنِ الْعَلَاءِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

10 - (922) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبيد بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: غَرِيبٌ وَفِي أَرْضِ غُرْبَةٍ، لَأَبْكِيَنَّهُ بُكَاءً يُتَحَدَّثُ عَنْهُ، فَكُنْتُ قَدْ تَهَيَّأْتُ لِلْبُكَاءِ عَلَيْهِ، إِذْ أَقَبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الصَّعِيدِ تُرِيدُ أَنْ تُسْعِدَنِي، فَاسْتَقْبَلَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَقَالَ: أَتُرِيدِينَ أَنْ تُدْخِلِي الشَّيْطَانَ بَيْتًا أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْهُ؟ مَرَّتَيْنِ، فَكَفَفْتُ عَنِ الْبُكَاءِ فَلَمْ أَبْكِ.

الشيخ: يعني النياحة.

الطالب: عمر ذكره في التقريب.

الشيخ: عمر معروف، لكن أبو سلمة إيش قال عليه؟

الطالب: قال عمر بن أبي سلمة ابن عبدالأسد المخزومي، ربيب النبي ﷺ، صحابي صغير أمه أم سلمة زوج النبي ﷺ، وأمّره علي على البحرين ومات سنة 83 على الصحيح (الجماعة).

س: قولها: تريد أن تسعدني؟

الشيخ: تسعدها في البكاء في النياحة يعني، كانت عادة الجاهلية يتعاونون في البكاء على الميت.

11 - (923) حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ تَدْعُوهُ، وَتُخْبِرُهُ أَنَّ صَبِيًّا لَهَا، أَوِ ابْنًا لَهَا فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَأَخْبِرْهَا: أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ، فَعَادَ الرَّسُولُ، فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا، قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ، وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَذَا؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.

الشيخ: وهذا حديث عظيم عن أسامة بن زيد يدل على تواضعه ﷺ ورحمته وعنايته بأهله وما ينبغي أن يقال لمن أصيب بولد أو غيره: أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فعليك أن تصبر وتحتسب كما قال لابنته، أمر الرسول أن يبلغها، أرسلت إليه ليحضر لأن ولدها في الموت قال له: قل لها: أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب فردت على الرسول تقسم على أبيها أن يحضر، فأبر قسمها وقام إليها، هذا فيه التواضع العظيم والرحمة والإحسان واللطف منه عليه الصلاة السلام.

وقام معه سعد بن عبادة سيد الخزرج ومعاذ بن جبل المعروف ومعهم أسامة بن زيد مولى رسول الله وحبه وقدموا إليه الصبي ونفسه تقعقع عند الخروج -حشرج عند الخروج- ففاضت عيناه عليه الصلاة والسلام بكاء فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: إنها رحمة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء هذا يدل على أن البكاء عند المصيبة من الرحمة، أما المنكر هو النياحة ورفع الصوت والصياح وخمش الوجه وشق الثوب ونتف الشعر هذا المنكر، أما كونه تفيض عينه تدمع ويبكي لا حرج، فهي رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، ولهذا أنكر ﷺ النياحة وبايع النساء ألا ينحن، وقال: ليس منا من ضرب الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية وقال: أنا برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة كما في الصحيحين من حديث أبي موسى، والصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة، كل هذا لا يجوز، أما دمع العين فلا حرج فيه، كونه يبكي بكاء ليس فيه نياحة لا حرج بل رحمة، والمصيبة لها وقع ولها أثر في النفوس في الولد والوالد والزوجة والأخ والصديق.

س: إذا غلب على البكاء النياحة؟

الشيخ: البكاء أفضل، ويروى عن بعض السلف أنه ضحك عند المصيبة، فقال بعض السلف: ليس هذا من السنة، السنة أن يبكي، السنة في المصيبة البكاء والرحمة والتأثر مثل ما قال النبي ﷺ لما مات إبراهيم: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.

س: لو غلبه البكاء وخرج منه صوت خفيف؟

الشيخ: ما يضر الذي ما يسمى نياحة لا حرج فيه لأن البكاء له أثر.

(923) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبداللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، جَمِيعًا عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، غَيْرَ أَنَّ حَدِيثَ حَمَّادٍ أَتَمُّ وَأَطْوَلُ.

الشيخ: الميت يعذب ببكاء أهله يعني بنياحة أهله لا بدمع العين، الميت يعذب ببكاء أهله يفسره اللفظ الثاني: النياحة.

12 - (924) حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عبدالْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عبداللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عبداللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ ﷺ يَعُودُهُ مَعَ عبدالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعبداللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ وَجَدَهُ فِي غَشِيَّةٍ، فَقَالَ: أَقَدْ قَضَى؟ قَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللهِ، فَبَكَى رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ رَسُولِ اللهِ ﷺ بَكَوْا، فَقَالَ: أَلَا تَسْمَعُونَ؟ إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا -وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ- أَوْ يَرْحَمُ.

الشيخ: مثل ما تقدم في أنه لا بأس بالبكاء، وإنما المحرم الصوت.

13 - (925) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ يَعْنِي ابْنَ غَزِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُعَلَّى، عَنْ عبداللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْبَرَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَا أَخَا الْأَنْصَارِ كَيْفَ أَخِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ؟، فَقَالَ: صَالِحٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَنْ يَعُودُهُ مِنْكُمْ؟ فَقَامَ، وَقُمْنَا مَعَهُ، وَنَحْنُ بِضْعَةَ عَشَرَ، مَا عَلَيْنَا نِعَالٌ، وَلَا خِفَافٌ، وَلَا قَلَانِسُ، وَلَا قُمُصٌ، نَمْشِي فِي تِلْكَ السِّبَاخِ حَتَّى جِئْنَاهُ، فَاسْتَأْخَرَ قَوْمُهُ مِنْ حَوْلِهِ.

الشيخ: يعني ليس عليهم إلا الأردية والأزر، ما في قمص لقلة الحال والضعف والهجرة، لا نعال ولا خفاف هذا لشدة الحال فصبروا حتى أزال الله الشدة وفتح الله عليهم خزائن الأرض وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] صبروا وأفلحوا والله المستعان، وفي هذا شرعية عيادة المرضى، كونه يعود المريض، كونه يصحبه بعض إخوانه وأصدقائه وجلسائه من باب التعاون على الخير.

س: بعضهم يمشي حافيًا إلى المسجد ويقول هذا من السنة؟

الشيخ: لا، احتفوا وانتعلوا، النبي ﷺ كان يحتفي وينتعل، والانتعال أحسن، كان النبي ﷺ ينتعل -يستعمل النعال-، وإذا احتفى بعض الأحيان فحسن حتى يعود رجله الصبر، وربما صلى أيضًا حافيًا ومنتعلًا عليه الصلاة والسلام، وأمر بالنعال وقال: إن أحدكم لا يزال راكبًا ما انتعل لأن فيها وقاية للرجل من آفات الأرض.

س: حديث الاحتفاء صحيح؟

الشيخ: الذي أذكره أنه لا بأس به، صلاته حافيًا ومنتعلًا أيضًا ثابت عند أحمد وغيره وأحاديث الأمر بالانتعال قال: إن الرجل لا يزال راكبًا ما انتعل فالانتعال أفضل، ولكن إذا ترك الانتعال بعض الأحيان ليعود نفسه الصبر وليعلم الناس أن هذا لا بأس به فهذا حسن.

س: .....؟

الشيخ: نعم ما في بأس إذا ما تيسر ... يقول: سلم لي عليهم، ويقول: أحسن الله عزاكم، جبر الله مصيبتكم، مثل ما قال النبي ﷺ للرسول لابنته: قل لها: أن لله ما أخذ لكن كونه يروح بنفسه ويعزي يكون أفضل وأكمل إذا تيسر.

فَاسْتَأْخَرَ قَوْمُهُ مِنْ حَوْلِهِ، حَتَّى دَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ.

14 - (926) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى.

15 - (926) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِي عَلَى صَبِيٍّ لَهَا، فَقَالَ لَهَا: اتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَقَالَتْ: وَمَا تُبَالِي بِمُصِيبَتِي فَلَمَّا ذَهَبَ، قِيلَ لَهَا: إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَأَخَذَهَا مِثْلُ الْمَوْتِ، فَأَتَتْ بَابَهُ، فَلَمْ تَجِدْ عَلَى بَابِهِ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ، أَوْ قَالَ: عِنْدَ أَوَّلِ الصَّدْمَةِ.

الشيخ: وذلك أنه لما قال لها، قالت: إليك عني كما في الرواية الأخرى: فإنك لم تصب بمثل مصيبتي، فلما أخبرت أنه رسول الله، أخذها ما يأخذ الإنسان من الحياء والندم على ما قالت لرسول الله ﷺ، فجاءت إليه تعتذر فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى يعني عند أول ما تحل المصيبة، الصبر هو عند أول ما تنزل المصيبة، أما كون الإنسان يسلو بعد حين، لا بد من السلا كما تسلو البهائم، لكن الصبر المشروع عند أول ما تنزل المصيبة يبادر بالصبر، لا يفعل ما لا ينبغي.

س: هل هذا قبل النهي عن زيارة النساء للمقابر؟

الشيخ: ... تبكي عند القبر، والظاهر والله أعلم أن هذا قبل النهي حين الرخصة العامة، فإنه نهاهم عن زيارة القبور لأنهم قد اعتادوا الشرك بالموتى، فلما استقر التوحيد والإيمان أذن لهم بزيارة القبور، وقال: إنها تذكركم الآخرة، ثم منع النساء.

س: تعلمون فضيلة الشيخ حتى يبين أن هذا الحديث ليس قبل النهي، ولكنه هذا القبر منبوذا، وليس في المقابر؟

الشيخ: ما في دليل على هذا، لكن إذا فسر بأن الإذن حينئذ للجميع ما في مانع أذن لهم جميعًا ثم نهى النساء.

(926) وَحَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، ح وحَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ، حَدَّثَنَا عبدالْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ح وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا عبدالصَّمَدِ، قَالُوا جَمِيعًا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ بِقِصَّتِهِ، وَفِي حَدِيثِ عبدالصَّمَدِ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِامْرَأَةٍ عِنْدَ قَبْرٍ.

16 - (927) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عبداللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ بِشْرٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عبيداللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ عبداللهِ، أَنَّ حَفْصَةَ بَكَتْ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: مَهْلًا يَا بُنَيَّةُ أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ.

17 - (927) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ.

(927) وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ.

18 - (927) وحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَصِيحَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ.

الشيخ: بكاء الحي: يعني النياحة، البكاء: يعني النياحة.

س: قوله: يعذب في قبره؟

الشيخ: الله أعلم عذاب الله أعلم بكيفيته، المقصود التحذير.

س: إنكار عائشة واحتجاجها بالآية وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].

الشيخ: خفي عليها الأمر، فعائشة رضي الله عنها خفيت عليها أشياء مثل إنكارها أن أهل بدر أجابوا للنبي ﷺ لما قال: ما أنتم بما أسمع لما أقول لهم، بأسمع لما أقول، قالت: قال: ما أنتم بأعلم، خفي عليها الحديث، فلها أشياء خالفت فيها للاعتماد على فهمها وأخطأت في فهمها رضي الله عنها.

س: إذا كان الميت رجل صالح وخالف بعض أقاربه وبكى وناح عليه هل يعذب؟

الشيخ: الأحاديث عامة تعم الصالح وغير الصالح، يعلم أقاربه ويبين لهم وينهاهم، وأما التعذيب فالله أعلم بكيفيته.

س: .....؟

الشيخ: يعني النياحة، الذي ما هو بنياحة ما يعذب، البكاء الذي بدمع العين من غير صوت يرتفع لا يعذب، ما يُمنَع.

س: لما مات أبو سلمة ضج ناس من أهله، ما المقصود بضج؟

الشيخ: ما بين إيش المراد، قد يكون من كلمات نياحة ...، النبي ﷺ قال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ما فسر ما وقع، والأحاديث المجملة تفسر بالأحاديث المحكمة.

س: ما أنكر عليه النبي ﷺ وقال: لا تقولوا إلا خيرًا؟

الشيخ: نعم، بس ما فيه أنها نياحة، قد يكون بكلام آخر.

س: هذا الميت قبل موته حذر أهله قال: لا تبكوا علي، ومع ذلك بكوا عليه، هل يعذب ببكائهم في هذه الحالة؟

الشيخ: الأحاديث عامة والواجب الحذر، الواجب على أهله أن يحذروا وأن لا ينوحوا مطلقًا ولو حذرهم، يجب أن يحذروا ولا يقولوا: حذرنا ولا يضر به أن ننوح لا، لا ينوحون ولو حذرهم، ويرجى له السلامة إن شاء الله، لكن يجب عليهم أن يحذروا.

س: ....؟

الشيخ: الله أعلم، علينا أن نقول كما قال النبي ﷺ، وأن نحذر كما حذر ويكفي، والكيفية لا يعلمها إلا الله. إنما يعذب هو الذي نزل عليه قوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] هو أعلم بتفسير القرآن، هو يقرأ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] ويقرأ حديث: إن الميت يعذب بما نيح عليه هذا تحذير خاص وعمل خاص يستثنى من قوله: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].

19 - (927) حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ جَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: وَا أَخَاهْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ.

20 - (927) وحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ أَبُو يَحْيَى، عَنْ عبدالْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مِنْ مَنْزِلِهِ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فَقَامَ بِحِيَالِهِ يَبْكِي، فَقَالَ عُمَرُ: عَلَامَ تَبْكِي؟ أَعَلَيَّ تَبْكِي؟ قَالَ: إِي وَاللهِ لَعَلَيْكَ أَبْكِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: مَنْ يُبْكَى عَلَيْهِ يُعَذَّبُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، فَقَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: إِنَّمَا كَانَ أُولَئِكَ الْيَهُودَ.

الشيخ: وهذا مما خفي عليها، مما تأولته رضي الله عنها.

21 - (927) وحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، لَمَّا طُعِنَ عَوَّلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَقَالَ: يَا حَفْصَةُ أَمَا سَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ وَعَوَّلَ عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ.

الشيخ: التعويل: النياحة يعني ورفع الصوت، هذا التعويل.

22 - (928) حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عبداللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ جَنَازَةَ أُمِّ أَبَانَ بِنْتِ عُثْمَانَ، وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُودُهُ قَائِدٌ، فَأُرَاهُ أَخْبَرَهُ بِمَكَانِ ابْنِ عُمَرَ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَكُنْتُ بَيْنَهُمَا، فَإِذَا صَوْتٌ مِنَ الدَّارِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ -كَأَنَّهُ يَعْرِضُ عَلَى عَمْرٍو أَنْ يَقُومَ، فَيَنْهَاهُمْ-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ، قَالَ: فَأَرْسَلَهَا عبداللهِ مُرْسَلَةً.

(927) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَازِلٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَالَ لِي: اذْهَبْ فَاعْلَمْ لِي مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ، فَذَهَبْتُ، فَإِذَا هُوَ صُهَيْبٌ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَعْلَمَ لَكَ مَنْ ذَاكَ، وَإِنَّهُ صُهَيْبٌ، قَالَ: مُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا، فَقُلْتُ: إِنَّ مَعَهُ أَهْلَهُ، قَالَ: وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَهْلُهُ -وَرُبَّمَا قَالَ أَيُّوبُ: مُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا- فَلَمَّا قَدِمْنَا لَمْ يَلْبَثْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أُصِيبَ، فَجَاءَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: وَاأَخَاهْ وَاصَاحِبَاهْ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَمْ تَعْلَمْ، أَوَ لَمْ تَسْمَعْ -قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ قَالَ: أَوَ لَمْ تَعْلَمْ أَوَ لَمْ تَسْمَعْ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ، قَالَ: فَأَمَّا عبداللهِ فَأَرْسَلَهَا مُرْسَلَةً، وَأَمَّا عُمَرُ، فَقَالَ: بِبَعْضِ.

 (929) فَقُمْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَحَدَّثْتُهَا بِمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَتْ: لَا، وَاللهِ مَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَطُّ إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْكَافِرَ يَزِيدُهُ اللهُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَذَابًا، وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى [النجم:43]، وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]. قَالَ أَيُّوبُ: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عَائِشَةَ، قَوْلُ عُمَرَ، وَابْنِ عُمَرَ، قَالَتْ: إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونِّي عَنْ غَيْرِ كَاذِبَيْنِ، وَلَا مُكَذَّبَيْنِ، وَلَكِنَّ السَّمْعَ يُخْطِئُ.

23 - (928) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا عبدالرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عبداللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِمَكَّةَ، قَالَ: فَجِئْنَا لِنَشْهَدَهَا، قَالَ: فَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَإِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِمَا، ثُمَّ جَاءَ الْآخَرُ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَقَالَ عبداللهِ بْنُ عُمَرَ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ: وَهُوَ مُوَاجِهُهُ، أَلَا تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ.

(927) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ كَانَ عُمَرُ يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ، ثُمَّ حَدَّثَ، فَقَالَ: صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبُ؟ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ صُهَيْبٌ، قَالَ: فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ادْعُهُ لِي، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيْبٍ، فَقُلْتُ: ارْتَحِلْ فَالْحَقْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا أَنْ أُصِيبَ عُمَرُ، دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي، يَقُولُ: وَا أَخَاهْ وَا صَاحِبَاهْ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ أَتَبْكِي عَلَيَّ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ.

(929) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ عُمَرَ، لَا وَاللهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَحَدٍ، وَلَكِنْ قَالَ: إِنَّ اللهَ يَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ قَالَ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: حَسْبُكُمُ الْقُرْآنُ: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].

الشيخ: وهذا من اجتهادها وفهمها، بنت على هذا واستنكرت ما رواه ابن عمر وعمر وابن عباس وغيرهم، والصواب معهم وهي التي أخطأت رضي الله عنها وغلطت، والصواب معهم هم، رووا عن النبي ﷺ والآية لا تخالف ما جاء وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] هذا شيء خاص، ثم يرد عليها ما روت هي أن الكافر يزيده الله عذابًا ببكاء أهله، هذا يخالف ظاهر الآية وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] حجة عليها، ما روته هي حجة عليها في الكافر، فالحكم واحد، فالله لا يزيد الكافر عذابًا من عمل غيره إلا في هذه القضية النياحة عليه، وإلا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] كل ذنبه على جنبه، كل يجازى على عمله، لكن أشياء ورد فيها خصوصية مثل هذا.

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ ذَلِكَ: وَاللهُ أَضْحَكَ وَأَبْكَى [النجم:43]، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: فَوَاللهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ شَيْءٍ.