437 من حديث: (من خرج في طلب العلم، كان في سبيل الله حتى يرجع)

 
10/1385- وَعَنْ أنسٍ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: مَن خرَج في طَلَبِ العِلمِ، كان في سَبيلِ اللَّهِ حَتَّى يرجِعَ. رواهُ الترْمِذيُّ، وقال: حديثٌ حَسنٌ.
11/1386- وعَنْ أَبي سَعيدٍ الخدْرِيِّ، ، عَنْ رسُولِ اللَّه ﷺ قَالَ: لَنْ يَشبَع مُؤمِنٌ مِنْ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الجَنَّةَ. رواهُ الترمذيُّ، وقَالَ: حديثٌ حسنٌ.
12/1387- وعَنْ أَبي أُمَامة، ، أنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: فضْلُ الْعالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ: رسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ اللَّه وملائِكَتَهُ وأَهْلَ السَّمواتِ والأرضِ حتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلى مُعلِّمِي النَّاسِ الخَيْرْ. رواهُ الترمذي، وقالَ: حَديثٌ حَسنٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على فضل طلب العلم والتفقه في الدين، وأنه ينبغي لكل مؤمن أن يحرص على طلب العلم والتفقه في الدين، ولو لم يرد في هذا إلا قوله جل وعلا: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18] فأهل العلم هم الشهداء مع الملائكة على وحدانية الله ، ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [المجادلة:11] بين جل وعلا أن الله يرفع الذين آمنوا والذين أتوا العلم درجات، ويقول جل وعلا: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9]، ويقول ﷺ: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة، فهذه الأحاديث العظيمة تدل على فضل العلم طلب العلم والتفقه في الدين، وهكذا حديث من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله لن يشبع مؤمن من خير حتى يرد الجنة فالعلم من الخير لا يشبع من العلم العالم بل يزداد في طلب العلم حتى يموت، هكذا طالب العلم لا يشبع بل يلزم طلب العلم ويتفقه في الدين حتى يلتحق بالله لأن العلم ليس له نهاية، مهما علمت فيفوتك أشياء غير ذلك، وهكذا حديث: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، وإن الله وملائكته وأهل السماوات وأهل الأرض حتى الدابة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير فهذه أشياء توجب للمؤمن الحرص والرغبة في طلب العلم والاجتهاد في تحصيله ونفع الناس به بعد أن ينتفع، ينتفع وينفع، يبدأ بالعلم ويجتهد في العمل وينفع الناس بتوجيههم وإرشادهم وتعليمهم يريد ما عند الله جل وعلا، لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم كما قال النبي ﷺ لعلي، كونه يهتدي على يديه واحد أو جماعة خير عظيم، من دل على خير فله مثل أجر فاعله، فالمؤمن يبذل وسعه يحرص على التفقه في الدين والتعلم، وعلى بذل العلم، والنصيحة للناس، وتوجيه الناس إلى الخير أينما كانوا، يريد ثواب الله، يريد أجره، يريد رضاه أينما كان، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: أفضل الأيام عند الله سبحانه وتعالى يوم النحر أم يوم عرفة؟
الشيخ: أفضل الأيام يوم النحر ثم يوم عرفة.
س: ويوم الجمعة؟
الشيخ: يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع.
س: صحة حديث أبي سعيد الخدري؟
الشيخ: ما تتبعت أسانيده يحتاج تتبع أسانيده.
الطالب: يقول المحشي من الحديث دراج عن أبي الهيثم.
الشيخ: دراج ضعيف عن أبي الهيثم، لكن إن كان له طريق أخرى وإلا دراج عن أبي الهيثم فيه ضعف.
س: الحديث الذي يقول فيه: ثلاث من الجفاء أن يبول الرجل قائما، أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو ينفخ في سجوه ذكره ابن القيم في الزاد؟
الشيخ: ما أعرف له صحة، والظاهر غير صحيح لأن الرسول ﷺ فعل ما تقدم، كونه بال قائما لما دعت الحاجة إلى ذلك أتى سباطة قوم فبال قائما إذا دعت الحاجة لا بأس مع التستر، أما كونه يمسح وجهه هذا الأفضل تركه، يترك المسح حتى ينتهي من الصلاة، والثالثة: النفخ، كان النفخ في سجوده عليه الصلاة والسلام لا حرج.
س: لو صح إسناده يعتبر شاذا مخالفا للأحاديث الصحيحة؟
الشيخ: نعم لو صح يكون شاذا.
س: حديث الرسول ﷺ: من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله فالمقصود أحسن الله إليك دروس للسفر لها أو طلب مثلا الدروس أو المحاضرات أو الخطب؟
الشيخ: كل وجوه العلم.
س: زيادة (وبركاته) في التسليم في الصلاة صحيحة؟
الشيخ: جاءت في هذا أحاديث، ذكر الحافظ في البلوغ أنها صحيحة لكن جماعة آخرون قالوا أنها شاذة، فالأولى الاقتصار على (ورحمة الله) على ما عليه العمل الآن. لأن هذا هو الثابت في صحيح مسلم من حديث سمرة كانوا إذا سلموا يقولون: (السلام عليكم ورحمة الله في الصلاة).
س: هنا تعليق أشكل عليّ في قوله: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا [الأعراف:190] قال: هنا يقال أن الشرك وقع منهما في الطاعة لا في العبادة، وأقول: الصحيح أن الشرك إنما وقع من حواء فقط دون آدم عليه السلام لأنه نبي وخليفة، والنبي لا يتأتى منه مثل هذا، والعرب تخاطب الواحد بالتثنية، وذلك شائع ذائع في لغتهم ومحاورتهم؟
الشيخ: لا غلط هذا، جعلا له نسبة إلى الشخصين، القول هذا غلط لآدم وحواء، ولكن هذا من الشرك الأصغر، سمعا في طاعته لما غلب عليهما حب الولد فسمياه عبدالحارث هذا هو الصواب.
س: وهنا قال في سطر: صرح بذلك في تفسير فتح البيان فارتفع الإشكال الذي حير العلماء في كل زمان؟
الشيخ: ما في تحيير.