420 من حديث: (اثنتان لا تردان أو قلما تردان..)

41/1325- وعن سهْلِ بنِ سعد قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: اثِنَتانِ لاَ تُرَدَّانِ، أوْ قَلَّمَا تُردَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْد النِّدَاءِ وعِند البأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُم بَعضًا.رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
42/1326- وعَنْ أنسٍ قَالَ: كانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا غَزَا قَالَ: اللَّهُمَّ أنت عضُدِي ونَصِيري، بِك أَحُولُ، وبِك أصولُ، وبِكَ أُقاتِل رواهُ أَبُو داود، والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.
43/1327- وعَن أَبي مُوسى، ، أنَّ النَّبيَّ ﷺ كانَ إِذَا خَاف قَوْمًا قَالَ: اللَّهُمَّ إنَّا نَجعَلُكَ في نُحُورِهِم، ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرورِهِم رواه أَبُو داود بإسناد صحيحٍ.
44/1328- وعنْ ابنِ عُمَر، رضي اللَّه عنهما، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيَها الخَيرُ إِلَى يوْمِ القِيامَةِ متفقٌ عَلَيْهِ.
45/1329- وعنْ عُرْوَةَ البَارِقِيِّ، ، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ: الخَيْلُ مَعقُودٌ في نَواصِيهَا الخَيرُ إِلَى يوْمِ القِيامَةِ: الأَجرُ، والمغنَمُ. متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق أيضا بالجهاد، وتقدم أحاديث كثيرة في الجهاد وفضله العظيم والأحاديث فيه كثيرة جدا، نسأل الله أن يقيم علم الجهاد وأن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يصلح أحوال المسلمين وأن يولي عليهم خيارهم، ويقول ﷺ: دعوتان لا تردان: دعوة عند النداء ودعوة عند لقاء الصف عند التحام القتال، النبي ﷺ كان إذا فرغ من الأذان يدعو وشرع لأمته الدعاء إجابة المؤذن ثم الدعاء، والدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد محل إجابة، فينبغي للمؤمن أن يتحرى الدعاء بعد الأذان بين الأذان والإقامة، وهكذا عند لقاء الصفين عند التحام القتال هذا وقت عظيم، وقت ينصر دين الله ويذل أعداء الله يستجاب فيه الدعاء، وكان يقول إذا لقي عدوه: اللهم أنت عضدي وناصري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل، ويقول: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم فالمقصود من هذا أن المسلمين يلجؤون إلى الله ويضرعون إليه وينزلون حاجاتهم به سبحانه لأنهم بالله لا بأنفسهم، بالله إن لم ينصرهم الله فهم مخذولون، ولهذا يقول جل وعلا: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ [آل عمران:160] فينبغي لأهل الإيمان رئيسا وعامة أمراء وجنود ينبغي أن يطرحوا جميع ما يتعلق بشؤونهم بربهم جل وعلا ويطمئنوا إليه ويسألوه ويستعينوا به ويعتمدوا عليه في كل شيء ، ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: اللهم أنت عضدي وناصري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، وتقدم قوله ﷺ: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم، فالإنسان لا يتكل على مجرد القوة أو السلاح بل السلاح أسباب كما قال جل وعلا: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60] ومن الأسباب الدعاء والضراعة إلى الله والانكسار بين يديه، والإيمان بأنه هو الناصر ليس النصر بالقوة إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ [آل عمران:160]، فالقوة أسباب قد تنفع وقد يخذل أهلها، لكن متى طرحوا حاجاتهم بالله واستنصروا به وضرعوا إليه والتجؤوا إليه وجدوا في طاعته واستقاموا على أمره نفعهم الله بقوتهم ونصرهم على عدوهم.
وفي الحديث الرابع والخامس ما يتعلق بالخيل، الخيل مثل ما قال ﷺ: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم، فالخيل من أعظم العدة حين القتال بها، فهي تعد وتربط للحاجة إليها، وسوف يكون لها شأن في آخر الزمان كما كان لها شأن في أول الزمان كما جاءت به النصوص، ولهذا قال ﷺ: الخيل معقود في نواصيها إلى يوم القيامة الأجر والمغنم، قد جاء في النصوص ما يدل على أن هذه القوات الموجودة الآن أنها تزول في آخر الزمان، وأنه يرجع الناس إلى حالهم الأولى بالإبل والخيل والسلاح المعروف، وربك على كل شيء قدير ، فالحاصل أن هذه الخيل التي يعرفها الناس قد جرى لها شأن عظيم في قتال المسلمين وفي جهادهم، وسيكون لها شأن في آخر الزمان، ولهذا قال ﷺ: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم وفق الله الجميع.