8/1815- وعنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيّ ﷺ قال: يخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيتَوَجَّه قِبَلَه رَجُلٌ منَ المُؤمِنين فَيَتَلَقَّاهُ المَسالح: مسالحُ الدَّجَّالِ، فَيقُولُونَ لَهُ: إلى أيْنَ تَعمِدُ؟ فيَقُول: أعْمِدُ إلى هذا الَّذي خَرَجَ، فيقولُون له: أو ما تُؤْمِن بِرَبِّنَا؟ فَيقُولُ: مَا بِرَبنَا خَفَاء، فيقولُون: اقْتُلُوه، فيقُول بعْضهُمْ لبعضٍ: ألَيْس قَدْ نَهاكُمْ رَبُّكُمْ أنْ تَقْتُلُوا أحَدًا دونَه، فَينْطَلِقُونَ بِهِ إلى الدَّجَّالِ، فَإذا رَآهُ المُؤْمِنُ قالَ: يَا أيُّهَا النَّاسُ إنَّ هذَا الدَّجَّالُ الَّذي ذَكَر رَسُولُ اللَّه ﷺ فَيأمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشبحُ، فَيَقولُ: خُذُوهُ وَشُجُّوهُ، فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وبَطْنُهُ ضَرْبًا، فيقولُ: أَوَمَا تُؤمِنُ بِي؟ فَيَقُولُ: أنْتَ المَسِيحُ الْكَذَّابُ، فَيُؤمرُ بهِ، فَيؤْشَرُ بالمِنْشَارِ مِنْ مَفْرقِهِ حتَّى يُفْرقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعتَيْنِ، ثُمَّ يقولُ لَهُ: قُمْ، فَيَسْتَوي قَائمًا. ثُمَّ يقولُ لَهُ: أتُؤمِنُ بِي؟ فيقولُ: مَا ازْددتُ فِيكَ إلاَّ بصِيرةً، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لاَ يفْعَلُ بعْدِي بأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَيأخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ، فَيَجْعَلُ اللَّه مَا بيْنَ رقَبَتِهِ إلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا، فَلا يَسْتَطِيعُ إلَيْهِ سَبيلًا، فَيَأْخُذُ بيَدَيْهِ ورجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ، فَيحْسَبُ الناسُ أنَّما قَذَفَهُ إلَى النَّار، وإنَّما ألْقِيَ فِي الجنَّةِ فقالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: هذا أعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْد رَبِّ الْعالَمِينَ رواه مسلم.
وروى البخاريُّ بَعْضَهُ بمعْنَاهُ.
9/1816- وعَنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبةَ قَالَ: ما سَألَ أحَدٌ رَسُولُ اللَّه ﷺ عَنِ الدَّجَّالِ أكْثَرَ ممَّا سألْتُهُ، وإنَّهُ قالَ لِي: مَا يَضُرُّكَ؟ قلتُ: إنَّهُمْ يقُولُونَ: إنَّ معَهُ جَبَلَ خُبْزٍ وَنَهْرَ مَاءٍ، قالَ: هُوَ أهْوَنُ عَلى اللَّهِ مِنْ ذلِكَ متفقٌ عليه.
وروى البخاريُّ بَعْضَهُ بمعْنَاهُ.
9/1816- وعَنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبةَ قَالَ: ما سَألَ أحَدٌ رَسُولُ اللَّه ﷺ عَنِ الدَّجَّالِ أكْثَرَ ممَّا سألْتُهُ، وإنَّهُ قالَ لِي: مَا يَضُرُّكَ؟ قلتُ: إنَّهُمْ يقُولُونَ: إنَّ معَهُ جَبَلَ خُبْزٍ وَنَهْرَ مَاءٍ، قالَ: هُوَ أهْوَنُ عَلى اللَّهِ مِنْ ذلِكَ متفقٌ عليه.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كالتي قبلها في أخبار الدجال، وأنه أخبر عنه الرسول ﷺ أنه كذاب، وأنه يخرج في آخر الزمان، وأنه ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أعظم من الدجال -يعني أعظم فتنة وشرًا- ولهذا يلتبس أمره على الكثير من الناس، فذكر النبي ﷺ أنه إذا خرج يأتي رجل من الناس من المسلمين ليظهر أمره للناس، وأنه الدجال الذي أخبر به النبي ﷺ، يتلقاه مسالح الدجال ثم يقدمونه إلى الدجال، فيقول: أنت الدجال الذي أخبر عنك النبي ﷺ، وأنه يقتله قتلة يشقه نصفين، ثم يقول قم فيقوم، وهذه فتنة عظيمة والله جل وعلا قدرها لابتلاء الناس وامتحانهم، فيقول أتؤمن بي؟ فيقول: لا، ما زدت فيك إلا بصيرة، أيها الناس هذا الدجال، هذا الكذاب، ثم يريد أن يقتله ولا يستطيع، ثم يلقيه فيما يسميه نارًا، وهو ليس بنار وإنما هو فيما يرى الناس نارًا، وهو جنة، وتقدم أنه ماء طيب، فالمقصود أنه يشبه على الناس ويلبس على الناس فيما معه من الخوارق التي تكون مع بعض السحرة ومع بعض الشياطين، فهذا سلط على الناس بهذه الفتنة ابتلاء وامتحانًا في آخر الزمان، فالواجب الحذر، وعلى من أدركه أن يحذر، وأن يعلم أنه عدو الله وأنه الدجال، وأنه ينبغي أن يقرأ أمامه عشر آيات أوائل الكهف، أو من آخر الكهف كله جاء، جاء عشرًا من أولها وعشرًا من آخرها، والمقصود أن الله جل وعلا يحفظ أوليائه الذين عندهم فيه البصيرة فلا يزيدهم ما معه من الخرافات والخوارق إلا بصيرة وإيمانًا بأنه الدجال الذي أخبر به النبي ﷺ.
ويقول المغيرة بن شعبة أنه سأل النبي أكثر شيء أكثر مما سأله غيره، وأن معه جبل خبز وأن معه ماء، وقال النبي ﷺ: هو أهون على الله من ذلك فالحاصل أن الدجال عنده خوارق، وقد يكون هذا جبل الخبز الذي أشار إليه المغيرة، وأخبر به النبي ﷺ أنه أهون على الله من ذلك، أنه ليس بحقيقة وأنه تلبيس من عدو الله لأنه ملبس، أما النار فقد تقدم أنها ماء طيب وأن الماء نار، وأنه يلبس على الناس فيري الناس غير الحقيقة جنته نار وناره جنة، فعلى كل حال ينبغي للمؤمن إذا ابتلي به -نسأل الله العافية- أن يحذر وأن يبتعد عن لقائه، فإن لقيه فليشهد للناس أن هذا هو الدجال، ولا يقتل أحدًا سوى هذا الرجل الذي فعل به ما فعل.
الأسئلة:
س: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين؟
الشيخ: ظاهره أنه يموت بهذا أو بالقتلة التي قتله بها ثم أحياه الله، قد يكون أراد بهذا القتلة التي شقه نصفين هذه قتلة، ولكن الله رد عليه فهو شهيد، أما إلقاؤه في النار التي يرى الناس أنها نار فتقدم أنه ماء طيب ما يضر، فلعل المراد بالشهادة التي حصلت له أولًا حين شقه نصفين، فإنها نوع من الشهادة، ثم رد الله عليه روحه، وشهد للناس أنه الدجال، وأنه ما ازداد فيه إلا بصيرة.
س: حديث: إن أشد الناس على الدجال بني تميم صحيح؟
الشيخ: هم أشد أمتي على الدجال صحيح، يعني في مخالفته والرد عليه.
س: هل يحمل هذا أنه منهم الرجل هذا؟
الشيخ: محتمل الله أعلم، كل أهل الإيمان ضده.
س: اليهود؟
الشيخ: هم أتباعه، يتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفًا من الشرق، واليهود في فلسطين هم قومه وجنده فيقتلهم المسلمون مع المسيح عيسى ابن مريم.
س:...؟
الشيخ: بعد الدجال بعد مدة وبعد طلوع الشمس من مغربها.
س: والسنة تكون موجودة؟
الشيخ: ما جاء فيها ذكر، لكن بعد خروج الدجال يرفع القرآن، ثم تأتي الريح الطيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات.
س: الرجل الذي أتى للدجال وأخبره أن النبي عليه السلام أخبر به بالدجال، ألا يدل أن السنة باقية إلى زمن الدجال؟
الشيخ: نعم السنة باقية، السنة والقرآن باقيان، نزع القرآن بعد الدجال بمدة بعد طلوع الشمس من مغربها.