379 من: (باب استحباب قيام رمضان وهو التروايح)

 
213 - باب استحباب قيام رمضان وهو التروايح
1/1187- عنْ أَبي هُريرةَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قالَ: منْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ متفقٌ عَلَيْهِ.
2/1188- وَعنْهُ ، قَال: كانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيه بعزيمةٍ، فيقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّم مِنْ ذَنْبِهِ رواه مُسْلِمٌ.

214 -  باب فضل قيام ليلة القدْر وبَيان أرجى لياليها
قَالَ الله تَعَالَى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1] إِلَى آخرِ السورة.
وقال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ الآيات [الدخان:3] .
1/1189- وَعَنْ أَبي هُريرةَ ، عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ متفقٌ عَلَيْهِ.
2/1190- وعن ابنِ عُمر رضِيَ اللَّه عَنهما أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، أُرُوا ليْلَةَ القَدْرِ في المنَامِ في السَّبْعِ الأَواخِرِ، فَقال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: أَرى رُؤيَاكُمْ قَدْ تَواطَأَتْ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتحَرِّيهَا، فَلْيَتَحرَّهَآ في السبْعِ الأَواخِرِ متُفقٌ عليهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة تتعلق بقيام رمضان وبليلة القدر، قيام رمضان سنة مؤكدة، وهكذا ليلة القدر قيامها وإحياؤها، وهي العشر الأخيرة من رمضان لأنها في العشر، فقيام العشر إحياء لليلة القدر، كل ذلك سنة قربة وطاعة ومتأكد، كان النبي ﷺ يقوم رمضان ويقوم أيام العشر، ويجتهد في العشر أكثر مما يجتهد في غيرها عليه الصلاة والسلام، ويقول ﷺ: من قام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وكان يرغب أصحابه في ذلك من غير أن يأمرهم بعزيمة، فدل ذلك على تأكد هذا القيام، وأنه يستحب لأهل الإسلام أن يقوموا رمضان، وهكذا ليلة القدر يستحب لهم أن يقوموا العشر الأخيرة من رمضان وأن يجتهدوا في ذلك؛ لأنها فيها من قام العشر قام ليلة القدر، والله يقول جل وعلا في هذه الليلة إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ۝ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:3-4] هي ليلة القدر، ويقول جل وعلا: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1] يعني القرآن وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ۝ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:2-5] وهذا يدل على فضل عظيم، ومعنى القدر التقدير لأنها تقدر فيها حوادث السنة. وقيل معنى القدر: الشرف، يعني ليلة الشرف والفضل، وكلاهما حق، هي ليلة الشرف وهي الليلة التي يحصل فيها التقدير -التقدير العام السنوي- ويستحب لأهل الإسلام قيام العشر الأواخر من رمضان والتهجد فيها والإكثار من الدعاء، ولاسيما اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني كما علم النبي ﷺ عائشة ذلك، قالت يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، ولما اجتهدوا في قيام رمضان كان صلى بهم ثلاث ليال ﷺ ثم قال لهم: اجعلوها في بيوتكم، فأفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة وقال: إني أخشى أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها فلما توفي النبي ﷺ وتوفي الصديق أقامها عمر في المساجد وأحياها في المسجد لأن الوحي قد انقطع وأمن فرضها، فيستحب لأهل الإسلام قيام هذه الليالي المباركة: ليالي رمضان وليالي العشر والاحتفال بليلة القدر والعناية بإحيائها والإكثار من الدعاء فيها والصدقات وغير هذا من وجوه الخير.
وفي الحديث الآخر: من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والسبع الأخيرة آكد والأوتار آكد، ولكنها موجودة في العشر كلها، لكن الأوتار آكد من غيرها، والسبع الأخيرة آكد من الثلاث الأول، ولكنها تقع تارة في أول العشر، وتارة في وسطها، وتارة في آخرها تتنقل، الصواب أنها تتنقل هذه الليلة في بعض السنوات كذا، وفي بعض السنوات كذا، فالحزم كل الحزم أن المؤمن يحي الليالي كلها العشر، ويجتهد فيها كلها حتى يوافقها يقينًا، ومن قام العشر كلها فقد أدرك ليلة القدر يقينًا، فإذا أخلص نيته فله هذا الفضل العظيم، نسأل الله للجميع التوفيق. نسأل الله أن يبلغنا وإياكم صيام رمضان وقيامه.

الأسئلة:
س: ...؟
الشيخ: ما في بأس ينظر، ما هو أصلح لقلبه أو كثرة الجمع كله لا بأس به.
س: الختم في ليالي رمضان هل يلزم ذلك بالنسبة للإمام؟
الشيخ: ما هو بلازم، يقرأ قراءة فيها الرفق بالمأمومين ولو ما ختم، لا يشق عليهم إن ختم فلا بأس وإن ما ختم فلا بأس.