45 من حديث: (خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي..)

1 - (901) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبداللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُصَلِّي، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ: إِنْ مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ،

الشيخ: إن من أحد يعني ما من أحد.

إِنْ مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ: وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟. وَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ.

الشيخ: وهذا أصح ما ورد في الخسوف، أصح ما ورد في الخسوف أن يصلي ركعتين بقراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة مع الإطالة، والكسوف: هو تغير ظهور الشمس والقمر إذا ذهب ضوؤهما أو بعضه من الكسوف، والله جل وعلا يري عباده العبر، وأن هذه الآيات لا تجري بطبعها ولا بقدرتها، بل مسيرة بأمر الله متى شاء غيرها وكسفها سبحانه وتعالى ليعلم الناس أنه جل وعلا هو القادر المسير لها، ولهذا قال: لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته لأن بعض الناس ظن أنها كسفت لموت إبراهيم، صادف الكسوف يوم مات إبراهيم ابن النبي ﷺ، مات في الرضع في الثدي، مات وهو رضيع، فظن بعض الناس أنها كسفت من أجل موته، فقال ﷺ: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يعني علامتان من دلائل قدرته العظيمة، وأنه الخلاق العظيم، الآية: العلامة، وأنهما لا ينكسفان ولا يخسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، ولكن الله يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فكبروا وادعوا وصلوا وتصدقوا، وفي اللفظ الآخر من حديث أبي موسى: فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله، ودعائه واستغفاره، وفي اللفظ الآخر: فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم.

وفي حديث عائشة هنا أنه صلى ركعتين بقراءتين وركوعين وسجدتين كل قراءة أطول من التي بعدها، وكل ركوع أطول من الذي بعده، هذا هو الأفضل والأصح، وجاء ثلاث قراءات وثلاث ركوعات، وجاء أربع ركوعات وأربع قراءات، وجاء خمس، ولكن أصحها كما قال البخاري رحمه الله وغيره: ركعتان بقراءتين وركوعين وسجدتين، وكل قراءة أطول من التي بعدها، وكل ركوع أطول من الذي بعده.

س: والرواية الثانية، على ماذا تحمل؟

الشيخ: بعض أهل العلم حملها على أنها شاذة وأنها وهم من بعض الرواة، وبعض العلماء قال: لا بأس بها، ولعل الكسوف تعدد، كثير من أهل العلم قالوا: لعل الكسوف تعدد في أوقات أخرى، فتارة كذا، وتارة كذا، والمحققون إنه ما تعدد، لأنه في كل الروايات يوم مات إبراهيم، فيكون من روى ثلاث ركوعات أو أربع أو خمس وهم، والصواب الذي اتفق عليه البخاري ومسلم في الصحيحين: قراءتان وركوعان وسجدتان، هذا المتفق على صحته.

س: .....؟

الشيخ: قول جيد، قول قوي، والأفضل في هذا ما ثبت في الصحيحين قراءتان وركوعان وسجدتان، هذا هو الأفضل، وهو الذي رجحه البخاري رحمه الله وجماعة.

س: يقال أن الركوع الثاني سنة؟

الشيخ: العمدة على الركوع الأول لو فات الركوع الأول يقضي الركعة؛ لأن الركوع الثاني كالتكميل.

2 - (901) وَحَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَزَادَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَزَادَ أَيْضًا: ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.

3 - (901) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، ح وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَامَ وَكَبَّرَ، وَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ قَامَ، فَاقْتَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ -وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الطَّاهِرِ: ثُمَّ سَجَدَ- ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى اسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ، وَقَالَ أَيْضًا: فَصَلُّوا حَتَّى يُفَرِّجَ اللهُ عَنْكُمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُمْ، حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُنِي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أُقَدِّمُ - وقَالَ الْمُرَادِيُّ: أَتَقَدَّمُ - وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا ابْنَ لُحَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ. وَانْتَهَى حَدِيثُ أَبِي الطَّاهِرِ عِنْدَ قَوْلِهِ: فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ.

الشيخ: وهذا من آيات الله جل وعلا، ومن العبر أن الله أراه الجنة والنار، فهذا فيه دلالة على جواز التقدم والتأخر إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كأن يضيق المسجد، يكثر الناس، يتقدم الإمام وهو في الصلاة ليتسع المسجد للناس، أو لأسباب أخرى، والتأخر كذلك، وأن هذه الحركات لمصلحة الصلاة، لا حرج فيها لمصلحة الصلاة، وهكذا كونه صلى على المنبر ثم نزل ثم صعد كل هذا للتعليم.

وفيه من الفوائد: أن الإمام إذا صلى بالناس الكسوف يخطبهم بعض الصلاة يعظهم ويذكرهم ويبين لهم أحكام الكسوف كما فعل النبي ﷺ، وينذرهم شر المعاصي وشر ما حرم الله، وأن الله أرسل هذه الآيات تخويفًا وتحذيرًا للعباد من معاصيه جل وعلا، ولهذا قال: فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره، فصلوا وادعوا وكبروا وتصدقوا لأن هذه يدفع بها البلاء التكبير والذكر والاستغفار والصدقة مما يدفع الله به البلاء، وفيه التحذير من أهل الشر وبيان عواقبهم، رأى عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وهو الذي سيب السوائب، وكان تأمر في مكة ودعا إلى الشرك وسيب السوائب وغير دين إبراهيم، ورأى فيها في النار سارق الحاج، كان بعض الناس يسرق الحجاج يمشي بمحجن معه مشعاب يجر ما تيسر من متاعهم سرقة، فإذا فطنوا له قال: ما تعمدت هذا جره المشعاب، ما قصدت، ما تعمدت، فرآه يعذب بمحجنه، ورأى امرأة حسبت هرة رآها تعذب في النار لأنها حبستها فلا هي أطعمتها وسقتها حين حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، حذر من الظلم إذا كانت هرة عذبت فيها امرأة، فكيف بمن حبس المعصومين وآذاهم وظلمهم؟ أو حبس حيوانًا غير الهرة كالبعير والشاة والدجاجة والحمامة هي أولى من الهرة، المقصود: أن الظلم شر، الظلم عاقبته وخيمة، الواجب الحذر من ظلم البهائم، ومن باب أولى ظلم المعصومين من المؤمنين.

س: رؤية النبي ﷺ لعمرو بن لحي يعذب في النار مع أن التعذيب بعد القيامة؟

الشيخ: يريه الله عذابه الذي سيكون يوم القيامة، ويعذب في قبره كذلك في محله، نسأل الله العافية.

س: إذا لم يدرك من الصلاة في الركعة الأولى إلا الركوع الثاني؟

الشيخ: يقضي الركعة، إذا ما أدرك الركوع الأول يقضي الركعة، إذا سلم الإمام يقوم يقضي ركعة بركوعين وقراءتيها.

س: الحيوان إذا كان مؤذيًا هل يجوز حبسه حتى يموت؟

الشيخ: لا، يقتل ما يحبس، إذا كان يؤذي هرة وإلا كلب يقتل ولا يحبس.

س: صحة الصلاة في الزلزال؟

الشيخ: جاء عن ابن عباس وجماعة وفيه نظر، ما ثبت عن النبي ﷺ فيما نعلم.

س: سيب السوائب؟

الشيخ: يعني الإبل والبقر، يعني لا تذبح ولا تشرب لبنها، سيبها للأصنام.

س: هل ثبت عن ابن عباس ...؟

الشيخ: صلاة الزلزلة نعم إلحاقا لها بالكسوف.

4 - (901) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ أَبُو عَمْرٍو، وَغَيْرُهُ، سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، يُخْبِرُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَبَعَثَ مُنَادِيًا: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعُوا، وَتَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ.

الشيخ: وهذا هو السنة أن ينادى لها: الصلاة جامعة، الصلاة جامعة، كما بعث النبي ﷺ من ينادي الصلاة جامعة، الصلاة جامعة حتى ينتبه الناس.

س: تكون خطبة واحدة بعد الصلاة؟

الشيخ: هذا المعروف خطبة واحدة، سواء جالس وإلا على المنبر موعظة تذكير.

س: بعضهم شبهها بخطبة الجمعة؟

الشيخ: لا، يعظهم ويذكرهم مرة واحدة فقط.

5 - (901) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عبدالرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ، يُخْبِرُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ جَهَرَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ».

(902) قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ «صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ».

الشيخ: وهذا هو السنة الجهر بالقراءة صلاة الكسوف في الليل أو النهار يجهر بها؛ لأنها صلاة جامعة كالجمعة يجهر بالقراءة فيها.

(902) وحَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، بِمِثْلِ مَا حَدَّثَ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ.

6 - (901) وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ أُصَدِّقُ، حَسِبْتُهُ يُرِيدُ عَائِشَةَ، أَنَّ الشَّمْسَ انْكَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَامَ قِيَامًا شَدِيدًا، يَقُومُ قَائِمًا، ثُمَّ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُومُ، ثُمَّ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُومُ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، فَانْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ إِذَا رَكَعَ، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ يَرْكَعُ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَامَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَكْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا مِنْ آيَاتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ كُسُوفًا، فَاذْكُرُوا اللهَ حَتَّى يَنْجَلِيَا.

7 - (901) وحَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ نَبِيَّ اللهِ ﷺ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ».

8 - (903) وحَدَّثَنَا عبداللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ عَائِشَةَ تَسْأَلُهَا، فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ يُعَذَّبُ النَّاسُ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَتْ عَمْرَةُ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: عَائِذًا بِاللهِ.

ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ مَرْكَبِهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فَقَامَ وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَكَعَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ ذَلِكَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ رَفَعَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ قَالَتْ عَمْرَةُ: فَسَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: فَكُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعْدَ ذَلِكَ، يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ.

(903) وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عبدالْوَهَّابِ، ح وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ، بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ.

3 - بَابُ مَا عُرِضَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ مِنْ أَمْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

9 - (904) وحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبداللهِ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ بِأَصْحَابِهِ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، حَتَّى جَعَلُوا يَخِرُّونَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ نَحْوًا مِنْ ذَاكَ، فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ كُلُّ شَيْءٍ تُولَجُونَهُ، فَعُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، حَتَّى لَوْ تَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا أَخَذْتُهُ -أَوْ قَالَ: تَنَاوَلْتُ مِنْهَا قِطْفًا- فَقَصُرَتْ يَدِي عَنْهُ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا، رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، وَرَأَيْتُ أَبَا ثُمَامَةَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ.

الشيخ: يعني عمرو بن لحي الخزاعي الذي قاد أهل مكة إلى الشرك، نسأل الله العافية.

يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَإِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ إِلَّا لِمَوْتِ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يُرِيكُمُوهُمَا، فَإِذَا خَسَفَا فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ.

الشيخ: وهذا يبين شرعية صلاة الكسوف وأنها سنة مؤكدة، والقول بالوجوب قول قوي لأمره بهذا عليه الصلاة والسلام، ويبين أن كسوفهما ليس لموت أحد ولا لحياة أحد ولكن لعظة وتذكير الناس وتخويفهم من الله وتنبيههم، وأن هذين المخلوقين مع عظمتهما بيد الله بقاؤها أو كسوفهما، وأن الواجب تعظيم الله وعبادته وتقواه والخوف منه ، ولهذا كسفهما إنذارًا لعباده وتحذيرًا لهم من الركون إلى الباطل، والشغل بالدنيا والغفلة عن الآخرة، فإذا وقع ذلك شرع لهم هذه الصلاة، وقد شرع لهم مع هذا التكبير والذكر وقراءة القرآن والصدقة والعتق رغبة فيما عند الله وحذرًا من عقابه ، وأصح ما ورد في ذلك ركعتان كل ركعة فيها ركوعان وقراءتان وسجدتان، هذا أصح ما ورد في الخسوف ركعتان في كل ركعة قراءتان وركعتان وسجدتان، وكل قراءة أطول من التي بعدها، وكل ركوع أطول من الذي بعده، أما السجدتان فتكون طويلتان، السجدتان يطيلهما كما فعله النبي ﷺ يسبح فيهما سبحان ربي الأعلى ويدعو.

س: ألا يؤخذ عذاب القبر من الآية المكية: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر:46]؟

الشيخ: هي من أدلة عذاب القبر.

س: ظاهر الحديث كأن النبي ﷺ ...؟

الشيخ: النبي ﷺ قال عائذًا بالله ثم جاءه الوحي لأن آية النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [غافر:46] ما فيه استمرار العذاب في وقتين غدوًا وعشيًا، ثم قد يظن خصوصه بآل فرعون وأنه ليس بعام.

س: أخبر الرسول ﷺ أن بعض الناس يعذبون في النار، فهل ذلك يتعارض مع أن العذاب بالنار يكون بعد القيامة؟

الشيخ: ما في تعارض، يعذب بجزء من العذاب كما اطلع على صاحب القبرين الذي كان أحدهما لا يستنزه من البول، والآخر كان يمشي بالنميمة، يعذبان بشيء من العذاب الذي قدره الله عليهما.

(904) وحَدَّثَنِيهِ أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا عبدالْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَرَأَيْتُ فِي النَّارِ امْرَأَةً حِمْيَرِيَّةً سَوْدَاءَ طَوِيلَةً، وَلَمْ يَقُلْ: مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

الشيخ: ذكر الحافظ ابن رجب وقائع وقعت في القبور في كتاب "أهوال القبور" ذكر وقائع وقعت للناس نسأل الله العافية فتحت قبورهم ... نسأل الله العافية، وقد ذكر عن ناس فتحوا القبر كأحد ينسى في القبر آلة الحفر العدة ونحوها فلما فتحوا القبر وجدوه يلتهب على صاحبته نارًا فسألوا أهلها لماذا؟ ماذا كان عملها؟ قالوا: كانت تتكاسل عن الصلاة، وذكر وقائع نسأل الله العافية، وهو كتاب مطبوع "أهوال القبور" نسأل الله العافية.

وحدثني أنا من نحو أربعين سنة أو أكثر في عام ثلاث وسبعين أو اثنين وسبعين شخص لا أذكره الآن يقول: أن عمه ذكر له بعض الناس أنه يسمع في قبرها صياح –وهي مدفونة من مدة- قال فذهبت إليها لأشوف الحقيقة فوقفت عند القبر فسمعت الصياح في القبر نسأل الله العافية؛ ليري الله عباده بعض العبر وبعض الآيات ليحذر الناس نسأل الله العافية.

10 - (904) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عبداللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبداللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عبدالْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ بِأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، بَدَأَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ أَيْضًا ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ لَيْسَ فِيهَا رَكْعَةٌ إِلَّا الَّتِي قَبْلَهَا أَطْوَلُ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا، وَرُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ، وَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ خَلْفَهُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَتَّى انْتَهَى إِلَى النِّسَاءِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ وَتَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى قَامَ فِي مَقَامِهِ، فَانْصَرَفَ حِينَ انْصَرَفَ، وَقَدْ آضَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ -وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لِمَوْتِ بَشَرٍ- فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ، مَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ، لَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِنْ فُطِنَ لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، ثُمَّ جِيءَ بِالْجَنَّةِ، وَذَلِكُمْ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي مَقَامِي، وَلَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لَا أَفْعَلَ، فَمَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ.

الشيخ: وفي هذا التحذير من المعاصي والظلم، وأن عاقبته وخيمة، قد رأى صاحبة الهرة التي حبستها تعذب في النار، ورأى عمرو بن لحي الخزاعي الذي جر قريشًا إلى الكفر يعذب في النار، ورأى صاحب المحجن وهو المشعاف الذي يسرق الناس يسرق الحجاج يجر قصبه أمعاؤه في النار، وكان يسرق الحاج بمحجنه يمده ويجذب ما أمكنه فإذا فطن له قال: ما تعمدت جره المشعاف ما تعمدت، وإذا لم يفطن له ذهب به، نسأل الله العافية.

س: .....؟

الشيخ: لا ما هو دليل، قد يطلع الله بعض الناس على ما يشاء من ذلك للعظة والعبرة.

س: .....؟

الشيخ: ما تعاد يشتغل الناس بالذكر والدعاء والتكبير .

س: بعضهم يجعلها خطبتين يفصل بينهما؟

الشيخ: ما عليه دليل، النبي ﷺ خطب خطبة واحدة موعظة.

س: ... يدعون في المصلى؟

الشيخ: في المصلى وفي كل مكان في المصلى وفي الطريق وفي البيت.

11 - (905) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ يُصَلُّونَ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: آيَةٌ، قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَطَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الْقِيَامَ جِدًّا، حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ، فَأَخَذْتُ قِرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلَى جَنْبِي، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي، أَوْ عَلَى وَجْهِي مِنَ الْمَاءِ، قَالَتْ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا، حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا، أَوْ مِثْلَ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ -لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيُؤْتَى أَحَدُكُمْ، فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ، أَوِ الْمُوقِنُ -لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ، هُوَ رَسُولُ اللهِ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَأَطَعْنَا، ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ بِهِ، فَنَمْ صَالِحًا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ، أَوِ الْمُرْتَابُ -لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ: شَيْئًا، فَقُلْتُ.

............

12 - (905) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ، وَإِذَا هِيَ تُصَلِّي، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ.

13 - (905) أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: "لَا تَقُلْ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَلَكِنْ قُلْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ".

س: الخسوف هل له خطبة؟

الشيخ: موعظة بعد الفراغ.

س: على سبيل الاستحباب؟

الشيخ: إذا صلى يستحب له أن يخطب الناس كما فعل النبي ﷺ يذكرهم بهذا الأمر العظيم ... ويحذرهم ويأمرهم إذا وقع ذلك بما فعله النبي ﷺ.

س: .....؟

الشيخ: نعم صلوا مع النبي ﷺ، يستحب لهن الخروج والصلاة مع الناس صلاة الكسوف، وإن صلين في بيوتهن فلا بأس، على العموم صلوا في بيوتهن أو المريض أو العاجز.

س: ......؟

الشيخ: يكنى إذا عرف بذلك مثل ما يقال أبو جهل.

س: صحة الأثر عن عمر أنه أتاه الملكان في القبر فقالا له من ربك فقال: بل أنتما من ربكما؟

الشيخ: ما أعرفه.

س: قول عروة لا تقل كسفت الشمس ولكن قل خسفت الشمس؟

الشيخ: كله جاء هذا وهذا، جاءت النصوص بهذا بالكسوف والخسوف وكأنه خفي عليه الأمر.

س: هل يبلغ الناس بنداء معين؟

الشيخ: الصلاة جامعة الصلاة جامعة، وإن كانوا مجتمعين ينبه بعضهم بعضًا كالذين في البر أو في قرية صغيرة ينبهون، وإن كان عندهم مسجد أو منارة ينبه عليهم.

14 - (906) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عبدالرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: "فَزِعَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمًا -قَالَتْ: تَعْنِي يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ- فَأَخَذَ دِرْعًا حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ، فَقَامَ لِلنَّاسِ قِيَامًا طَوِيلًا، لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا أَتَى لَمْ يَشْعُرْ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَكَعَ -مَا حَدَّثَ أَنَّهُ رَكَعَ، مِنْ طُولِ الْقِيَامِ-".

15 - (906) وحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ، وَقَالَ: قِيَامًا طَوِيلًا يَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ، وَزَادَ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَرْأَةِ أَسَنَّ مِنِّي، وَإِلَى الْأُخْرَى هِيَ أَسْقَمُ مِنِّي.

16 - (906) وحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ، فَفَزِعَ فَأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَتْ: فَقَضَيْتُ حَاجَتِي، ثُمَّ جِئْتُ وَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَائِمًا، فَقُمْتُ مَعَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، حَتَّى رَأَيْتُنِي أُرِيدُ أَنْ أَجْلِسَ، ثُمَّ أَلْتَفِتُ إِلَى الْمَرْأَةِ الضَّعِيفَةِ، فَأَقُولُ هَذِهِ أَضْعَفُ مِنِّي، فَأَقُومُ، فَرَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ خُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يَرْكَعْ.

س: .....؟

الشيخ: نعم يقرأ من المصحف، الذي يحفظ يقرأ من حفظه، والذي ما يحفظ يقرأ من المصحف.

17 - (907) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا قَدْرَ نَحْوِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ.

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَفَفْتَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، قَالُوا: بِمَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: بِكُفْرِهِنَّ، قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَالَ: بِكُفْرِ الْعَشِيرِ، وَبِكُفْرِ الْإِحْسَانِ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ.

(907) وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ، بِمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ.

18 - (908) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «صَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ». وَعَنْ عَلِيٍّ مِثْلُ ذَلِكَ.

الشيخ: سبق أن المحفوظ قراءتان وركوعان وسجدتان، هذا أصح، ورد في الصحيحين وقال بعض أهل العلم إنه يعمل بها كلها، ولعلها وقعت مرات، لعل الخسوف وقعت مرات لأن النبي ﷺ أقام عشر سنين في المدينة، فلعله وقع مرات كثيرة في بعضها صلى ركعتين بركوعين وقراءتين، وفي بعضها بثلاث قراءات وثلاث ركوعات، وفي بعضها بأربع، وفي بعضها بخمس كما رواه أبو داود، أما الجمهور وهو الذي صححه البخاري وجماعة ترجيح ركعتين فقط وركوعين وقراءتين وسجدتين.

19 - (909) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبٌ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ صَلَّى فِي كُسُوفٍ، قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، قَالَ: وَالْأُخْرَى مِثْلُهَا.

20 - (910) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَهُوَ شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عبداللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، ح وحَدَّثَنَا عبداللهِ بْنُ عبدالرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عبدالرَّحْمَنِ، عَنْ خَبَرِ عبداللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: «لَمَّا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، نُودِيَ بِالصَّلَاةَ جَامِعَةً»

الشيخ: يعني الكسوف: الصلاة جامعة، الصلاة جامعة، يرددها مرتين ثلاث حتى يبلغ الناس.

س: .....؟

«فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ» فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَكَعْتُ رُكُوعًا قَطُّ، وَلَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ، كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ.

21 - (911) وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ.

الشيخ: قال هذا لما مات إبراهيم في ذلك اليوم فظن بعض الناس أنها خسفت لموت إبراهيم ابن النبي ﷺ، فبين ﷺ أن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، لا إبراهيم ولا غيره ولكن الله يرسلهما يخوف بهما عباده بالإنذار والتحذير، وأن هذين الكوكبين المنيرين إذا أراد الله كسفهما كسفهما، وهكذا إذا أراد الله أن يعاقب أحدًا بعد الأمن بالخوف، بعد الصحة بالمرض، بعد الغنى بالفقر إلى غير هذا، فالواجب الحذر وأخذ الحيطة والاستقامة على الحق، وأن تعلم أن ربك قادر على كل شيء ... إنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:53] فالواجب الحذر من التغير من الخير إلى الشر، ومن الحسنات إلى السيئات، ومن الطاعة إلى المعصية لئلا يغير الله عليك قلبك وعملك، ولا حول ولا قوة إلا بالله وأمنك وغير ذلك.

س: .....؟

الشيخ: نعم كلها واقعة واحدة على ظاهر السياق، ولهذا قال أهل العلم: أنه صلى ركعتين بقراءتين وركوعين وسجدتين على أصح الروايات لأن الحادثة واحدة يوم موت إبراهيم.

22 - (911) وحَدَّثَنَا عبيداللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيْسَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَقُومُوا فَصَلُّوا.

23 - (911) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ، ح وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَمَرْوَانُ، كُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ، وَوَكِيعٍ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ.

24 - (912) حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ عبداللهِ بْنُ بَرَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، فَقَامَ يُصَلِّي بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ، مَا رَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ فِي صَلَاةٍ قَطُّ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ يُرْسِلُهَا، يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ، وَدُعَائِهِ، وَاسْتِغْفَارِهِ. وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ الْعَلَاءِ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَقَالَ: يُخَوِّفُ عِبَادَهُ.

س: .....؟

الشيخ: القراءة ثابتة في كسوف الشمس والقمر مثل ذلك.

س: من قال ينوع في القراءة .....؟

الشيخ: القول قول قريب ليس ببعيد، قول من قال بالصفات كلها ليس بالبعيد لأن القول أن الواقعة واحدة فقط ليس عليه دليل واضح وإن كان أصح إسنادًا، القول بأنه صلى ركعتين أصح إسنادا لأنه متفق على صحته، لكن من نوع فلا حرج، لكن الأرفق بالناس ركعتان، الأرفق بالناس هو أصح قراءتان وركعتان وسجودان أرفق بالناس لأنها صلاة طويلة.

س: إعادة قراءة الفاتحة بعد كل ركوع هل عليه دليل؟

الشيخ: ما ..... فيه شيء، لكن هذا الذي عليه العمل لأن كل قراءة بمثابة ركعة مستقلة، والفاتحة تكرر في الركعات، هذا وجه ما قاله العلماء.

س: قال في الرواية بنحو سورة البقرة؟

الشيخ: هذا رواية ابن عباس، يعني أطال عليه الصلاة والسلام، لكن الناس من لا يتحمل هذا، الإمام يرفق يقرأ ما تيسر، والنبي ﷺ قال: أيكم أم الناس فليخفف.

س: قبل القراءة يقول: ربنا ولك الحمد؟

الشيخ: نعم يكمل ثم يقرأ.

س: .....؟

الشيخ: لا، المأموم يقول: ربنا ولك الحمد، يقول النبي ﷺ: إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد هكذا تعليم النبي ﷺ إذا قال الإمام سمع الله قولوا ربنا ولك الحمد.

س: .....؟

الشيخ: لا ما له أصل هذا ما له أصل عمل الحسابين لا دليل عليه ولا يلتفت إليه لأنه يفضي إلى أن يعملوا به ولو ما رأوا شيئًا إن رأوا شيئًا مثل ما قال ﷺ: إذا رأيتم ذلك إن رأوا شيئًا وإلا فالحمد لله.

س: ما ورد تحديد سور معينة؟

الشيخ: ما ورد شيء لا، ما تيسر، يقرأ ما تيسر.

س: من ترك الفاتحة في الركوع الثاني؟

الشيخ: لا، السنة يقرأ الفاتحة إذا قام بعد الركوع الأول يقرأ الفاتحة ثم يقرأ.

س: ولو تركها هل تخل بصلاته؟

الشيخ: الله أعلم الذي ينبغي ألا يترك لأنها بمثابة ركعة مستقلة، لا يخالف الناس، لا يشذ، اعرفوني لا يشذ على الناس بمنزلة ركعة مستقلة.

س: لو تركها سهوًا يسجد للسهو؟

الشيخ: هو الأقرب والله أعلم، الأقرب أنه يسجد للسهو.

25 - (913) وحَدَّثَنِي عبيداللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عبدالرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَرْمِي بِأَسْهُمِي فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، إِذِ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَنَبَذْتُهُنَّ، وَقُلْتُ: «لَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَا يَحْدُثُ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فِي انْكِسَافِ الشَّمْسِ الْيَوْمَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو، وَيُكَبِّرُ، وَيَحْمَدُ، وَيُهَلِّلُ، حَتَّى جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ، فَقَرَأَ سُورَتَيْنِ، وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ».

26 - (913) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عبدالْأَعْلَى بْنُ عبدالْأَعْلَى، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عبدالرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: كُنْتُ أَرْتَمِي بِأَسْهُمٍ لِي بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، إِذْ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَنَبَذْتُهَا، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَا حَدَثَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ، قَالَ: «فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الصَّلَاةِ رَافِعٌ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ، وَيَحْمَدُ، وَيُهَلِّلُ، وَيُكَبِّرُ، وَيَدْعُو، حَتَّى حُسِرَ عَنْهَا»، قَالَ: «فَلَمَّا حُسِرَ عَنْهَا، قَرَأَ سُورَتَيْنِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ».

الشيخ: كأن عبدالرحمن بن سمرة خفي عليه بعض ما وقع، فإن النبي ﷺ شرع الصلاة من حين وقع الخسوف وصلى صلاة طويلة كما تقدم في الأحاديث الصحيحة وركع ركوعين وقراءتين وسجد سجدتين، فلما فرغ إذا الشمس قد تجلت، كونه دخوله في الصلاة والكسوف موجود، فحديث عبدالرحمن بن سمرة فيه شيء من المخالفة للأحاديث الصحيحة إلا أن يحمل على واقعة أخرى، إيش قال الشارح عليه؟

الطالب: هَذَا مِمَّا يُسْتَشْكَلُ وَيُظَنُّ أَنَّ ظَاهِرَهُ أَنَّهُ ابْتَدَأَ صَلَاةَ الْكُسُوفِ بَعْدَ انْجِلَاءِ الشَّمْسِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ ابْتِدَاءُ صَلَاتِهَا بَعْدَ الِانْجِلَاءِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ وَجَدَهُ فِي الصَّلَاةِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ ثُمَّ جَمَعَ الرَّاوِي جَمِيعَ مَا جَرَى فِي الصَّلَاةِ مِنْ دُعَاءٍ وَتَكْبِيرٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَسْبِيحٍ وَتَحْمِيدٍ وَقِرَاءَةِ سُورَتَيْنِ فِي الْقِيَامَيْنِ الْآخَرَيْنِ لِلرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ وَكَانَتِ السُّورَتَانِ بَعْدَ الِانْجِلَاءِ تَتْمِيمًا لِلصَّلَاةِ فَتَمَّتْ جُمْلَةُ الصَّلَاةِ رَكْعَتَيْنِ أَوَّلُهَا فِي حَالِ الْكُسُوفِ وَآخِرُهَا بَعْدَ الِانْجِلَاءِ، وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْتُهُ مِنْ تقديره لابد مِنْهُ لِأَنَّهُ مُطَابِقٌ لِلرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَلِقَوَاعِدِ الْفِقْهِ وَلِرِوَايَاتِ بَاقِي الصَّحَابَةِ، وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى مَحْمُولَةٌ عَلَيْهِ أَيْضًا لِيَتَّفِقَ الرِّوَايَتَانِ، وَنَقَلَ الْقَاضِي عَنِ الْمَازِرِيِّ أَنَّهُ تَأَوَّلَهُ عَلَى صَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا مُسْتَقِلًّا بَعْدَ انْجِلَاءِ الْكُسُوفِ لا أَنَّهَا صَلَاةَ كُسُوفٍ.

الشيخ: على كل حال الرواية هذه فيها اشتباه، والعمدة على الأحاديث الصحيحة المتقدمة.

س: قوله رافع يديه؟

الشيخ: هذا محل نظر، والظاهر والله أعلم أن هذا بعد الصلاة لأنه ﷺ اشتغل بالصلاة والقراءة، فلما سلم قد تجلت الشمس وقد وعظ الناس وذكر الناس وأمر بالتكبير والذكر والفزع إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره، وقد يكون رفعهما في الطريق أو قبل أن يدخل فيها دعا، أو بعد ذلك محتمل لأن رواية عبدالرحمن هذه فيها إشكال وعدم تفصيل.

س: .....؟

الشيخ: على كل حال العمدة على الروايات الصحيحة، العمدة على الروايات المفسرة الواضحة.

س: .....؟

الشيخ: قد يكون رفعها لما دعا في خطبته قد يكون رفعها بعد السلام محتمل رواية عبدالرحمن ما يعمل بها هنا العمدة على الروايات الصحيحة عائشة وابن عباس وعبدالله بن عمرو وغير الروايات صحيحة واضحة.

س: .....؟

الشيخ: ما هو بظاهر الرواية، هذه فيها نظر، فيها إشكال.

س: .....؟

الشيخ: فيه خلاف، الأكثرون يقولون أنها لا تصلى، والصواب أنها تصلى، لو كسفت الشمس بعد العصر تصلى لأنها من ذوات الأسباب، أما الفجر فهو محل نظر لأنه قد ذهب سلطان القمر وجاء النهار فمن صلى فلا حرج يخففها قبل صلاة الفجر، ومن لم يصل فلا حرج، أما العصر فهو وقت الشمس وهذا سلطانها ولو وقت نهي تصلى لأنها من ذوات الأسباب، هذا هو الصواب لأن الرسول ﷺ قال: إذا رأيتم ذلك فافزعوا فصلوا ولو بعد العصر.

س: .....؟

الشيخ: لا، يصلي قبل الفجر صلاة خفيفة إذا خسف آخر الليل أو عند طلوع الفجر، أو بعد طلوع الفجر إن صلى فلا بأس للعمومات، لكن يصلي صلاة خفيفة حتى لا تشغله عن صلاة الفجر.

س: .....؟

الشيخ: الأحاديث الصحيحة واضحة في صلاة الكسوف والأحاديث الشاذة ما يعول عليها هذا كونه التبس عليه الأمر.

قاعدة عند المحدثين فإن خولف بأرجح فالراجح المحفوظ ومقابله الشاذ.

يقول الحافظ العراقي:

وذو الشذوذ ما يخاف الثقة فيه الملأ

27 - (913) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عبدالرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَتَرَمَّى بِأَسْهُمٍ لِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِذْ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِهِمَا.

28 - (914) وحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عبدالرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ عبداللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا.

س: حكم صلاة الكسوف؟

الشيخ: سنة مؤكدة، والقول بالوجوب قول قوي لأنه أمر، القول بالوجوب قول قوي لأن الأصل في الأوامر الوجوب.

29 - (915) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عبداللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ وَهُوَ ابْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى تَنْكَشِفَ.