578 من حديث: (كان خلق نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم القرآن)

 
40/1847- وَعنْ عائشة رضي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ خُلُقُ نَبِيِّ اللَّه ﷺ الْقُرْآنَ" رواهُ مُسْلِم في جُمْلَةِ حدِيثٍ طويلٍ.
41/1848- وَعَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحبَّ اللَّه لِقَاءَهُ، وَمنْ كَرِهَ لِقاءَ اللَّه كَرِهَ اللَّه لِقَاءَهُ فَقُلْتُ: يَا رسُولَ اللَّه، أكَرَاهِيَةُ الموْتِ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الموْتَ، قَالَ: لَيْس كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ المُؤمِنَ إذَا بُشِّر بِرَحْمَةِ اللَّه وَرِضْوانِهِ وَجنَّتِهِ أحَبَّ لِقَاءَ اللَّه، فَأَحَبَّ اللَّه لِقَاءَهُ، وإنَّ الْكَافِرَ إذَا بُشِّرَ بعَذابِ اللَّه وَسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّه، وَكَرِهَ اللَّه لِقَاءَهُ رواه مسلم.
42/1849- وَعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ صَفِيَّةَ بنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبيُّ ﷺ مُعْتَكِفًا، فَأَتَيْتُهُ أزُورُهُ لَيْلًا. فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ لأنْقَلِب، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَني، فَمَرَّ رَجُلانً مِنَ الأنْصارِ رضيَ اللَّه عَنْهُما، فَلمَّا رَأيَا النَّبِيَّ ﷺ أسْرعَا. فَقَالَ ﷺ: عَلَى رِسْلُكُمَا إنَّهَا صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ فَقالاَ: سُبْحَانَ اللَّه يَا رسُولَ اللَّه، فَقَالَ: إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإنِّي خَشِيتُ أنْ يَقذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرا أوْ قَالَ: شَيْئًا متفقٌ عليه.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة في معانٍ ثلاثة متنوعة من المنثورات والملح كما ذكرها المؤلف -يعني من الأحكام المتعددة- منها:
الحديث الأول: وهو قول عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي ﷺ قالت: كان خلقه القرآن والله يقول جل وعلا: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4] كان خلقه ﷺ العمل بما دل عليه القرآن، والاجتهاد فيما دل عليه القرآن، ودعا إليه من فعل الأوامر وترك النواهي، والإكثار من ذكر الله واستغفاره والتوبة إليه، هذا هو خلقه ﷺ؛ لأن القرآن يدعو إلى هذا يدعو إلى فعل ما أمر الله وإلى ترك ما نهى الله، وإلى كثرة الذكر والاستغفار والتوبة والاعتبار بالماضين، فهكذا كان ﷺ يكثر من ذكر الله ومن الاستغفار، ويأتي الأوامر ويدع النواهي ويعتبر بقصص الماضين الذين قال فيهم جل وعلا: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [يوسف:3]، لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ [يوسف: 111] هكذا ينبغي للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويعمل بمقتضاه ويكون خلقه القرآن كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29]، ويقول جل علا: وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]. فالمؤمن يجب أن يكون خلقه القرآن في فعل الأوامر وترك النواهي والعناية بما فيه من ذكر الله التوبة إليه والاستغفار والاعتبار بقصص الماضين والاتعاظ بما أصابهم.
والحديث الآخر يقول ﷺ: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة ضي الله عنها: يا رسول الله أهو الموت؟ فكلنا يكره الموت، يعني كل إنسان يكره الموت من طبيعته ما يحب الموت، قال: لا يا عائشة ليس هو، ولكن المؤمن إذا احتضر- إذا حضره الأجل- وبشر برحمة الله ورضوانه أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، والكافر متى احتضر -حضره الأجل- بشر بغضب الله وسخطه فيكره لقاء الله ويكره الله لقاءه فهذا يوجب للمؤمن الاستعداد للآخرة وأن يجتهد في طاعة الله ورسوله حتى إذا حضره الأجل بشره الملك برحمة الله ورضوانه وجنته فيحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، هكذا المؤمن يحب لقاء الله ويحب الله لقاءه، والكافر بضد ذلك لأنه عند الموت يبشر بغضب الله وسخطه فيكره لقاء الله ويكره الله لقاءه.
وحديث صفية رضي الله عنها كان النبي ﷺ يعتكف في رمضان وزارته صفية في الليل فتحدثت عنده بعض الشيء، ثم قامت فقام معها يقلبها إلى باب المسجد، فمر رجلان من الأنصار رضي الله عنهما فلما رأيا النبي ﷺ استعجلا، فقال: على رسلكما -يعني على مهلكما- إنها صفية بنت حيي خشي أن يلقي الشيطان في قلوبهما شرًا أنها أجنبية، قالا: سبحان الله يا رسول الله! يعني ما أنت بمحل شك، قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا أو قال شيئًا ففي هذا أن الإنسان يبتعد عن مواقف التهم، وإذا قدر له موقف يخشى أن يتهم فيه يبين الأمر حتى لا يتهم، يوقف موقف مع زوجته أو مع أمه أو مع أخته فخشي أن يظن مار أو أحد أنه مع أجنبية أو أنه يتهم بشيء يبين ما يدفع التهمة ويبتعد عن أسباب التهمة، فالحديث ينبهنا على أن المؤمن يبتعد عن أسباب التهمة، وإذا قدر شيء صرح بالأمر الواضح حتى لا تقع التهمة، وفيه من الفوائد أن المعتكف يزار -يزوره أهله- ويزوره بعض أحبابه يتحدثون معه لا بأس ولو أنه معتكف يزار، وفيه من الفوائد أن المزور إذا قام مع الزائر يوانسه حتى يصل إلى باب المسجد إذا كان معتكف أو باب المجلس حتى يخرج، هذا من إكرام الزائر إذا قال السلام عليكم أبي أقوم تقوم معه تمشي معه تقلبه إلى باب المجلس، باب السور من باب إكرامه، مثل ما قام النبي ﷺ مع صفية ومشى معها حتى وصلت باب المسجد يتحدث معها، فالزائر يكرم بالسلام عليه والتحفي عنه ومصافحته ومقابلته، وإذا قام معه المزور إذا رأى المصلحة في ذلك أنه يقوم معه ويمشي معه حتى يصل إلى باب المجلس أو باب السور فهذا طيب من باب الإكرام والإحسان، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س:.....؟
الشيخ: على كل حال الزيارة لا بأس بها، والحديث إذا كان في الخير في علم وفائدة كله طيب والحمد لله.
س: زيادة فضيقوا عليه مجاريه بالصوم صحيحة؟
الشيخ: ما أعرف هذه الزيادة.
س: يقول مات رجل وترك ممتلكات عقارات أراضي ولم يترك مالًا وبيع هذه العقارات تحتاج إلى وقت فهل يجوز أن يعطى أولاده من الزكاة مصاريف للمعيشة حتى يبيعوا بعض ممتلكاتهم من الميراث؟
الشيخ: لا، ينبغي يبيعونها ويأكلون لا يشددون في البيع يبيعون ما تيسر، الذي عنده عقارات يبيع ما تيسر ما هو محتاج وإلا يتسلف حتى يبيع ما عليه خطر.
س:....؟
الشيخ: عليهم الذهاب إلى المسجد ما دام يسمعون النداء، قريب من المسجد عليهم يذهبوا إليه، النبي عليه السلام قال: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، وقال: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر برجل فيأم الناس ثم انطلق إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم.
س: أيش معنى ...؟
الشيخ: هذا وعيد، يعني من سمع النداء ولم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قال بعض أهل العلم: لا صلاة يعني أنها ناقصة، وقال بعضهم أنها باطلة، بعض أهل العلم يرى أنها باطلة وبعض أهل العلم يراها ناقصة، نقص أجرها إلا من عذر كالمرض.
س: والأرجح باطلة أم ناقصة؟
الشيخ: ناقصة ناقصة، والقول بالبطلان قول قوي ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ... قولين: أحدهما أنها باطلة وأن الجماعة شرط، والقول الثاني: أنها نقص يعني ينقص بعض ثوابها لأن الجماعة خارجة عن الصلاة مثل الأذان، لو صلوا بدون أذان صحت مع الإثم، وهكذا لو صلى مفرد صحت مع الإثم، لكن الجماعة خارجة عن أجزاء الصلاة والأذان خارج عن أجزاء الصلاة.
س:....؟
الشيخ: عليهم أن يجيبوا النداء، يصلوا مع الناس إذا كانوا يسمعون النداء، ما هو من أجل المكبر هم قريب لو ما هو مكبر لو الصوت العالي سمعوا المكبر قد يسمع من بعيد.
س: يجوز اقتناء الحيوانات المحنطة؟
الشيخ: ما ينبغي هذا لأن فيها مفاسد، وقد يعتقد فيها شيء من الاعتقادات الفاسدة اللي يعلقونها في بيوتهم، وقد يتأسى بهم غيرهم ويحط الصور، وقد يقال إنها من إضاعة المال إذ لا زينة في هذا ولا خير في هذا.
س: الراجح في لعب الأطفال هل يترخص فيها لأجل أنهم أطفال إذا كانت على وجه؟
الشيخ: فيه خلاف بين العلماء، منها حديث عائشة رضي الله عنها: (أنها كانت عندها بنيات لها) بعض أهل العلم قال يتسامح فيها لأنها ممتهنة، وبعضهم -أهل العلم- قال: لا الذي عند عائشة البنات ... العرب يخيطون ... ويخيطون أشياء ما هي بصور، فالأحوط عدم الصور، الأحوط تركها عملًا بالأحاديث لعن رسول الله المصورين وقال: إنهم أشد الناس عذابًا يوم القيامة، وقال لعلي: لا تدع صورة إلا طمستها فالأحاديث عامة، ويحمل ما عند عائشة من البنيات أنها ما هي من الصور المعتادة، الصور اللي يصورها المصورون خرق يحطون لها عود يحطون فيه خرق يحطون كذا كأنها صورة.
س: بعض المصورين يصور جسم إنسان ويطمس الوجه؟
الشيخ: لا، لا بدّ من قطع الرأس، إذا كان بدون رأس يزول الرأس بالكلية.
س: ولكن العبرة ليس بأنه يرسم ..؟
الشيخ: النبي ﷺ أمر بقطع الرأس.
س:...؟
الشيخ: حتى الأطفال لا يلبسهم ملابس فيها صور.