323 من حديث: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون..)

 
1006 - وعن البَراءِ بنِ عازِبٍ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ النبيَّ ﷺ قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ بالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، فَمَا سَمِعْتُ أحَدًا أحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ. متفقٌ عَلَيْهِ.
1007 - وعن أَبي لُبَابَةَ بشير بن عبد المنذر : أنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا. رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ.
1008 - وعن ابن مسعودٍ قَالَ: قَالَ لِي النَّبيُّ ﷺ: اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ، فقلتُ: يَا رسولَ الله، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ: إنِّي أُحِبُّ أَنْ أسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ، حَتَّى جِئْتُ إِلَى هذِهِ الآية: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا [النساء:41] قَالَ: حَسْبُكَ الآنَ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة في تحسين الصوت بالقرآن والعناية بأداء ألفاظه على الوجه الشرعي، فالقرآن هو كلام الله وأحب الكلام إلى الله وأفضل الكلام، وهو صراط الله المستقيم وحبله المتين وذكره الحكيم، وهو الذي جعله الله هداية للناس ونورًا وصراطًا مستقيمًا، فجدير بالمؤمن أن يحسن صوته به، وأن يجتهد في تحريك القلوب بهذا الكتاب العظيم إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44].
وفي الحديث: زينوا القرآن بأصواتكم، وفي هذا الحديث: من لم يتغن بالقرآن فليس منا يعني يحسن صوته به ويجتهد في تحريك القلوب به، يقول البراء أنه سمع النبي يقرأ سورة وَالتِّينِ في صلاة العشاء، قال: فما سمعت صوتًا أحسن من صوته عليه الصلاة والسلام، ولا قراءة أحسن من قراءته عليه الصلاة والسلام، وأمر ابن مسعود أن يقرأ عليه فقال: يا رسول الله كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري الإنسان قد يستمع من غيره وينتفع، يستفيد ويخشع، فقرأ عليه ابن مسعود سورة النساء من أولها حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ يعني يا محمد عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء:41] فقال: حسبك، يعني قف! قال: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفاه عليه الصلاة والسلام، تذكر هذا الموقف العظيم حين يؤتى به شاهد على أمته أنه بلغهم، فالمقصود أن هذا الكتاب العظيم له شأن، فينبغي للمؤمن أن يجتهد في تأثر قلبه به، والتأثير على غيره بالاجتهاد في التدبر والتعقل وتحسين الصوت وعدم العجلة في القراءة، بل يقرأ قراءة المتدبر، ويعطي الحروف حقها، ويعطي المعنى حقه حتى يستفيد هو، وحتى يستفيد من يستمع له.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:
س: ما معنى قوله: ليس منا؟
ج: وعيد، ظاهره الوعيد، يدل على أنه يجب العناية بالقرآن، بهذا الصيغة صيغة الوعيد تدل على الوجوب، وتقدم حديث: ما أذن الله لشيء ما أذن الله لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به فالمؤمن يتحرى هذا الخير.
س: بالنسبة لبعض الذين يقرؤون القرآن يحاول أن يقلد قارئ من القراء، فلحظة يقلد القارئ هذا، ولحظة يقلد القارئ الثاني فما رأيكم بهذا؟
ج: إذا كان قصده الخير، قصده خشوع القلب ما قصده اللعب ولا قصده الاستهزاء، فما في شيء إنما قصده التأسي به، أعجبه صوته يحب أن يكون صوته كذلك، أو يتأثر قلبه بهذا الشيء ما في بأس.
س: القراءة بالدور؟
ج: ما أعلم فيها شيء يعني جماعة يعني؟
س: نعم جماعة، هذا يقرأ وجه وهذا يقرأ وجه؟
ج: ما في بأس، كل ما قرأ واحد يقرأ الآخر من باب المدارسة مثل ما دارس النبي جبرائيل عليه الصلاة والسلام.
س: من قال هذا ما ثبت عن السلف؟
ج: لا ما في بأس، إنما هذا كان السلف يفعلون يتدارسون القرآن، وفي الحديث الصحيح: ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة التدارس تارة يكون بإعادة المقروء، وتارة هذا يقرأ وهذا يقرأ.
س: إذا صلى شخصان معا هل يحصلون أجر الجماعة؟
ج: إذا فاتتهم الجماعة نعم، لكن ليس لهم التخلف عن المسجد، لكن لو كانوا مرضى أو فاتتهم أقل الجماعة اثنان.
س: مثل هذه الحالة إذا كانا مستوطنين ومستقلين هل بإمكانهم اثنين أو ثلاثة يجب عليهم صلاة الجمعة؟
ج: الجمعة لها حال أخرى، إذا كانوا مستوطنين في قرى يلزمهم الجمعة على الصحيح ولو كانوا ثلاثة فأكثر الخطيب واثنان مأمومان.
س: إذا وجد شخص مسبوق في الصلاة هل يصح أن يجعل إماما؟
ج: لا بأس، لا بأس إذا كان أقرأ منه.
س: وهو مسبوق.
ج: ولو، جعله إماما له إذا سلم يقضي.
س: بعض العلماء يقسمون الجماعة أو يقولون بعضهم الجماعة، ما تعتبر الجماعة إلا إذا كان عددهم اثنا عشر وبعضهم يقول: أربعون.
ج: فيه خلاف بين العلماء والصحيح أن الثلاثة تكفي. ثلاثة فأكثر هذا أقل الجمع.