10/1294- وَعَنْ أَبي هُرَيرَة، ، قَال: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: تَضَمَّنَ اللَّه لِمنْ خَرَجَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرجُهُ إلاَّ جِهَادٌ في سَبيلي، وإيمانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ برُسُلي فَهُوَ ضَامِنٌ عليّ أنْ أدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ أرْجِعَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ بِمَا نَالَ مِنْ أجْرٍ، أوْ غَنِيمَة، وَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكلَم في سبيلِ اللَّهِ إلاَّ جاءَ يوْم القِيامةِ كَهَيْئَتِهِ يوْم كُلِم، لَوْنُهُ لَوْن دَم، ورِيحُهُ ريحُ مِسْكٍ، والَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيدِهِ لَوْلا أنْ أَشُقَّ عَلَى المُسْلِمينَ مَا قعَدْتُ خِلاف سرِيَّةٍ تَغْزُو في سَبيلِ اللَّه أبَدًا، ولكِنْ لاَ أجِدٌ سعَة فأَحْمِلَهمْ وَلاَ يجدُونَ سعَةً، ويشُقُّ علَيْهِمْ أنْ يَتَخَلفوا عنِّي، وَالذي نفْسُ مُحَمَّد بِيدِهِ، لَودِدْتُ أني أغزوَ في سبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَل، ثُمَّ أغْزو، فَأُقتل، ثُمَّ أغْزُوَ، فَأُقتل رواهُ مُسلمٌ وروى البخاريُّ بعْضهُ.
11/1295- وَعنْهُ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا مِنْ مَكلوم يُكْلَمُ في سَبيِلِ اللَّه إلاَّ جاءَ يَوْمَ القِيامةِ، وكَلْمُهُ يَدْمى: اللوْنُ لونُ دمٍ والريحُ رِيحُ مِسْكٍ. متفقٌ عليهِ.
12/1296- وعَنْ مُعاذٍ ، عن النَّبيّ ﷺ، قَالَ: منْ قَاتَلَ في سَبيلِ اللَّهِ مِنْ رَجل مُسلِمٍ فُواقَ نَاقةٍ وجبتْ لَهُ الجَنَّةُ، ومَنْ جُرِحَ جُرْحًا في سبيلِ اللَّه أوْ نكِب نَكبَةً، فَإنَّهَا تجيءُ يَوْمَ القِيامة كأغزَرِ مَا كَانَتْ: لَوْنُهَا الزَّعْفَرانُ، ورِيحُها كالمِسكِ. رواهُ أَبُو داودَ، والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ.
11/1295- وَعنْهُ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا مِنْ مَكلوم يُكْلَمُ في سَبيِلِ اللَّه إلاَّ جاءَ يَوْمَ القِيامةِ، وكَلْمُهُ يَدْمى: اللوْنُ لونُ دمٍ والريحُ رِيحُ مِسْكٍ. متفقٌ عليهِ.
12/1296- وعَنْ مُعاذٍ ، عن النَّبيّ ﷺ، قَالَ: منْ قَاتَلَ في سَبيلِ اللَّهِ مِنْ رَجل مُسلِمٍ فُواقَ نَاقةٍ وجبتْ لَهُ الجَنَّةُ، ومَنْ جُرِحَ جُرْحًا في سبيلِ اللَّه أوْ نكِب نَكبَةً، فَإنَّهَا تجيءُ يَوْمَ القِيامة كأغزَرِ مَا كَانَتْ: لَوْنُهَا الزَّعْفَرانُ، ورِيحُها كالمِسكِ. رواهُ أَبُو داودَ، والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في فضل الجهاد في سبيل الله، وما يحصل للمجاهد من الخير العظيم، وأن الله جل وعلا وعدهم في جهادهم إذا أخلصوا لله الجنة والمغفرة والعتق من النار، قال جل وعلا: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169] فهم على خير عظيم ولهم فضل كبير، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: إن الله جل وعلا تضمن يعني ضمن لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله، والتصديق برسله أنه إن توفاه يدخله الجنة، وإن رده رده سالما مع ما نال من أجر أو غنيمة، وأن ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يعني جرحه يدمي يعني يسيل دما اللون لون الدم والريح ريح المسك شهادة له يوم القيامة بأنه قتل في سبيل الله، فهو على خير إن عاش فهو على خير، وإن مات فهو شهيد له الجنة والكرامة إذا أخلص لله وصدق لله وجاهد في سبيله لا رياء ولا سمعة، ولهذا خبر النبي ﷺ أن المجاهد مضمون عند الله جل وعلا أنه إن توفاه أدخله الجنة، وإن رده رده سالما مع ما نال من الأجر أو الغنيمة التي نالها في سبيل الله ، ويقول ﷺ: ما أحب أن أتخلف خلف سرية، ولكني لا أجد سعة فأحمل أصحابي ولا يجدون سعة فيحملون أنفسهم، ويكرهون التخلف عني، فلهذا كان يكره أن يتخلف عن الغزو لولا هذه المشكلة ويقول: لوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل لما في فضل الشهادة من الخير العظيم.
وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: ما من ميت يموت له عند الله خير يتمنى الرجوع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة لما يرى عند الله من فضل الشهادة وأجر أصحابها، فينبغي للمؤمن أن تكون عنده نية صالحة وعزم صادق على الجهاد إذا تيسر، ولهذا قال النبي ﷺ: من مات ولم يغزُ، ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق فالمؤمن يضمر النية الطيبة، والجهاد في سبيل الله إذا تيسر، وله أجره عند الله .
وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: يكفي المرء المسلم أن يقرأ أحاديث الجهاد والغزو حتى يسلم من هذا؟
الشيخ: يقرأ حتى يستفيد، حتى تكون له نية صالحة لو قام الجهاد.
س: حتى يسلم ..؟
الشيخ: من مات ولم يغزُ، ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق.
س: الذين يطلقون على الشخص الشهيد فلان أو المرحوم أو المغفور له؟
الشيخ: الشهيد أطلقه النبي ﷺ إذا قتل في سبيل الله فهو شهيد، إن كان له نية داخلية الله أعلم به، لكنه شهيد لا يغسل ولا يصلى عليه، إذا مات في المعركة يسمى شهيدا فإن كان صادقا مخلصا فله الجنة، وإن كان مرائيا فإثمه عليه.
وأما المرحوم المغفور له لا، يقال رحمه الله غفر الله له، أهل السنة والجماعة لا يشهدون لأحد لا بجنة ولا نار إلا من شهد له الرسول ﷺ، لكن يقال رحمه الله، غفر الله له، عفا الله عنه، أيش يدريه أنه مرحوم! وأيش يدريه أنه مغفور له! لكن تقول فلان رحمه الله، فلان غفر الله له.
س: ...؟
الشيخ: لا ما تلحق بها، لأن الرسول ﷺ أطلق عليهم الشهداء، المقتول في سبيل الله يطلق عليها الشهادة فلا يغسل ولا يصلى عليه، شهيد في الحكم الشرعي، أما فيما يتعلق بالجنة والنار هذا إلى الله .
س: ولا يقال يرحمه الله؟
الشيخ: من باب الدعاء ما يخالف، يرحمه الله ويغفر الله له من باب قصد الدعاء.