324 من: (باب في الحثِّ عَلَى سور وآيات مخصوصة)

 
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيما يتعلق ببعض السور والآيات التي لها فضل عظيم في كتاب الله ، فالقرآن كله كلام الله، وكله عظيم ولكنه يتفاضل، كما أن الرسل كلهم عبيد الله وكلهم رسل الله، والله فضل بعضهم على بعض كما قال : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [البقرة:253] هكذا القرآن -وهو كلامه جل وعلا- يتفاضل، فأعظم سورة وأفضل سورة سورة الفاتحة الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالمِينَ، وأعظم آية آية الكرسي اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، وسورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ لها شأن عظيم، وهي تعدل ثلث القرآن، فهذا يبين للمؤمن عظم هذه السور وهذه الآيات.
سورة الفاتحة اشتملت على الثناء على الله وبيان حقه على عباده، ثم بين الصراط المستقيم الذي شرع الله لهم طلبه وطلب الهداية إليه، وأنه غير طريق المغضوب عليهم، غير طريق الضالين، فهي مشتملة على الثناء على الله، والتمجيد والتحميد والاعتراف بأنه المستحق للعبادة، ثم مشتملة على طلب الهداية إلى الصراط المستقيم، يعرف طريق النجاة وطريق السعادة وهو اتباع الكتاب والسنة، وحقيقته طلب الهداية بالعلم النافع والعلم الصالحز
وآية الكرسي اشتملت على توحيد الله جل وعلا وبيان جملة من أسمائه وصفاته سبحانه وأنها حجاب من الشيطان كما يأتي.
و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سورة عظيمة أيضًا اشتملت على بيان صفات الله وأسمائه، فإن القرآن خبر وإنشاء، والخبر قسمان: خبر عن الله وصفاته، وخبر عن ما كان وما يكون من المذاكرة والجنة والنار وغير ذلك، سورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تمحضت وتخلصت لبيان صفات الله وأسمائه والثناء عليه فصارت بمثابة ثلث القرآن قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4] كلها ثناء على الله وتمجيد وبيان لصفته العظيمة  فصارت بهذا المعنى تعدل ثلث القرآن، من قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن، يعني فله أجر ذلك، وإذا كررها ثلاثًا كان بمثابة من قرأ القرآن كله، لكن ليس معناه أن تكفي بحيث لا يقرأ، بل يقرأ هذا وهذا، يقرأ القرآن ويجتهد في قراءة القرآن، ويقرأ هذه الآيات الفاضلة في بعض الأوقات، يكون له عناية العناية بالفاتحة وآية الكرسي وقل هو الله أحد، مع العناية الكاملة أيضًا بإكمال القرآن وقراءته كله والعناية بالتدبر والتعقل كما قال سبحانه كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29]، وقال ﷺ: اقرؤوا هذا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفعيًا لأصحابه فمن يقرأه ويتدبره ويتعقله ويعمل به ويخص هذه الأشياء المفضلة بمزيد عناية. وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س:سورة الإخلاص هل ورد شيء في فضل قراءتها عشر مرات؟
الشيخ: ما أتذكر شيء في هذا، لكن إذا قرأها آلاف المرات الحمد لله.
س: من قال أن صاد من صنعة الله يجوز يا شيخ؟
الشيخ: كل شيء من صنعة الله ..... المكتوب كلام الله، والمقروء كلام الله، والمسموع كلام الله، والذي في الصدور كلام الله، صاد وغيره، لكن نفس الحروف نفس المداد نفس الورق هذا مما صنعه الله وخلقه، لكن المقروء نفسه والمسموع نفسه كلام الله.
س: القرآءت السبع الآن الموجودة هل هي نفسها التي كانت؟
الشيخ: لا. غير الحروف السبعة، الحروف السبعة بمعنى المعاني دالة على معاني، والحروف متقاربة، الحروف معناها متقاربة، الحروف السبعة معناها متقارب، يعني الكلمات ذكر هلموا وأقبلوا وتعالوا كلمات متقاربة في المعنى.
س: الذي أحرق عثمان ما هو الأحرف أو؟
الشيخ: الأحرف المكررة... بقي حرف واحد، ومعنى الحرف يعني الكلمة، مثل: تعالوا وأقبلوا وهلموا وما أشبه ذلك، يعني على سبعة أحرف متقاربة المعنى، قد تختلف الألفاظ وتتحد المعاني.
س: وهذه القرآءت السبع مأثورة عن النبي ﷺ؟
الشيخ: عن القراء السبعة المتأخرين.
س: ثابتة عن الرسول ﷺ؟
الشيخ:...