بَاب كُنْيَةِ المُشْرِكِ
وَقَالَ مِسْوَرٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ.
6207 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ح حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأُسَامَةُ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي حَارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ، قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَا حَتَّى مَرَّا بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي المَجْلِسِ أَخْلاَطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَاليَهُودِ، وَفِي المُسْلِمِينَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ المَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ، خَمَّرَ ابْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ وَقَالَ: لاَ تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَيْهِمْ ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا المَرْءُ، لاَ أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلاَ تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. قَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ المُسْلِمُونَ وَالمُشْرِكُونَ وَاليَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ دَابَّتَهُ، فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَيْ سَعْدُ، أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ - يُرِيدُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ - قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ، لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ البَحْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ وَيُعَصِّبُوهُ بِالعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ المُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ [آل عمران:186] الآيَةَ. وَقَالَ: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ [البقرة:109] فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَأَوَّلُ فِي العَفْوِ عَنْهُمْ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَدْرًا، فَقَتَلَ اللَّهُ بِهَا مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيدِ الكُفَّارِ وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، فَقَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَأَصْحَابُهُ مَنْصُورِينَ غَانِمِينَ، مَعَهُمْ أُسَارَى مِنْ صَنَادِيدِ الكُفَّارِ، وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ، فَبَايِعُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَأَسْلَمُوا.
6208 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُالمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِالمُطَّلِبِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، لَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ.
الشيخ: وهذه القصة قصة عيادة النبي ﷺ لسعد بن عبادة وما جرى في طريقها، وحديث العباس في قصة أبي طالب فيها فوائد، منها:
شرعية عيادة المريض، وأنه يستحب لرئيس المسلمين وإمامهم والأعيان والكبار وغيرهم عيادة المرضى، وأن هذا ليس خاصًا بعامة الناس، بل شرعية عيادة المرضى عامة للجميع للرؤساء وغيرهم، ولهذا كان ﷺ يعود المرضى عليه الصلاة والسلام، ولا يخفى ما في عيادة الكبار للمرضى من الفوائد الكبيرة والمصالح العامة، ويدل هذا على حسن خلقه وعلى تواضعه عليه الصلاة والسلام، وأنه يؤلف بكلامه وفعاله عليه الصلاة والسلام.
وفيه من الفوائد: الدعوة إلى الله في المناسبات ولو في الطريق، إذا ذهب إلى جهة، إذا وجد مكانًا مناسبًا أو مجتمعًا مناسبًا؛ نزل من دابته، أو من سيارته في الوقت الحاضر، نزل ودعا إلى الله ثم عاد إلى حاجته، فهذا الرسول ﷺ ذهب إلى سعد قبل غزوة بدر يعوده وهو مريض، فلما مر على مجلس فيه عبدالله بن أبي بن سلول ومعه جماعة من اليهود ومن عبدة الأوثان وفيه جماعة من المسلمين فالمجلس مختلط، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة؛ لأنه كان على حمار ومعه رديفه أسامة عليه الصلاة والسلام، وهذا يدل أيضاً على تواضعه في ركوب الحمار مع الإرداف عليه، كما فعل في قصة معاذ، كله دليل على التواضع وعلى جواز الإرداف على الدابة، فلما غشيت العجاجة -عجاجة الدابة أي: غبارها- المجلس وضع عبدالله بن أُبي رداءه على أنفه وقال: لا تغبروا علينا، فنزل النبي ﷺ من دابته ووقف عليهم ودعاهم إلى الله وتلا عليهم القرآن عليه الصلاة والسلام؛ لأن فيهم ناسًا من اليهود ومن المشركين فقال له أبي: لا أحسن مما تقول، إن كان صدقًا فلا تؤذنا به في مجالسنا، فمن جاءك في مجلسك في محلك فاقصص عليه، وكان هذا من خبثه وكفره وضلاله وما في قلبه من البلاء، فقال عبد الله بن رواحة وهو من خيرة الأنصار وقتل يوم مؤتة، أحد الأمراء، قال: بلى يا رسول الله إنا نحب أن تغشانا في مجالسنا، فعند ذلك ثار أصحاب عبدالله ينصرون عبدالله بن أبي، وثار المسلمون ينصرون عبدالله بن رواحة، وكادوا أن يقتتلوا فجعل النبي يسكتهم ويهدئهم ويخفضهم حتى هدأوا وسكتوا، عليه الصلاة والسلام، ثم ركب دابته فتوجه إلى سعد بن عبادة الخزرجي سيد الخزرج رضي الله عنه فلما دخل عليه واستقر به المكان عنده قال: ألم تعلم ما فعل أبو الحباب؟ هذا الشاهد: كناه وهو كافر، كناه بأبي الحباب، وكنى أبا طالب بأبي طالب، هذا فيه جواز تكنية الكافر، وأنه يكنى بكنيته المعروفة، وإن كانت الكنى فيها بعض المدح وبعض المجاملة، لكن فعله النبي ﷺ لأنه مشهور بذلك، ولما فيه من المجاملة للأنصار، ولما فيه أيضًا من التأليف وتهدئة الفتن، فقال سعد: أي رسول الله إن الرجل قد كاد أصحاب هذه القرية أن يملّكوه عليهم ويعصّبوه العصابة ويجعلوه ملكًا على المدينة، فلما جاء الله بهذا الحق الذي أنزل عليك وهاجرت إلى المدينة شرق بهذا الأمر؛ لأنه فاته أن يُولّى ويملك، فشرق بالحق بسبب ما حصل له من الحرمان، لما قد أراد قومه أن يولوه عليهم ويرأسوه عليهم، فلهذا أصابه هذا الحسد وهذا الشر وهذا البلاء؛ لأنك صرت سببًا لحرمانه من الرياسة، فلم يزل في بلاه وشره، نسأل الله العافية، فصفح عنه، قال له سعد: اصفح عنه يا رسول الله، فعفا عنه، وصفح عنه عليه الصلاة والسلام.
وهكذا كان المسلمون قبل أن يُؤمروا بالقتال يصفحون ويعفون عما يقع من الأذى من قريش وغيرهم، كما قال الله جل وعلا: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران:186] وقال: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة:13] فصفح عليه الصلاة والسلام وعفا عن عبدالله، فلما وقعت بدر ونصر الله المسلمين وقدموا إلى المدينة ومعهم الأسارى من صناديد قريش اشتد ذلك على عبدالله بن أبي وأًصحابه، وقال المشركون وعبدالله بن أبي وأشباهه: هذا أمر قد توجه، يعني قد نُصِر وأُيِّد محمد عليه الصلاة والسلام وتوجه هذا الأمر إلى العزة والنصرة، فلو بايعناه، فبايعوا النبي ﷺ وأظهروا الإسلام كذبًا وزورًا ونفاقًا، ولم يزل عبدالله في نفاقه طيلة حياته حتى مات في سنة عشر في آخر حياة النبي ﷺ على نفاقه وشره، فأراد النبي ﷺ أن يتألّف جماعته ورجاء أن ينفعه الله بصلاته عليه وإلباسه قميصه، وطلب عبدُالله بن عبدالله بن أبي ولده، وهو صالح، ولده من الصلحاء والأخيار، طلب من النبي ﷺ قميصه أن يكفن فيه لعل الله ينفعه بهذا القميص، وطلب منه أن يصلي عليه عليه الصلاة والسلام، فأعطاه القميص، وألبسوه إياه، وصلى عليه، وقال: لو أعلم أنه تنفعه الزيادة على السبعين مرة لاستغفرت له أكثر من ذلك عليه الصلاة والسلام فأنزل الله بعد ذلك: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة:84] فانتهى الأمر وصار المنافق لا يُصلى عليه، وهكذا الكافر لا يُصلى عليه.
والمقصود من هذا كله: الدلالة على حرصه على التأليف عليه الصلاة والسلام، ورغبته في أن يؤلف بين المسلمين وصناديد الكفر؛ لعلهم يهتدون، لعلهم يرجعون إلى الصواب، وفيه فائدة: وهي تكنية الكافر، قال: أبو الحباب، كذلك قول العباس: ماذا نفعت به عمك أبا طالب -فكناه وأقره النبي ﷺ- فإنه كان يحميك ويغضب لك؟ قال: كان في غمرات النار فصار في ضحضاح من النار يعني بشفاعته له عليه الصلاة والسلام، وقال: لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار، يحتمل أن هذا كان قبل أن يُنهى عن مثل هذه العبارة: لولا أنا، ويحتمل أن هذا يدل على الجواز، ولكن استعمال: لولا الله ثم فلان، هذا هو الأوْلى، أما أن يقال: لولا الله وفلان؛ هذا لا يجوز؛ لما فيه من التشريك بالواو، ولهذا قال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان، أما لولا أنا لكان لكذا، لولا أنا لكان كذا، فجاء عن ابن عباس ما يدل على النهي عن ذلك، وأن الأوْلى أن يقال: لولا الله ثم فلان، هذا هو الأوْلى، وهذا هو الذي وقع للنبي ﷺ في هذا الحديث، إما أن يكون من تصرف الرواة فإنه جاءت عنه روايات بشفاعته ﷺ: صار في ضحضاح من النار، ولولا أنا، يعني لولا شفاعتي، شفاعته له عليه الصلاة والسلام، لكان في الدرك الأسفل من النار، نسأل الله العافية؛ لأنه عرف الحق، وعرف ما جاء به ﷺ، ولكن حمله حب قومه وكراهة أن يسب قومه على أن مات على دين قومه، يعني أبا طالب، نسأل الله العافية.
س: بعض أدعياء العلم ينسبون أنه أسلم؟
الشيخ: لا، لا صحة له، مات على دين قومه.
س: اصطلاح أهل المدينة على أن يملّكوا عبدالله بن أبي يدل على تفضيله؟
الشيخ: كان رئيسًا فيهم ومعظّمًا فيهم.
بَاب المَعَارِيضُ مَنْدُوحَةٌ عَنِ الكَذِبِ
وَقَالَ إِسْحَاقُ: سَمِعْتُ أَنَسًا: مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ الغُلاَمُ؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ. وَظَنَّ أَنَّهَا صَادِقَةٌ.
الشيخ: هدأت نفسه وأرجو أن يكون قد استراح: أرادت الموت، وهو ظن أنها أرادت الآن سكن، يعني: فتأولت، نعم هذا تعريض.
6209 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَحَدَا الحَادِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ارْفُقْ يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ بِالقَوَارِيرِ.
6210 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ غُلاَمٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالقَوَارِيرِ قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: يَعْنِي النِّسَاءَ.
6211 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ ﷺ حَادٍ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ، لاَ تَكْسِرِ القَوَارِيرَ قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ.
6212 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ، فَقَالَ: مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا.
الشيخ: بحرًا يعني: قويًّا سريع الجري، الفرس، يعني: فعبّر عن قوة سيره بقوله: بحرًا؛ لسعة سيره وقوته وسرعته.
بَاب قَوْلِ الرَّجُلِ لِلشَّيْءِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَهُوَ يَنْوِي أَنَّهُ لَيْسَ بِحَقٍّ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ للْقَبْرَيْنِ: يُعَذَّبَانِ بِلاَ كَبِيرٍ، وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ.
6213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الكُهَّانِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَيْسُوا بِشَيْءٍ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: تِلْكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ، يَخْطَفُهَا الجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ.
الشيخ: والمعنى أنهم لا يُعتبرون وليسوا بشيء؛ لأن عملهم باطلهم، وما يقولون باطل، ولا يجوز التعلق بهم، ولا تصديقهم، وما قد يقع من بعض الكلمات التي يقولونها وتَصْدُق إنما هو مما يتلقونه مما تسترقه الشياطين من السمع، وقد يقع لبعضهم ما يوافق القدر فيظن الجهلة أن هذا من صدقهم، وأنهم يعلمون الغيب فيُغرّون بهم، ويُخدعون بهم، والواجب الحذر من تصديق الكهنة والسحرة والعرافين وأشباههم ممن يتعاطى... الغيب بالدجل والكذب والحيل والمكر؛ لأنهم يضرون الناس، ويضلون جُهّال الناس، فيتعلق بهم ضعفاء الناس، ولهذا حذر منهم عليه الصلاة والسلام وقال: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يومًا وقال: من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد كل هذا من التحذير، و"ليسوا بشيء" يعني: أنهم مبطلون وضُلّال، لا ينبغي أن يُلتفت إليهم، وهكذا ما جاء في القبرين اللذين مر عليهم النبي ﷺ وقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى إنه لكبير يعني كبير في شيء سهل، يعني شيء يسهل عليهم التحرز منه، أو معناه في كبير: في أنفسهما؛ استحقراه؛ فلهذا لم يباليا به، ثم بين أنه كبير: وهو أنه أحدهما كان يمشي بالنميمة، والآخر كان لا يتنزه من البول، نعوذ بالله، فلهذا عُذبا في قبورهما، فدل ذلك على أن المشي بالنميمة وعدم التنزُّه من البول من أسباب العذاب المعجل، غير عذاب النار، نسأل الله العافية، من أسباب العذاب المعجل في القبر، نسأل الله العافية.
س: كلمة ليس بشيء...؟
الشيخ: نعم تدل على أن المنقولة عنه ليس بأهل بأن يعتبر أو يُبالَ به أو نحو ذلك.
س:.......
الشيخ: المعاريض فيها مندوحة عن الكذب، وهي أن يأتي بكلمة تسد الباب ولا يحصل بها الكذب، ولكن قد يفهم منها غير المطلوب؛ لأنه لا يريد أن يكذب يتحرج أن يكذب، فيأتي بكلمة لا تعتبر كذبًا ويعتبر بها قد تخلص إذا كان ليس بظالم، إذا كان ليس بظالم بل مظلوم، أو أنه لا ظالم ولا مظلوم، هذا لا بأس، أما إن كان ظالمًا ما ينفعه التأويل، مثل ما قال النبي ﷺ: اليمين على نية المستحلف، وفي اللفظ الآخر: يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك رواه مسلم، فإذا كان ظالمًا لا ينفعه التأويل بل هو مؤاخذ، فلو قال مثلًا يدعي عليه إنسان يقول إنك عندك لي ألف ريال أو مائة ريال أو أكثر أو أقل، ثمن كذا أو ثمن كذا أو قرض، ثم حلف وتأوّل في حلفه قال: والله ما عندي لك شيء، يعني شيء أكثر من هذا، يعني تأول شيء أكثر من هذا أو ما عندي شيء صفته كذا وصفته كذا، يتأول، ما ينفع التأويل؛ تسمى يمينه غموسًا لأنه ظالم في هذا التأويل، ما ينفعه التأويل، لكن واحد جاءك يقول مثلا: عندك فلان؟ تخاف أنه يضره، تخاف أنه يفعل به ما يؤذيه، تقول: والله ما هو عندي، تنوي ما هو عندك في المكان الذي أنت واقف فيه، وإن كان عندك في حجرة في الداخل، لكن ما هو عندك في المكان هذا أو في المجلس، وهو يحادثك في المجلس، وهو في الغرفة الأخرى، تقول: والله ما هو عندي، يعني في هذا المجلس، فهذا ينفع؛ لأنك لست بظالم، تدافع عن أخيك، أو لأسباب أخرى أو ما أشبه ذلك، يدعي عليك أشياء باطلة فتحلف وتتأول تأويلًا نافعًا ليس بكذب لدفع هذا المبطل.
س:........
الشيخ: لا يجزم، لعله في المكتبة، يعني يوجد في المكتبة، هو مقصوده مكتبة بيته أو مكتبة معينة غير المكتبة التي يراها؟
الطالب: نعم.
الشيخ: إذا كان له مصلحة شرعية، وليس بظالم ما فيه شيء، المقصود القاعدة: ليس بظالم بس له التأويل، بشرط أن يكون غير ظالم، إما مظلوم، وإلا ليس بظالم ولا مظلوم ولكن له مصلحة في التأويل.
س:........
الشيخ: يعني الفرس، يعني جيد، كان الفرس يقولون عنه أنه ما هو بجيد، كان يبطئ، يتهمون الفرس أنه لبس بسبوق، فقال النبي: إِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا يعني لما ركبه النبي ﷺ جعل الله فيه البركة، وصار بعد ذلك جيدًا سريعًا سابقًا.
بَاب رَفْعِ البَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ [الغاشية:18] وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: رَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ.
6214 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِالرَّحْمَنِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الوَحْيُ، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ، قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
6215 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "بِتُّ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، وَالنَّبِيُّ ﷺ عِنْدَهَا، فَلَمَّا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، أَوْ بَعْضُهُ، قَعَدَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَرَأَ: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ".
الشيخ: وهذا فيه دلالة على أن رفع البصر إلى السماء أو إلى بعض المخلوقات؛ للاعتبار والنظر في عظيم آيات الله، أن هذا مطلوب أيضًا، وأن فيه إشارة إلى عظم الأمر، وأن العاقل جدير بأن ينظر ويتفكر في هذه المخلوقات العظيمة وما فيها من الدلالة العظيمة على خالقها وعظمته ، ويرفع بصره إلى السماء إذا استيقظ وينظر هذه الآيات وما فيها من ارتفاع وما هناك من النجوم العظيمة المتنوعة، ولهذا رفع بصره إلى السماء ثم قرأ عندما استيقظ من نومه: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ آيات ما هي لكل أحد، لأولي الألباب، لأولي العقول، وأهل البصائر الذين ينظرون ليعتبروا، وهكذا قوله جل وعلا: أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ما هو معناه النظر العادي إلى هذا الجمل إلى السماء إلى الجبل؛ المقصود النظر الذي فيه اعتبار، فيه تأمل كيف خلق الله هذه الجبال هذه الإبل العظيمة على عظم خلقها وما فيه من المنافع العظيمة: منها يأكلون، ومنها يشربون، وعليها يركبون، وعليها يحملون أثاثهم وحاجاتهم، وهكذا ما خلق الله من الجبال وما فيها من العجائب والمعادن والمياه وغير ذلك، هكذا السماء وما فيها من الآيات، وهكذا الأرض وما فيها من جبال وأنهار ومعادن وحيوانات ونباتات، يعني نظر اعتبار، نظر تفكير، نظر استفادة؛ ليستدل من هذا على ما وراء ذلك من عظمة الخالق واستحقاقه العبادة وأنه رب العالمين المستحق لأن يعظم ويطاع أمره وينتهى عن نهيه، إلى غير هذا من الفوائد.
س:........
الشيخ: العامة أكثرهم ليس عندهم اعتبار، نظر عادي، لكن أولو الألباب لهم نظر وراء ذلك، يستفيدوا ويعرفوا عظمة ربهم، ويحتجوا بذلك على أنه المستحق لأن يُعبد سبحانه وتعالى، وأن هذه المخلوقات لم توجد عبثًا ولا سدى، وأن لها حكمة، الذي خلقها له حكمة، وأنه قادر على كل شيء سبحانه وتعالى.
س:........
الشيخ: لا، الدعاء فيه تفصيل، إن كان في الصلاة يطرح بصره، وإن كان في غير الصلاة فالأمر واسع.
بَاب نَكْتِ العُودِ فِي المَاءِ وَالطِّينِ
6216 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ ﷺ عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ المَاءِ وَالطِّينِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَإِذَا عُمَرُ، فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقَالَ: افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ، أَوْ تَكُونُ فَذَهَبْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ، فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ، قَالَ: اللَّهُ المُسْتَعَانُ.
الشيخ: أيش قال الشارح على الباب؟ قد يُسأل: البئر بعيد، الماء فيها بعيد، كيف ينكت فيه بالعصا في الماء والطين وهو على حافة البئر؟ إلا أن يُقال أن البئر مطمورة مدفونة، وأنه قد بقي شيء منها يسير منخفض، ولهذا جلس النبي على قُفِّها مع الصديق وعمر، وعلى الجهة الأخرى عثمان، وكانت مطمورة قد قرب ترابها إلى الجالس فكان ينكت فيه ما فيه ماء وطين، وإلا فهو مشكل هنا، ولعله هكذا، لعلها كانت البئر التي جلسوا عليها مطمورة مدفونة، فكان فيها بقية منخفضة فيها ماء وطين، ولهذا نكت فيها العود عليه الصلاة والسلام؛ لأنه على قفها من جانب، والماء على قفها من جانب آخر، وهم جالسون عل القُف فامتلأ القف ثم قابلهم عثمان على قُفها من جانب آخر، وهم جالسون على القف فامتلأ القف ثم قابلهم عثمان على القف الثاني، فالماء والطين حينئذ أين يكون الماء والطين؟
الطالب:.................
[مناقشة غير واضحة]
بَاب الرَّجُلِ يَنْكُتُ الشَّيْءَ بِيَدِهِ فِي الأَرْضِ
6217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِالرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي جَنَازَةٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ الأَرْضَ بِعُودٍ، فَقَالَ: لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ فُرِغَ مِنْ مَقْعَدِهِ مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ فَقَالُوا: أَفَلاَ نَتَّكِلُ؟ قَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى [الليل:5] الآيَةَ.
بَاب التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ
6218 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الحَارِثِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ، وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجَرِ - يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ حَتَّى يُصَلِّينَ - رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ فِي الآخِرَةِ وَقَالَ ابْنُ أَبِي ثَوْرٍ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: لاَ قُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
6219 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ح وحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ تَزُورُهُ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي المَسْجِدِ، فِي العَشْرِ الغَوَابِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً مِنَ العِشَاءِ، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ مَعَهَا النَّبِيُّ ﷺ يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ المَسْجِدِ، الَّذِي عِنْدَ مَسْكَنِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، مَرَّ بِهِمَا رَجُلاَنِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ نَفَذَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالاَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا مَا قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا.
الشيخ: وهذا وما جاء في معناه كله يدل على أن سنته عليه الصلاة والسلام التكبير والتسبيح وذكر الله عند ما يُتعجب منه، وعند ما يُعظّم ويُخشى عاقبته، وعند ما يُنكر ويبيّن سوء فظاعته، ولهذا لما مر الرجلان قال: على رسلكما إنها صفية بنت حيي، خاف أن يقذف الشيطان في قلوبهما شرًّا، ويقولا في حقه شيئًا عليه الصلاة والسلام، وهو واقف معها عند باب المسجد بعدما انصرفت منه، وهي تزوره في الاعتكاف عليه الصلاة والسلام، وهكذا قوله: سبحان الله ما أنزل من الخزائن وماذا أنزل من الفتن! هذا تعجب من الأمر الواقع، سبحان الله! يعني أمر عظيم؛ خزائن فتحت، وفتن أنزلت، وهذا مثل ما في الحديث الآخر: والله ما الفقر أخشى عليكم، وإنما أخشى عليكم الدنيا أن تُفتح عليكم كما فُتحت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم فهذا قول عمر: الله أكبر! يتعجب من كذب الناس، ومن سرعة الناس إلى غير الحق؛ حيث أعلنوا أنه طلق نساءه، ولم يكن شيء من ذلك، فلما سأل النبي ﷺ أطلقت نساءك؟ قال: لا، قال عمر: الله أكبر، وأقره النبي ﷺ، هذا تعجب من سرعة إفشاء الكذب بين الناس، وسرعة قول الناس بلا بصيرة، هكذا قوله لما قال الصحابة: اجعل لنا ذات أنواط، قال: الله أكبر، إنها السنن استعظامًا لما قالوا، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال: الله أكبر، إنها السّنَن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ وهكذا لما قال له رجل: إني استشفع بالله عليك وبك على الله قال: سبحان الله، سبحان الله، إن الله لا يستشفع على أحد من خلقه هذا هو السنة عند التعجب، وعند استعظام الأمور، يقول: سبحان الله أو لا إله إلا الله أو الله أكبر، ولما قال النبي للصحابة: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة قال: فكبرنا، قال: إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة قال: فكبرنا، قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة قال: فكبرنا. وهذا يبين لك أن ما عليه الناس الآن من التصفيق عند هذه الأشياء أن هذا من سنة الجاهلية، وليس له أصل، وإنما التصفيق للنساء في الصلاة يصفقن لأنهن عورة، أما التصفيق عند الأمور العظيمة أو عندما يستعجب من شيء فهو من سُنة الجاهلية، ليس من سُنة الإسلام، السُّنة في الإسلام التكبير والتسبيح وقول لا إله إلا الله والله أكبر.
س:..........
الشيخ: رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة على ما قال العلماء: كاسية في الدنيا من الشكر، عارية من الثواب، أو كاسية كسوة لا تستر لرقتها أو قصرها، عارية في الآخرة؛ عقوبة لها على ذلك، مثل ما في الحديث الآخر: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا رواه مسلم في الصحيح، هذا فيه أقوال العلماء المعروفة: كاسيات عاريات: يعني كاسيات من النعم عاريات من الشكر، أو كاسيات ثيابًا لا تستر عاريات في الحقيقة، نسأل الله العافية، وهذا هو الأليق بالمقام: مائلات مميلات: مائلات عن الحق إلى الفواحش وإلى المنكرات، مميلات لغيرهن إلى الفواحش والفساد، وهذا هو الواقع، وما أكثر ذلك.
س: العري في الآخرة ما هو يكون لكل النساء؟
الشيخ: هذا عري غير العري العام، الناس يوم القيامة عراة كلهم الرجال والنساء، ولكن هذا عري آخر عري مما يحصل للشاكرين والمستقيمين على طاعة الله من الثواب الجزيل، والفوائد العظيمة، والغرف العالية، ونحو ذلك.
س:..........
الشيخ: وصف الكاسية نعم..
س:..........
الشيخ: لا، بالجر أحسن، لأنها نكرة كاسية والنكرة.... إلى الوصف منها إلى الحال.
بَاب النَّهْيِ عَنِ الخَذْفِ
6220 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ صُهْبَانَ الأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ المُزَنِيِّ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الخَذْفِ، وَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَقْتُلُ الصَّيْدَ، وَلاَ يَنْكَأُ العَدُوَّ، وَإِنَّهُ يَفْقَأُ العَيْنَ، وَيَكْسِرُ السِّنَّ.
الشيخ: والخذف: الضم بأطراف الأصابع هكذا الحجر والنوى وأشباه ذلك؛ لأنه قد يصب عينًا، وقد يكسر سنًا؛ لقوة الرامي، فلا خير فيه، ولهذا نهى عنه النبي ﷺ لعدم الفائدة؛ لأنه عبث، فنهى النبي عليه الصلاة والسلام في رواية مسلم، وكان قريب لعبدالله بن مغفل يخذف فنهاه عبدالله وقال: إن الرسول نهى عن ذلك، ثم رآه يخذف بعد ذلك فقال: أخبرك أن الرسول نهى عن هذا ثم تعود فتخذف، لا كلمتك أبداً، فغضب عليه، وتوعده بأنه يهجره أبدًا من شدة غضبه عليه لما أخبره أن الرسول نهى عن هذا ثم عاد.
س:..........
الشيخ: ولو وحده لا يخذف، يشتغل بشيء آخر، يقرأ يشتغل بحاجة بيته لا يخذف، إن المنهيات منهي عنها مطلقًا سواء مفردًا أو مع الناس، قد يصيب عينه هو، قد يكسر سنه هو.
بَاب الحَمْدِ لِلْعَاطِسِ
6221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَهَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ.
الشيخ: وهذا هو السُّنة، من باب التأديب حتى ينتبه مرة أخرى، فإذا حمد الله يقال: يرحمك الله، هذا التشميت، وهو يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم، وإذا سكت يسكت عنه، فلا يقال له شيء؛ لأنه ترك المشروع فلا يشمت، لكن هل ينبّه إذا كان يظن أنه جاهل أو يذكّر إن كان ناسيًا؟ هذا محل نظر؛ لأن الرسول ﷺ ما نبهه، ما قال له: احمد الله، أو لماذا لم تحمد الله؛ لعله -والله أعلم- لأنه معلوم، وقد استقر عند الصحابة وعرفوه، فلهذا ترك تشميته، فلما قال: يا رسول الله شمت فلانًا ولم تشمتني؟ قال: إنه حمد الله وإنك لم تحمد الله؛ لكن على حسب القواعد الشرعية المعروفة من الشرع: ينبغي تنبيهه إذا كان جاهلاً، ينبغي أن يعلّم، يقال له: إن السُّنة أن العاطس يحمد الله؛ لأنه قد يكون جاهلًا ولاسيما في هذا العصر الذي غلب فيه الجهل بأمور الشريعة، فيقال له: إن السُّنة لمن عطس أن يقول الحمد لله، والسنة لمن سمعه أن يقول له: يرحمك له، وهو يقول بعد ذلك: يهديكم الله ويصلح بالكم، من باب التعليم، من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب النصيحة.
س: التشميت يجب على كل من سمعه؟
الشيخ: يقول النبي ﷺ : كان حقًا على كل من سمعه والوجوب محل نظر، سنة مؤكدة، والقول بالوجوب قول قوي.
بَاب تَشْمِيتِ العَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ
فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ.
6222 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ البَرَاءِ ، قَالَ: «أَمَرَنَا النَّبِيُّ ﷺ بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَرَدِّ السَّلاَمِ، وَنَصْرِ المَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ المُقْسِمِ. وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، أَوْ قَالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالسُّنْدُسِ، وَالمَيَاثِرِ».
الشيخ: والشاهد من هذا قوله: تشميت العاطس، هذه من الخصال الجميلة، ومن الأعمال الطيبة التي ينبغي أن تسود بين المسلمين، وأن تكثر بينهم، وهي اتباع الجنائز، وإفشاء السلام، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإبرار القسم، وتشميت العاطس إذا حمد الله، هذه أمور ينبغي أن تكون ... بين المسلمين؛ لما فيها من الخير العظيم، ولما فيها من تأليف القلوب؛ فإن عيادة المرضى، واتباع الجنائز فيه خير عظيم ومصالح جمة في الدين والدنيا، وهكذا البقية: تشميت العاطس، وإبرار القسم إذا أقسم عليك أخوك، ونصر المظلوم، وإجابة الدعوة، وإفشاء السلام ردًّا وابتداء، كل هذه من الأمور التي فطر الله العباد على استحسانها، وفيها مصالح جمة.
والمنهيات: النهي عن التختم بالذهب، والشرب في الفضة، كما في الرواية الأخرى، ومياثر الحمر، كما في الرواية المعروفة، وعن لبس القسي، وعن لبس الحرير .... مختصر هنا، أيش قال على: فيه أبو هريرة؟
الطالب: قَوْلُهُ: فِيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورَ فِي الْبَابِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي أَوَّلَهُ: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ وَقَدْ أَشَرْتُ إِلَيْهِ قبل، وَأَن مُسلما أخرجه.
س: المياثر ما هي؟
الشيخ: أشياء توضع على سرج الدابة من الفرس والبعير، يكون فوقه من الحرير تضعه العجم.
بَاب مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ العُطَاسِ وَمَا يُكْرَهُ مِنَ التَّثَاؤُبِ
6223 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ.
الشيخ: والعطاس نعمة من نعم الله، ولهذا قال: إن الله يحب العطاس، لما يحصل به من النشاط والتخفيف من الرأس، ونزول بعض الأذى ما هو معروف، فهو من النعم، ولهذا شرع الله أن يحمد عليه، وقد يكثر فيكون ... مثل الزكام، وفي كل حال حتى الزكام فيه مصالح، فهو من نعم الله عز وجل، أما التثاؤب فهو من الشيطان، ويدل على الكسل والضعف أو الامتلاء والشبع الكثير، فلهذا أخبر أنه من الشيطان، السُّنة أن يكظم ما استطاع، يكظم فمه ما استطاع؛ لأن فغره مستقبح، ولأن الشيطان يضحك منه، ولهذا شرع أن يرده ما استطاع، وأن يضع يده على فيه ولا يقول: ها.
س: .............
الشيخ: ظاهره الوجوب، والمعروف عند أهل العلم السُّنية.
س: .............
الشيخ: القول بالوجوب قول قوي، أيش قال عليه الشارح؟
الطالب: اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى اسْتِحْبَابِ مبادرة الْعَاطِس بالتحميد، وَنقل ابن دَقِيق العيد عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَنَّى فِي حَقِّهِ حَتَّى يَسْكُنَ وَلَا يُعَاجِلْهُ بِالتَّشْمِيتِ، قَالَ: وَهَذَا فِيهِ غَفْلَةٌ عَنْ شَرْطِ التَّشْمِيتِ وَهُوَ تَوَقُّفُهُ عَلَى حَمْدِ الْعَاطِسِ.
الشيخ: شف التثاؤب، تكلم على التثاؤب شيء، التثاؤب من الشيطان، تكلم عليه؟
الطالب: سيأتي في الحديث الذي بعده.
الشيخ: العيني ما تكلم؟
الطالب: قَوْله: وتشميت الْعَاطِس: ظَاهر الْأَمر فِيهِ يدل على أَنه وَاجِب، وَكَذَلِكَ أَحَادِيث أُخر فِي هَذَا الْبَاب يدل ظَاهرهَا على الْوُجُوب، وَبِه قَالَ ابْن المزين من الْمَالِكِيَّة، وَأهل الظَّاهِر، وَقَالَ بعض النَّاس: إِنَّه فرض عين، وَعند جُمْهُور الْعلمَاء من أَصْحَاب الْمذَاهب الْأَرْبَعَة: إِنَّه فرض كِفَايَة إِذا قَامَ بِهِ الْبَعْض سقط عَن البَاقِينَ، وَذهب عبدالْوَهَّاب وَجَمَاعَة من الْمَالِكِيَّة أنَّه مُسْتَحبّ.
الشيخ: على كُلًّ القول بالوجوب قول الظاهرية وبعض المالكية في هذا، قول قوي.
بَاب إِذَا عَطَسَ كَيْفَ يُشَمَّتُ
6224 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُالعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.
بَاب لاَ يُشَمَّتُ العَاطِسُ إِذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ
6225 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا ، يَقُولُ: عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَمَّتَّ هَذَا وَلَمْ تُشَمِّتْنِي، قَالَ: إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَلَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ.
بَاب إِذَا تَثَاءَبَ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ
6226 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ، كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ.
الطالب: تكلم على التثاؤب؟ قَوْلُهُ: وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ من الشَّيْطَان، قَالَ ابن بَطَّالٍ: إِضَافَةُ التَّثَاؤُبِ إِلَى الشَّيْطَانِ بِمَعْنَى إِضَافَةِ الرِّضَا وَالْإِرَادَةِ، أَيْ إِنَّ الشَّيْطَانُ يُحِبُّ أَنْ يَرَى الْإِنْسَانَ مُتَثَائِبًا؛ لِأَنَّهَا حَالَةٌ تَتَغَيَّرُ فِيهَا صُورَتُهُ فَيَضْحَكُ مِنْهُ، لَا أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ الشَّيْطَان فعل التثاؤب، وَقَالَ ابن الْعَرَبِيِّ: قَدْ بَيَّنَّا أَنَّ كُلَّ فِعْلٍ مَكْرُوهٍ نَسَبَهُ الشَّرْعُ إِلَى الشَّيْطَانِ لِأَنَّهُ وَاسِطَتُهُ، وَأَنَّ كُلَّ فِعْلٍ حَسَنٍ نَسَبَهُ الشَّرْعُ إِلَى الْمَلَكِ لِأَنَّهُ وَاسِطَتُهُ، قَالَ: وَالتَّثَاؤُبُ مِنَ الِامْتِلَاءِ وَيَنْشَأُ عَنْهُ التَّكَاسُلُ وَذَلِكَ بِوَاسِطَةِ الشَّيْطَانِ، وَالْعُطَاسُ مِنْ تَقْلِيلِ الْغِذَاءِ وَيَنْشَأُ عَنْهُ النَّشَاطُ وَذَلِكَ بِوَاسِطَةِ الْمَلَكِ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ: أُضِيفَ التَّثَاؤُبُ إِلَى الشَّيْطَانِ لِأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الشَّهَوَاتِ، إِذْ يَكُونُ عَنْ ثِقَلِ الْبَدَنِ وَاسْتِرْخَائِهِ وَامْتِلَائِهِ، وَالْمُرَادُ التَّحْذِيرُ مِنَ السَّبَبِ الَّذِي يَتَوَلَّدُ مِنْهُ ذَلِكَ، وَهُوَ التَّوَسُّعُ فِي الْمَأْكَلِ، قَوْلُهُ: فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، أَيْ: يَأْخُذُ فِي أَسْبَابِ رَدِّهِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ أَنَّهُ يَمْلِكُ دَفْعَهُ، لِأَنَّ الَّذِي وَقَعَ لَا يُرَدُّ حَقِيقَةً، وَقِيلَ: مَعْنَى إِذَا تَثَاءَبَ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَثَاءَبَ، وَجَوَّزَ الْكِرْمَانِيُّ أَنْ يَكُونَ الْمَاضِي فِيهِ بِمَعْنَى الْمُضَارِعِ، قَوْلُهُ: فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَان، فِي رِوَايَة ابن عَجْلَانَ: فَإِذَا قَالَ آهْ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ وَفِي لَفْظٍ لَهُ: إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ هَكَذَا قَيَّدَهُ بِحَالَةِ الصَّلَاةِ، وَكَذَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِ: التَّثَاؤُبُ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ وَلِلتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحوه، وَرَوَاهُ ابن مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ بِلَفْظِ: إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، وَلَا يَعْوِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ قَالَ شَيْخُنَا فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ: أَكْثَرُ رِوَايَاتِ الصَّحِيحَيْنِ فِيهَا إِطْلَاقُ التَّثَاؤُبِ، وَوَقَعَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى تَقْيِيدُهُ بِحَالَةِ الصَّلَاةِ؛ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يُحْمَلَ الْمُطْلَقُ عَلَى الْمُقَيَّدِ، وَلِلشَّيْطَانِ غَرَضٌ قَوِيٌّ فِي التَّشْوِيشِ عَلَى الْمُصَلِّي فِي صَلَاتِهِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ كَرَاهَتُهُ فِي الصَّلَاةِ أَشَدَّ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يُكْرَهُ فِي غَيْرِ حَالَةِ الصَّلَاةِ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْمُطْلَقَ إِنَّمَا يُحْمَلُ عَلَى الْمُقَيَّدِ فِي الْأَمْرِ لَا فِي النَّهْيِ، وَيُؤَيِّدُ كَرَاهَتَهُ مُطْلَقًا كَوْنُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَبِذَلِكَ صَرَّحَ النَّوَوِيُّ، قَالَ ابن الْعَرَبِيِّ: يَنْبَغِي كَظْمُ التَّثَاؤُبِ فِي كُلِّ حَالَةٍ، وَإِنَّمَا خَصَّ الصَّلَاةَ لِأَنَّهَا أَوْلَى الْأَحْوَالِ بِدَفْعِهِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْخُرُوجِ عَنِ اعْتِدَالِ الْهَيْئَةِ وَاعْوِجَاجِ الْخِلْقَةِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي سعيد فِي ابن مَاجَهْ: وَلَا يَعْوِي فَإِنَّهُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ شَبَّهَ التَّثَاؤُبَ الَّذِي يُسْتَرْسَلُ مَعَهُ بِعُوَاءِ الْكَلْبِ تَنْفِيرًا عَنْهُ، وَاسْتِقْبَاحًا لَهُ، فَإِنَّ الْكَلْبَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَفْتَحُ فَاهُ وَيَعْوِي، وَالْمُتَثَائِبُ إِذَا أَفْرَطَ فِي التَّثَاؤُبِ شَابَهَهُ، وَمِنْ هُنَا تَظْهَرُ النُّكْتَةُ فِي كَوْنِهِ يَضْحَكُ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ صَيَّرَهُ مَلْعَبَةً لَهُ بِتَشْوِيهِ خَلْقِهِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الدُّخُولُ حَقِيقَةً؛ وَهُوَ وَإِنْ كَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ لَكِنَّهُ لَا يتَمَكَّن مِنْهُ مَا دَامَ ذَاكِرًا الله تَعَالَى، وَالْمُتَثَائِبُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ غَيْرُ ذَاكِرٍ فَيَتَمَكَّنُ الشَّيْطَانُ مِنَ الدُّخُولِ فِيهِ حَقِيقَةً، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَطْلَقَ الدُّخُولَ وَأَرَادَ التَّمَكُّنَ مِنْهُ؛ لِأَنَّ مِنْ شَأْنِ مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ أَنْ يَكُونَ مُتَمَكِّنًا مِنْهُ، وَأَمَّا الْأَمْرُ بِوَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْفَمِ فَيَتَنَاوَلُ مَا إِذَا انْفَتَحَ بِالتَّثَاؤُبِ فَيُغَطَّى بِالْكَفِّ وَنَحْوِهِ، وَمَا إِذَا كَانَ مُنْطَبِقًا حِفْظًا لَهُ عَنِ الِانْفِتَاحِ بِسَبَبِ ذَلِكَ، وَفِي مَعْنَى وَضْعِ الْيَدِ عَلَى الْفَمِ وَضْعُ الثَّوْبِ وَنَحْوِهِ مِمَّا يُحَصِّلُ ذَلِكَ الْمَقْصُودَ، وَإِنَّمَا تَتَعَيَّنُ الْيَدُ إِذَا لَمْ يَرْتَدَّ التَّثَاؤُبُ بِدُونِهَا، وَلَا فَرْقَ فِي هَذَا الْأَمْرِ بَيْنَ الْمُصَلِّي وَغَيْرِهِ، بَلْ يَتَأَكَّدُ فِي حَالِ الصَّلَاةِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَيُسْتَثْنَى ذَلِكَ مِنَ النَّهْيِ عَنْ وَضْعِ الْمُصَلِّي يَدَهُ عَلَى فَمِهِ، وَمِمَّا يُؤْمَرُ بِهِ الْمُتَثَائِبُ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ يُمْسِكَ عَنِ الْقِرَاءَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ، لِئَلَّا يَتَغَيَّرَ نظم قِرَاءَته، وَأسْندَ ابن أَبِي شَيْبَةَ نَحْوَ ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالتَّابِعِينَ الْمَشْهُورين، وَمن الخصائص النَّبَوِيَّة مَا أخرجه ابن أَبِي شَيْبَةَ وَالْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ مِنْ مُرْسَلِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: (مَا تَثَاءَبَ النَّبِيُّ ﷺ قَطُّ)، وَأَخْرَجَ الْخَطَّابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِالْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: (مَا تَثَاءَبَ نَبِيٌّ قَطُّ) وَمَسْلَمَةُ أَدْرَكَ بَعْضَ الصَّحَابَةِ وَهُوَ صَدُوقٌ.
الشيخ: مسلمة هذا الأمير المعروف رحمة الله عليه.
الطالب: وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ مَا ثَبَتَ أَنَّ التَّثَاؤُبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَوَقَعَ فِي الشِّفَاءِ لِابْنِ سَبْعٍ أَنَّهُ ﷺ كَانَ لَا يَتَمَطَّى لِأَنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الشيخ: فيه نظر، المرسلات فيها نظر؛ لأن التثاؤب من طبيعة الإنسان، ومن صفاته الغالبة، والجزم بأنه من الخصائص محل نظر، ما تثبت خصائص بالمرسلات وأشباهها. شف التقريب: ذكر مسلمة بن عبدالملك؟
حط على الحاشية: وذكره في الفتح صفحة 613 الجزء 10 أنه صدوق، وقد أدرك بعض الصحابة، هذه فائدة عارضة.