كتَاب الحَجّ
233 - باب وجوب الحج وفضله
قَالَ الله تَعَالَى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:97].
1/1271- وَعَنِ ابن عُمرَ، رضي اللَّه عَنْهُمَا، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَال: بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلاةِ، وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ متفقٌ عليهِ.
2/1272- وعنْ أبي هُرَيْرةَ، ، قالَ: خَطَبَنَا رسولُ اللَّه ﷺ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ اللَّه قَدْ فَرضَ عَلَيْكُمُ الحَجَّ فحُجُّوا فقَالَ رجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رسولَ اللَّهِ؟ فَسَكتَ، حَتَّى قَالَها ثَلاثًا. فَقَال رَسُولُ اللِّه ﷺ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوجَبت وَلمَا استَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ: ذَرُوني مَا تركْتُكُمْ، فَإنَّمَا هَلَكَ منْ كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالهِمْ، وَاخْتِلافِهِم عَلى أَنْبِيائِهمْ، فَإذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأْتوا مِنْهُ مَا استطَعْتُم، وَإذا نَهَيتُكُم عَن شَيءٍ فَدعُوهُ . رواهُ مسلمٌ.
3/1273- وَعنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبيُّ ﷺ: أَيُّ العَمَلِ أَفضَلُ؟ قَالَ: إيمانٌ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ قيل: ثُمَّ ماذَا؟ قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ: ثمَّ ماذَا؟ قَال: حَجٌ مَبرُورٌ متفقٌ عليهِ.
233 - باب وجوب الحج وفضله
قَالَ الله تَعَالَى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:97].
1/1271- وَعَنِ ابن عُمرَ، رضي اللَّه عَنْهُمَا، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَال: بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلاةِ، وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ متفقٌ عليهِ.
2/1272- وعنْ أبي هُرَيْرةَ، ، قالَ: خَطَبَنَا رسولُ اللَّه ﷺ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ اللَّه قَدْ فَرضَ عَلَيْكُمُ الحَجَّ فحُجُّوا فقَالَ رجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رسولَ اللَّهِ؟ فَسَكتَ، حَتَّى قَالَها ثَلاثًا. فَقَال رَسُولُ اللِّه ﷺ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوجَبت وَلمَا استَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ: ذَرُوني مَا تركْتُكُمْ، فَإنَّمَا هَلَكَ منْ كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالهِمْ، وَاخْتِلافِهِم عَلى أَنْبِيائِهمْ، فَإذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأْتوا مِنْهُ مَا استطَعْتُم، وَإذا نَهَيتُكُم عَن شَيءٍ فَدعُوهُ . رواهُ مسلمٌ.
3/1273- وَعنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبيُّ ﷺ: أَيُّ العَمَلِ أَفضَلُ؟ قَالَ: إيمانٌ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ قيل: ثُمَّ ماذَا؟ قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ: ثمَّ ماذَا؟ قَال: حَجٌ مَبرُورٌ متفقٌ عليهِ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيما يتعلق بالحج، فالحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو الركن الخامس، وهو فرض على كل مكلفين مستطيعين من الرجال والنساء من المسلمين مرة في العمر لقوله جل وعلا: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سبيلا [آل عمران:97] فهو نعمة من الله وفضل منه جل وعلا على عبادة أن شرع لهم هذه العبادة العظيمة التي فيها إقامة ذكر الله وإحياء مشاعر الحج والتأسي بالأنبياء في ذلك، مع ما في ذلك من العبادات العظيمة المتنوعة، ومع ما في ذلك من جمع المسلمين كل عام يرى بعضهم بعضا، ويعرف بعضهم بعضا، ويتعاون بعضهم مع البعض، فيه مصالح كثيرة ولهذا قال جل وعلا: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سبيلا [آل عمران:97]، وقال: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196] والعمرة هي الزيارة للبيت يقال لها عمرة، وإذا جمعها مع الحج فلا بأس، وإن أفردها وحدها فهو أفضل، والواجب مرة في العمر لقوله ﷺ لما سئل عن ذلك قال: الحج مرة، فما زاد فهو تطوع وهذا من فضل الله لأن الحج له مشقة، قد يكون بعض المسلمين في بلاد بعيدة، فمن رحمة الله أن جعله مرة في العمر وما زاد فهو فضل، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وفي اللفظ الآخر: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وقال ﷺ: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه يعني رجع من ذنوبه يعني كفّر الله خطاياه، فهو أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم بناؤه إلا عليها في حق المستطيعين وهو مرة في العمرة، ولهذا قال: إن الله كتب عليكم الحج فحجوا فسأله أعرابي: أفي كل عام يا رسول الله؟ قال: لو قلت نعم لوجبت، الحج مرة فما زاد فهو تطوع، وقال ﷺ: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه، ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة أسئلتهم واختلافهم على أنبيائهم فالواجب على المكلفين امتثال أوامر الله حسب الطاقة وترك ما نهى الله عنه، ولهذا قال فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] فالأوامر يجب أن تمتثل حسب الطاقة، والنواهي يجب تركها واجتنابها كلها، وقال عليه الصلاة والسلام لما سئل أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله يعني توحيد الله والإخلاص له والإيمان به وبرسله قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله قيل: ثم أي؟ قال: حج مبرور هذا يدل على فضل الجهاد، وأنه أفضل الأعمال بعد الواجبات بعد الفرائض وأنه مقدم على حج النافلة، وبعد الجهاد الحج المبرور يعني النافلة، فالمبرور هو الذي بر فيه صاحبه بأداء الفرائض وترك المحارم، هذا هو المبرور الذي بر فيه صاحبه بأداء ما فرض الله في حج وترك ما حرم الله من سائر الأعمال والأقوال، ومن ذلك الكسب الطيب والنفقة الطيبة.
وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: رجل أخذ الحج عن امرأة وفي رمي الجمرات تذكر أنه ما رماها في الحوض ماذا يفعل؟
الشيخ: عليه دم يذبحها في مكة للفقراء لأن الرمي واجب من الواجبات، نقص يجبر بالدم.
س: ... رجل مريض في المستشفى هل عليه كفارة؟
الشيخ: ما عليه شيء إذا أفاق يبتدي من جديد ...
س: ما ورد عن بعض الصحابة من قولهم: من مات ولم يحج فلا عليه أن يموت نصرانيا أو يهوديا؟
الشيخ: لأنه قدر على الحج، هذا من باب الوعيد، يروى عن علي رضي الله عنه وأرضاه من باب الوعيد، ويروى عن عمر قال: (هممت أن آمر من ينظر في حجاج المسلمين فمن استطاع الحج ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا) من باب التحذير والترهيب.
س: عن عمر هذا؟
الشيخ: يروى عن عمر وعن علي.
س: تسديد الديون قبل الحج؟
الشيخ: عن علي: (من قدر على الحج فلم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا) هذا يروى عن علي، وأما ما يروى عن عمر أنه قال: (لقد هممت بوضع الجزية عليهم) لكنه من باب التغليظ من باب التحذير.
س: بالنسبة لدهن العود هل يتطيب به الإنسان هو صائم؟
الشيخ: يتطيب به بس لا يتبخر لا يتسعط البخور بأنفه، أما الطيب في ثيابه وفي لحيته يدهن بدهن بعود بدهن الورد ما في بأس دهن عنبر مسك.