249 من حديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إِذا رفع مائدته قال:..)

 
7/734- وعن أَبي أُمامة : أنَّ النَّبيَّ ﷺ كانَ إِذا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قال: الحَمْدُ للَّه كَثيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيه، غَيرَ مَكْفِيٍّ، وَلا مُوَدَّعٍ، وَلا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبّنَا رواه البخاري.
8/735- وعن مُعَاذِ بنِ أَنسٍ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقال: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَطْعَمَني هَذَا وَرَزَقْنِيهِ مِنْ غيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ رواه أَبُو داود، والترمذي وقال: حدِيثٌ حسنٌ.

101- باب لا يعيب الطعام واستحباب مدحه
1/736- عن أبي هُريرة قَالَ: «مَا عَابَ رسُولُ اللَّه ﷺ طَعَامًا قَطُّ، إِن اشْتَهَاه أَكَلَهُ، وإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ» متفقٌ عليه.
2/737- وعن جابرٍ : أَنَّ النَّبيَّ ﷺ سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدْمَ، فقالوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعل يَأْكُلُ ويقول: نِعْمَ الأُدْمُ الخَلُّ، نِعْمَ الأُدْمُ الخَلُّ رواه مسلم.

الشيخ:
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيما يتعلَّق بحمد الله عند الفراغ من الطعام، وتقدمت جملةٌ من الأحاديث، وأن السنة التَّسمية في أوله، والحمد في آخره، وكان ﷺ إذا فرغ من الطعام قال: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفيٍّ، ولا مكفورٍ، ولا مُودَّعٍ، ولا مُستغنًى عنه ربّنا، هذا من الحمد الذي يُقال بعد الطَّعام.
ومن الحمد المشروع: الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤوي، والحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغه، وجعل له مخرجًا، فكل هذا من الحمد المشروع.
فينبغي للمؤمن أن يجتهد في حمد الله عند فراغه من الطعام، ويُسمِّي الله في أوله.
كذلك حديث معاذ بن أنسٍ: من أنواع الحمد أن يقول: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، وأنَّ مَن قال هذا غُفِرَ له ذنبُه، وهذا قد جاء بسندٍ جيدٍ.
فينبغي للمؤمن أن يُحافظ على ذلك، ويجتهد في  أنواع الحمد، وأنواعه كثيرة، ومنها هذا: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مؤوي، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفيٍّ، ولا مكفورٍ، ولا مُودَّعٍ، ولا مُستغنًى عنه ربنا.
وكان لا يعيب الطعامَ ﷺ: إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه، يقول أبو هريرة: "ما عاب النبيُّ ﷺ طعامًا قطُّ، كان إذا اشتهى شيئًا أكله، وإن كرهه تركه"، وجاء ذات يومٍ يسأل أهله: هل عندكم من إدام؟ قالوا: خلّ، فقدَّموا له الخلَّ، فأكل وائتَدَمَ به وقال: نعم الإدام الخلّ.
والخلّ: ما يُتخلل من شراب عنبٍ، أو شراب حنطةٍ، أو شرابِ ما يتخلل ويميع وتكون له حلاوة، فقبل أن يشتدَّ يُقال له: خلّ.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:
س: ما التَّسمية المشروعة في البداية؟
ج: "بسم الله الرحمن الرحيم" هذه هي التَّسمية عند أوله.
س: البسملة والحمد واجبة أم مُستحبَّة؟
ج: كلها مُستحبَّة، كلها سنة، لكن التَّسمية متأكِّدة؛ قال النبيُّ ﷺ للغلام: سَمِّ الله، وكُلْ بيمينك.
س: ما صحَّة حديث: أن رجلًا أكل فلم يذكر التَّسمية إلا عند آخر لقمةٍ، فقال النبيُّ ﷺ أن الشيطان قد استقاء عندما ذكر الله؟
ج: ما راجعتُ سنده، ما عندك مَن خرَّجه؟ تقدَّم في الدرس الماضي: فقاء الشيطان كل ما في بطنه لما سمى الله في آخره.
طالب: عندي تخريجه، قال: صحيحٌ بشواهده، أخرجه أبو داود، والنَّسائي في "عمل اليوم والليلة"، وأحمد، وابن السني في "عمل اليوم والليلة"، والحاكم، وابن سعدٍ في "الطبقات الكبرى"، وغيرهم من طريق جابر بن صبح، قال: حدَّثنا مثنى بن عبدالرحمن الخزاعي، عن عمِّه أمية بن مخشي، به، قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبيُّ، قلتُ (المحشي): كلا؛ فإنَّ المثنى بن عبدالرحمن قد قال فيه الذهبي في "الميزان": لا يُعْرَف، تفرَّد عنه جابر بن صبح، وقال ابن المديني: مجهول؛ لهذا قال الحافظُ في "التقريب": مستور، لكن يشهد له حديث عائشة رضي الله عنها في الباب الذي قبله.
ج: الله المستعان.
س: مَن عاب الطعام هل يأثم؟
ج: لا، ما يأثم، إن قال: تراه مالحًا غيّروه، أو: أَمْلِحُوه، أو كذا؛ فلا بأس، لكن من كمال الأخلاق عدم العيب، بل يُوجِّههم إلى ما يُريد من دون عيبٍ.