422 من حديث: (من علم الرمي ثم تركه فليس منا)

 
50/1334- وعْن عقبة بن عامر أَنَّهُ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: منْ عُلِّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تركَهُ، فَلَيس مِنَّا، أوْ فقَد عَصى رواه مسلم.
51/1335- وعنهُ ، قالَ: سمِعْتُ رسُول اللَّه ﷺ يقولُ: إنَّ اللَّه يُدخِلُ بِالسهمِ الوَاحِدِ ثَلاثةَ نَفَرٍ الجنَّةَ: صانِعهُ يحتسِبُ في صنْعتِهِ الخَيْرَ، والرَّامي بِهِ، ومُنْبِلَهُ، وَارْمُوا وارْكبُوا، وأنْ ترمُوا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أنْ تَرْكَبُوا. ومَنْ تَرَكَ الرَّميَ بعْد مَا عُلِّمهُ رغبَةً عَنْهُ. فَإنَّهَا نِعمةٌ تَركَهَا أوْ قَالَ: كَفَرَهَا رواهُ أَبُو داودَ.
52/1336- وعَنْ سَلَمةَ بن الأكوعِ، ، قَالَ: مَرَّ النَّبيُّ ﷺ، عَلَى نَفَرٍ ينتَضِلُون، فَقَالَ: ارْمُوا بَنِي إِسْماعيل فَإنَّ أبَاكم كَانَ رَامِيًا رواه البخاري.
53/1337- وعَنْ عمْرو بنِ عبسَةَ، قَالَ: سمِعتُ رسُول اللَّهِ ﷺ، يقولُ: منْ رَمَى بِسهمٍ في سبيلِ اللَّه فَهُو لَهُ عِدْلُ مُحرَّرةٍ.
رواهُ أَبُو داود والترمذي، وقالا: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث في الحث على تعلم الرمي لأنه عدة في سبيل الله وقوة في سبيل الله، ولهذا شرع الله تعلم الرمي، وأخبر النبي ﷺ أن القوة هي الرمي في قوله جل وعلا: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60]، تقدم حديث عقبة يقول ﷺ: ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي يعني معظم القوة، يعني معظمها وأهمها الرمي بالنبل وبالبندقية وبالمدفع والرشاش وغير هذا من أنواع الرمي التي تستعمل في كل زمان بحسبه، هي معظم العدة، ويجب أن يستعمل أيضا ويعد ما دعت الحاجة إليه مما يستعمله الناس من سائر ما يعين على الجهاد في سبيل الله كالطائرة والسيارة والصواريخ وغير هذا مما يحتاجه المجاهدون إذا كان عدوهم يستعمله.
وفي حديث الثاني الدلالة على فضل التعلم، وأنه ينبغي للمؤمن أن يحافظ عليه وألا يتركه حتى ينساه، يقول: من علم الرمي ثم تركه فليس منا يعني من رزقه الله علم الرمي وتعلمه وحصل له به البصيرة ثم أعرض عنه حتى ينساه فليس منا، وفي اللفظ الآخر: فهو نعمة تركها أو قال كفرها، قال: وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا يعني الحرص على معرفة الرمي أكثر لشدة الحاجة إليه، والمؤمن يتعلم هذا وهذا، يتعلم الركوب ويتعلم الرمي ويتعلم جميع ما يحتاج إليه في الحرب لأن قوله سبحانه: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60] يعم جميع أنواع العدة، فالمسلم يعد العدة من الرمي والركوب وغير هذا مما يحتاجه المؤمن في جهاد أعدائه، ويقول ﷺ: إن الله يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة: صانعه يحتسب فيه الأجر، والرامي به في سبيل الله، والمنبل له الذي يعينه الذي يساعده يناوله السهم كلما فرغ ناوله، يتعاونان مع الإخلاص لله وقصد الجهاد في سبيله لهم به الأجر العظيم، فينبغي للمؤمن أن يجتهد على هذه الأمور في تعلم هذه الأمور ولا ييأس، قد يسهل الله فرصة لإقامة الجهاد، ومر على قوم ينتضلون يعني يرمون يترامون يعني يرمون الشبح الغرض، فقال: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا يعني يحثهم على الرمي والتعلم، وفي آخر الحديث: وأنا مع بني فلان فأمسكوا، قال: لماذا؟ قالوا: لأنك قلت مع بني فلان، كيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال: معكم كلكم فالمقصود: أن النضال من العدة فينبغي تعلمه: ولهذا قال ﷺ: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وفي الحديث الآخر: أن الرمي في سبيل الله يجزئ عتق رقبة محررة الحاصل أن هذا يدل على أنه ينبغي على المؤمن العناية بوسائل الجهاد في جميع الوجوه، وأن يعد نفسه لذلك، ولهذا في الحديث الصحيح يقول ﷺ: من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق رواه مسلم. فينبغي للمؤمن أن يعد نفسه وأن يتحدث ويرجو لعل الله يقيم علم الجهاد ويكون من المجاهدين فيكون عنده الاستعداد لهذا الأمر العظيم الذي قال فيه سبحانه وتعالى: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا [التوبة:41] يعني شيبا وشبابا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41]، ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الصف:10-11] والآيات بعدها، المقصود أن الجهاد له شأن عظيم ويقول جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة:111] فالإعداد ينفع ولا يضر، فيه الحزم وفيه الأخذ بالحيطة، فالعدو قد يهزم، والحاجة قد تأتي مباغته، فإذا كان مستعدا حمد العاقل عند الحاجة، ثم هو عمل صالح الاستعداد عمل صالح يؤجر عليه.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س:الحديث الأول: من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو فقد عصى هل يأثم إذا نسيه؟
الشيخ: نعم، هذا يعني أعرض عنه حتى ينساه، ينبغي أن يكون بين وقت وآخر يرمي مع إخوانه، يحطون الشبح ويرمون، ولهذا حث النبي ﷺ على الرمي.
س: ألا يدل هذا أن ترك الرمي كبيرة؟
الشيخ: لا ما يلزم أنه كبيرة، فقد عصى المعصية ما يلزم أنها كبيرة وليس منا بعض أهل العلم يرى أن ليس منا أنها من الكبائر، ولكن محل نظر عند الجمهور، الكبائر عند الجمهور ما فيه وعيد بالنار أو لعنة أو حد في الدنيا كحد الزنا وحد السرقة، على كل حال معصية ويكفي كونه معصية.
س: يقول الرسول ﷺ: إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة هل نقل الدروس من العلماء أو الدعاة أو المحاضرات والخطب لنفع المسلمين كالتسجيلات تنقلها من المشايخ وبثها للناس هل يدخلون الجنة؟
الشيخ: يرجى فيه إن شاء الله، هذا من تعليم العلم.
س: سواء كان كتيبات أو أشرطة؟
الشيخ: نعم محاضرات أو أشرطة أو كتب كلها يرجى فيها الخير، قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة، من دل على خير فله مثل أجر فاعله هذا دلالة على الخير التعلم.
س: بول ما لا يؤكل لحمه، هل هو طاهر مثل الحمر؟
الشيخ: نجس ما في خلاف مثل الحمر والهر والكلب والبغال كلها نجس.
س: قول الرسول ﷺ: من مات ولم يغزو مات علي شعبة من النفاق هل المراد به أي مسلم، أو الجندي؟
الشيخ: يعني يحدث نفسه، يكون عنده نية لو قام سوق الغزو يغزو. لا غزا ولا حدث نفسه ما هو على باله، يعني ينبغي أن يكون على باله يحدث نفسه لو قام الجهاد لجاهدت.
س: إذا شك إنسان في طهارة الحصير أو الفراش؟
الشيخ: الأصل الطهارة، هذا من الشيطان.