388 من حديث: (إن في الجنة بابا يقال له: الريان..)

 
3/1217- وعن سهلِ بنِ سعدٍ عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ متفقٌ عَلَيْهِ.
4/1218- وعَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدْريِّ قال: قالَ رسولُ اللَّهِ: مَا مِنْ عبْدٍ يصُومُ يَومًا في سبِيلِ اللَّه إِلاَّ باعَدَ اللَّه بِذلك اليَومِ وجهَهُ عَن النَّارِ سبعينَ خرِيفًا متفقٌ عليه.
5/1219- وعنْ أَبي هُرَيرةَ ، عن النَّبِيِّ ﷺ قالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبِهِ متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالصيام، والصيام قربة عظيمة وعبادة لها شأنها في تكفير السيئات وحط الخطايا، ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ويقول ﷺ: إن في الجنة بابا يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون فإذا دخلوا أغلق، وتقدم حديث قوله ﷺ: من أنفق زوجين من مال دعي من أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء زوجين من مال تصدق بها أنفقها في سبيل الله هذا فيه الحث على النفقة والإحسان، والزوجان يشمل درهمين دينارين صاعين قميصين إلى غير ذلك، فيه الحث على النفقة والإحسان، وأن الله جل وعلا يدخر للعبد ثواب هذا العمل ويضاعفه له أضعافا كثيرة، حتى يخير في دخول الجنة من أي أبوابها شاء، يعني مع الاستقامة مع طاعة الله ورسوله، فهذه النفقة هي مع الاستقامة على دين الله والبعد عن المعاصي والمخالفات، فينبغي للمؤمن أن يكون عنده عناية بالصيام، وحرص على إكماله وإتقانه وصيانته من اللغو والرفث من الغيبة والنميمة وغير هذا من سائر المعاصي حتى يكون صياما له شأنه وله فضله وله مضاعفته، ويقول ﷺ: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه فالمعنى أن الواجب أن يصان هذا الصيام، وأن يتحفظ الصائم في رمضان وفي غيره ما يجرح صيامه، فالمعاصي تجرح الصيام، والطاعات تسبب مضاعفة الأجر ومزيد الحسنات.
ويقول ﷺ: من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا» هذا فضل الصيام، وأنه من أسباب البعد من النار، «وفي سبيل الله يعني في طاعة الله وابتغاء مرضاته لا رياء ولا سمعة، وقال بعضهم: معناه في الجهاد، في سبيل الله يعني على وجه لا يضر المجاهد في سبيل الله إذا كان في الجهاد يعني على وجه لا يضر المجاهد، في وقت ما فيه مقابلة للأعداء لأن الصوم يضعف عن الجهاد، فإذا صامه في سبيل الله في أيام ما فيها لقاء للأعداء ولا فيها مقابلة للأعداء فله أجر عظيم وفضل كبير، والمقصود أن الصوم له شأن في سبيل الله، سواء كان المراد في سبيل الله في الجهاد على وجه لا يكون فيه إضعاف عن الجهاد، أو المعنى في سبيل الله كما قال آخرون من أهل العلم يعني في طاعة الله وابتغاء مرضاته لا رياء ولا سمعة، وفي بعض الروايات أنه قال لأبي ذر: يا أبا ذر عليك بالصوم فإنه لا مثل له يعني جاهد في الإكثار من الصيام، وأفضل الصيام المتطوع به أن يصوم يوما ويفطر يوما، هذا أفضل الصيام، وإذا صام ثلاثة أيام من كل شهر كانت كصيام الدهر الحسنة بعشرة أمثالها، وإذا صام الاثنين الخميس فذلك فيه فضل عظيم أيضًا، فالمؤمن إذا تيسر له الصوم يصوم في أي وقت، يتطوع حسب ما يسر الله له ثلاثة أيام من كل شهر، الإثنين الخميس، الإثنين فقط، يوم فقط على حسب ما يسر الله له، كلما تيسر له صوم صامه، تقول عائشة وابن عباس : «كان النبي ﷺ يسرد الصوم حتى يقال لا يفطر، ويسرد الفطر حتى يقال لا يصوم» على حسب شغله وفراغه، إن تيسر له الفراغ أكثر الصيام، وإن حصل الشغل بأمور المسلمين وأعمال المسلمين سرد الفطر ليتقوى به على أعمال المسلمين، هكذا المؤمن ينتهز الفرص، إذا رأى سعة وفسحة أكثر من الصوم، وإذا شغل بمشاغل أخرى سرد الإفطار وعدم الصوم، وإذا صام الإثنين والخميس بعض الأحيان وتركها بعض الأحيان فلا بأس، وإذا صام ثلاثة من كل شهر وتركها بعض الأحيان فلا بأس، ما هو بلازم إذا صام أنه يتم، ما هو لازم، هذا تطوع، إن تيسر له الاستمرار استمر وإلا أفطر لا بأس، ليس من اللازم أنه إذا صام ثلاثة من كل شهر أن يبتل ولا يجوز له الترك لا، لو شغل عنها بعض الشهور لا حرج، وهكذا إذا كان يصوم الإثنين والخميس ثم شغل بعض الأحيان لا حرج، الأمر في هذا واسع، كله تطوع، فالمؤمن يحرص على التطوع وعلى الاستكثار منه حسب الطاقة حسب التيسير، وهكذا الإكثار من ذكر الله التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار وقول لا حول ولا قوة إلا بالله، يكثر الإنسان من هذه الشيء، يرجو ما عند الله من المثوبة، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: يقول من صام يوما في سبيل الله الذي يصوم في التقاء الصفين؟
الشيخ: لا ما ينبغي له الصوم، في الجهاد لا ما ينبغي لأن النبي ﷺ لما دنا من مكة عام الفتح أمرهم بالإفطار وقال: أفطروا فإن الفطر أقوى لكم في جهاد عدوكم فلما بلغه أن بعضهم صام قال: أولئك العصاة، أولئك العصاة وقت الحاجة لا يصوموا لأن الفطر أقوى، في سبيل الله يعني في طاعة الله وابتغاء مرضاته لا رياء ولا سمعة.
س: والراجح عندكم؟
الشيخ: هذا أحسن ما قيل في الحديث.
س: إذا كان في مرابطة؟
الشيخ: إذا كان في مرابطة أو في وقت لا يضعفه الصيام ما فيه ملاقاة لا بأس فيه فضل.
س: يدخل فيه الفرض والنافلة؟
الشيخ: لا، المراد هنا النافلة.
س: للصائم دعوة لا ترد؟
الشيخ: له دعوة لا ترد.
س: في أي وقت أو في وقت الفطور؟
الشيخ: في جميع النهار وعند الفطر كذلك، حال صومه وعند إفطاره كلها.
س: ...؟
الشيخ: عند الإفطار وفي الظهر وفي العصر وفي أي وقت للصائم، الصائم له دعوة مستجابة حال صومه وعند إفطاره جميعا، إذا سلم من المعوقات الأخرى من أكل الحرام ومن المعاصي الأخرى لأن القبول له معوقات أيضا من الذنوب والمعاصي وأكل الربا والحرام، نسأل الله العافية.
س: معنى صيام ثلاثة أيام من كل شهر كصيام الدهر؟
الشيخ: الحسنة بعشر أمثالها، كل يوم عن عشرة.
س: هل طمس الصورة أو قطع رأسها؟
الشيخ: إذا أزيل مرة قضي عليه كله، ما هو بس يحط لا يزال لا بد يزال.
س: هل اشترط النبي ﷺ على علي عدم الزواج على ابنته فاطمة؟
الشيخ: لما أراد أن يتزوج أنكر ذلك عليه قال: إنه يؤذيني ما يؤذيها وهذا خاص بفاطمة.
س: سبب سؤال الصديق هل على من دعي من جميع الأبواب من ضرورة، السؤال هل استبعاد أنه يدعى الرجل من جميع الأبواب؟
الشيخ: يعني يسأل يستفهم هل يدعى أحد منها كلها؟ قال النبي ﷺ: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم.