412 من حديث: (إن في الجنة مائة درجة أعدها اللَّه للمجاهدين في سبيل اللَّه..)

 
16/1300- وعَنْ أبي هريرة، أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ، قالَ: إنَّ في الجنَّةِ مائَةَ درجةٍ أعدَّهَا اللَّه للمُجَاهِدينَ في سبيلِ اللَّه مَا بيْن الدَّرجَتَينِ كَمَا بيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ. رواهُ البخاريُّ.
17/1301- وعَن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، ، أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قَال: مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبَّا، وبالإسْلامِ دينًا، وَبمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَجَبت لَهُ الجَنَّةُ فَعَجب لهَا أَبُو سَعيدٍ، فَقَال أعِدْها عَلَيَّ يَا رَسولَ اللَّهِ فَأَعادَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرى يَرْفَعُ اللَّه بِها العَبْدَ مئَةَ درَجةٍ في الجَنَّةِ، مَا بيْن كُلِّ دَرَجَتَين كَما بَين السَّماءِ والأرْضِ قَالَ: وَمَا هِي يَا رسول اللَّه؟ قَالَ: الجِهادُ في سبِيل اللَّه، الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ. رواهُ مُسلمٌ.
18/1302- وعَنْ أَبي بَكْرِ بن أَبي مُوسى الأشْعَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبي، ، وَهُوَ بحَضْرَةِ العَدُوِّ، يقول: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ أبْوابَ الجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ فَقامَ رَجُلٌ رَثُّ الهَيْئَةِ فَقَالَ: يَا أبَا مُوسَى أَأَنْت سمِعْتَ رسولَ اللَّهِ ﷺ يقول هَذَا؟ قَالَ: نَعم، فَرجَع إِلَى أصحَابِهِ، فَقَال: أقْرَأُ علَيْكُمُ السَّلامَ، ثُمَّ كَسَر جفْن سَيفِهِ فألْقاه، ثمَّ مَشَى بِسيْفِهِ إِلَى العدُوِّ فضَرب بِهِ حتَّى قُتل. رواهُ مسلمٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في بيان فضل الجهاد وأن درجته عالية وعظيمة، وأن المجاهد في سبيل الله الصادق المخلص قد وعده الله الجنة والكرامة، وأن الله أعد للمجاهدين في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مثل ما بين السماء والأرض، وهذا فضل عظيم وتشريف كبير للمجاهدين خصهم الله بهذه الدرجات في الجنة، مائة درجة تخصهم ما بين كل درجتين مثل ما بين السماء والأرض، يعني مسيرة خمسمائة عام، وهذا يدل على شرف الجهاد وعظم فضله، ويقول ﷺ: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، ويقول: من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة، وهذا يدل على فضل هذه الكلمات (رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا) ينبغي للمؤمن أن يكثر منها ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا وفي اللفظ الآخر: من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا وجبت له الجنة وفي اللفظ الآخر: من قال حين يسمع النداء: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا غفر له ذنبه.
وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف وفي اللفظ الآخر: الجنة تحت ظلال السيوف يعني أن المجاهد بينه وبين دخول الجنة أن يستشهد في سبيل الله صادقا مخلصا مقبلا غير مدبر يريد الله والدار الآخرة، فمن قتل في سبيل الله مخلصا لله صادقا مقبلا غير مدبر وجبت له الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام، والشهادة يمحو الله بها الذنوب يمحو الله بها الخطايا إلا الدين يبقى لأهله، الدين إن أعطيه في الدنيا صاحبه أو أعطي في الآخرة ما يقابل دينه، فالمقصود أن الجهاد له شأنه العظيم وفضله الكبير، وأن الله أعد لهم درجات خاصة للمجاهدين، وفضلا خاصا، ونعيما خاصا، فجدير بالمؤمن أن يحرص على المشاركة في الجهاد إذا تيسرت أسبابه، وفق الله الجميع.