380 من حديث: (كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان..)

 
3/1191- وعنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهَا، قَالَتْ: كانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ يُجاوِرُ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رمضَانَ، ويَقُول: "تحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانَ" متفقٌ عَلَيْهِ.
4/1192- وَعَنْها رَضِيَ اللَّه عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: تَحرّوْا لَيْلةَ القَدْرِ في الوتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَواخِرِ منْ رمَضَانَ رواهُ البخاريُّ.
5/1193- وعَنْهَا رَضَيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رسُول اللَّهِ ﷺ: إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ متفقٌ عَلَيهِ.
6/1194- وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ" رواهُ مسلمٌ.
7/1195- وَعَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِن عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ فاعْفُ عنِّي رواهُ التِرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الخمسة كلها تتعلق بليلة القدر، وليلة القدر هي أشرف الليالي وأعظم الليالي، قال الله فيها سبحانه: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، وقال فيها سبحانه: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:4] سماها ليلة مباركة أنزل الله فيها القرآن العظيم، فيشرع للمؤمنين الاجتهاد فيها بالصلاة والقراءة والصدقة والاستغفار وفي الذكر وغير هذا من وجوه الخير، قالت رضي الله عنها: كان النبي ﷺ يجاور في العشر الأواخر، يجاور يعني يعتكف في العشر الأواخر من رمضان رجاء حصول هذه الليلة ليقومها ويجتهد فيها، ويقول: تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، وكان عليه الصلاة والسلام يحض أصحابه على قيام رمضان ويخص العشر بمزيد عناية ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، فدل ذلك على أنه ينبغي تخصيصها بمزيد من العمل وإحياء ليلها بالعبادة من الصلاة والقراءة والذكر وغير ذلك رجاء هذه الليلة، ولا شك أن من قام الليالي العشر أدرك هذه الليلة لأنها لا تخرج عنها، ولكن الصواب أنها تتنقل، قد تكون في إحدى وعشرين، وقد تكون في ثلاث وعشرين، وقد تكون في سبع وعشرين، وقد تكون في خمس وعشرين، قد تكون في آخر ليلة، فهي متنقلة، فإذا المؤمن اجتهد في العشر الأواخر كلها أدركها ولا بدّ، ولهذا كان ﷺ في الغالب يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وفي سنة من السنوات ترك ذلك واعتكف العشر الأول من شوال، فالاعتكاف سنة وقربة في رمضان وفي غيره، لكنه في رمضان آكد وأفضل، ويستحب لمن أدرك هذه الليالي أن يكثر من قوله: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني؛ لأن الرسول ﷺ قال لعائشة لما سألته ماذا أقول؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني فيجتهد في العبادات من الصلاة والقراءة والصدقات وغير هذا من وجوه الخير، ويكثر من الدعاء ومن جوامع الدعاء اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، هذا من جوامع الدعاء، فالعبد مهما عمل ومهما اجتهد فهو محتاج لعفو الله، هو محل التقصير كل بني آدم خطاء فمهما اجتهد العبد في طاعة الله والقيام بحقه وحفظ جوارحه فهو محل الخطر، ولهذا يقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، وإذا فرغ من الصلاة الفريضة يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله لأنه محل التقصير، قد يكون فرط في شيء من الصلاة، في شيء مما يجب فيستغفر: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، وهو السلام سبحانه، أما العبد ناقص، قد يقع منه النقص في صلاته، في صيامه، في حجه، في معاملاته الأخرى، أما الرب فهو السلام ومنه السلام سبحانه وتعالى، أما العبد فهو محل النقص، ولهذا يقول العبد بعد صلواته: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، والجنة هي دار السلام لأنها لا نقص فيها ولا مرض، ولهذا قال سبحانه: وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ [يونس:25] وهي الجنة، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها، وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: هل ليلة القدر صفات تميزها عن غيرها؟
الشيخ: جاء في حديث أبي أن صبيحتها تطلع الشمس لا شعاع لها، وكان يحلف على ذلك أنها ليلة القدر تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع، هذه من علامات ليلة القدر.
س: من قال الهواء في ليلة القدر يكون هادئا؟
الشيخ: الله أعلم، الله أعلم، ما عليه دليل واضح.
س: مقدار الاعتكاف كم؟
الشيخ: ما له حد محدود.
س: ليلة القدر ما يكون إلا في شهر رمضان؟
الشيخ: في العشر الأخيرة خاصة.
س: ....؟
الشيخ: لا ما هو بخاص، الاعتكاف مشروع في شوال وفي غيره، قال الله جل وعلا: وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ [البقرة:187] عبادة قربة متعلقة بالمساجد، لكن في رمضان أفضل، وفي العشر الأخيرة أفضل.