4/1067- وعن عبدِاللَّهِ وَقِيلَ: عَمْرِو بْنِ قيْسٍ المعرُوف بابنِ أُمِّ مَكْتُوم المُؤَذِّنِ أَنَّهُ قَالَ: يا رسولَ اللَّه إِنَّ المَدِينَةَ كَثيرَةُ الهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ. فَقَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: تَسْمَعُ حَيَّ عَلى الصَّلاةِ، حَيًّ عَلى الفَلاحِ، فَحَيَّهَلًا. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
5/1068- وعن أبي هريرةَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ لَقَدْ هَمَمْت أَن آمُرَ بحَطَبٍ فَيُحْتَطَب، ثُمَّ آمُرَ بالصَّلاةِ فَيُؤذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُؤمَّ النَّاسَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلى رِجَالٍ فأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهمْ متفقٌ عَلَيهِ.
6/1069- وعن ابنِ مسعودٍ قال: مَنْ سَرَّه أَن يَلْقَي اللَّه تَعَالَى غدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلى هَؤُلاءِ الصَّلَوات حَيْثُ يُنادَى بهنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم ﷺ سَنَنَ الهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِن سَنَنِ الهُدى، وَلَو أَنَّكُمْ صلَّيْتم في بُيوتِكم كَمَا يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّف فِي بَيتِهِ لَتَركتم سُنَّة نَبِيِّكم، ولَو تَركتم سُنَّةَ نَبِيِّكم لَضَلَلْتُم، ولَقَد رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّف عَنها إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاق، وَلَقَدَ كانَ الرَّجُل يُؤتىَ بِهِ، يُهَادَي بيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ. رَوَاهُ مُسلِم.
وفي روايةٍ لَهُ قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى، وَإِنَّ مِن سُننِ الهُدَى الصَّلاَة في المسَجدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ.
5/1068- وعن أبي هريرةَ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيدِهِ لَقَدْ هَمَمْت أَن آمُرَ بحَطَبٍ فَيُحْتَطَب، ثُمَّ آمُرَ بالصَّلاةِ فَيُؤذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُؤمَّ النَّاسَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلى رِجَالٍ فأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهمْ متفقٌ عَلَيهِ.
6/1069- وعن ابنِ مسعودٍ قال: مَنْ سَرَّه أَن يَلْقَي اللَّه تَعَالَى غدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلى هَؤُلاءِ الصَّلَوات حَيْثُ يُنادَى بهنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم ﷺ سَنَنَ الهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِن سَنَنِ الهُدى، وَلَو أَنَّكُمْ صلَّيْتم في بُيوتِكم كَمَا يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّف فِي بَيتِهِ لَتَركتم سُنَّة نَبِيِّكم، ولَو تَركتم سُنَّةَ نَبِيِّكم لَضَلَلْتُم، ولَقَد رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّف عَنها إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاق، وَلَقَدَ كانَ الرَّجُل يُؤتىَ بِهِ، يُهَادَي بيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ. رَوَاهُ مُسلِم.
وفي روايةٍ لَهُ قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى، وَإِنَّ مِن سُننِ الهُدَى الصَّلاَة في المسَجدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله و سلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بصلاة الجماعة، تقدم ما يتعلق بذلك، صلاة الجماعة فريضة ولازمة ولا يجوز للمسلم أن يصلي وحده بل يجب عليه أن يصلي مع الجماعة في بيوت الله قال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ الآية [النور:36-38]، ويقول جل وعلا: وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ [النساء:102] أمر بالجماعة حتى في الخوف حتى في شدة الخوف، وقال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة: 43] يعني صلوا مع المصلين، فالجماعة فرض لا بد منها ولا يجوز لأحد أن يتخلف عن الصلاة مع إخوانه إلا من عذر شرعي كمرض أو خوف، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لابن أم مكتوم عبدالله بن مكتوم ويقال عمرو بن مكتوم لما استأذنه أن يصلي في بيته من أجل أنه كفيف والطرق قد يكون فيها الهوام والسباع وهو ليس له قائد يلائمه قال: هل تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ قال: نعم، قال: فحيهلا يعني أجب. هكذا روى أبو داود بإسناد صحيح، ورواه مسلم في صحيحه بلفظ أنه سأله قال يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي فرخص له ثم دعاه قال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب، وفي رواية أخرى لغير مسلم لا أجد لك رخصة فإن كان الرجل أعمى كفيف ليس له قائد يلائمه ومع هذا يقال له: ليس لك رخصة بل يجب أن تصلي مع الناس، فكيف بحال البصير القادر السليم! ويقول ﷺ: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض، فالواجب على أهل الإسلام الصلاة في جماعة وعدم التخلف إلا من عذر شرعي.
ويقول ابن مسعود : من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فيلحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيه سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، يعني من طرق الهدى، السنن السبيل الواحد والسنن الطرق فهن من سبل الهدى، الصلاة من سبل الهدى، الصوم من سبل الهدى، الحج من سبل الهدى، هكذا، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وفي لفظ: لكفرتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، يعني ترك الصلاة في جماعة هي من سمات المنافقين، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، يعني من حرص الصحابة على الجماعة، بعضهم يؤتى به يهادى بين الرجلين -يعني يعضده رجلين- حتى يصل المسجد من حرصهم على الجماعة رضي الله عنهم وأرضاهم.
وفي الحديث الثالث: يقول ﷺ: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر برجل فيؤم الناس ثم أنطلق إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم فعمل يستحق أن يحرق عليه صاحبه بيته يدل على فرضيته ووجوبه وأنه لا بدّ منه، ثم فيها إعلان شعائر الإسلام، في صلاة الجماعة إعلان شعائر الإسلام وتكثير المسلمين التعارف التواصي بالحق التناصح، كيف يعرف أنك مسلم وأنك تصلي إذا كنت ما تحضر الجماعة، إنما يعرف المسلمون بإيمانهم وتقواهم والتزامهم بالإسلام، بأدائهم الصلاة في جماعة، بهذا يتعارفون ويتعاونون ويتواصون بالحق، أما التخلف والتساهل هذا من صفات أهل النفاق إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:142] وأثقلها عليهم الفجر والعشاء كما في الحديث الصحيح يقول ﷺ: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا دل على أنها ثقيلة عليهم، لكن أثقلها عليهم صلاة الفجر وصلاة العشاء، فالواجب الحذر من التشبه بهم، نسأل الله العافية والسلامة.