247 من: (كتاب أدب الطعام)

 
كتاب أدب الطعام
100- باب التَّسمية في أوله والحمد في آخره

1/728- عن عُمَرَ بنِ أَبي سلَمَة رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ لي رسولُ اللَّه ﷺ: سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بِيَمِينكَ، وكُلْ مِمَّا يَلِيكَ متفقٌ عَلَيهِ.
2/729- وعن عَائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إِذَا أكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَذْكُر اسْمَ اللَّه تَعَالَى، فإنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّه تَعَالَى في أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّه أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ رواه أَبُو داود، والترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
3/730- وعن جابِرٍ قال: سَمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: إِذا دَخَلَ الرَّجُل بيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ تعالى عِنْد دُخُولهِ وعِنْدَ طَعامِهِ؛ قَالَ الشَّيْطانُ لأَصحَابِهِ: لا مبيتَ لَكُمْ وَلا عشَاءَ، وَإِذَا دخَل فَلَم يَذكُر اللَّه تَعَالى عِنْد دخُولِهِ؛ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتمُ المَبِيتَ، وإِذا لَم يَذْكُرِ اللَّه تعَالى عِنْد طَعامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ المبيتَ وَالعَشاءَ رواه مسلم.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيما يتعلق بآداب الطعام، شريعة كاملة جاءت بالآداب: في الصلاة، والصيام، والحج، والأكل، والشرب، والبيع، والشراء، والخروج إلى الأسواق، وغير ذلك، فآداب الشريعة عامَّة ومُنتشرة، فجديرٌ بالمؤمن أن يتعلَّمها، وأن يحرص على أن يستقيم عليها، وأن يتخلَّق بها في كلِّ شيءٍ: في مدخله، ومخرجه، وأكله، وشربه، ونومه، ويقظته، وخروجه إلى السوق، وسفره، إلى غير ذلك، ومن ذلك آداب الطعام.
كان عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ﷺ، أمه أم سلمة، وكانت يده تطيش في الطعام بعض الأحيان، فقال له النبيُّ ﷺ: يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك، فهذه هي السنة عند الأكل؛ أن يُسمِّي الله ويقول: بسم الله، وإن سمَّى وقال: بسم الله الرحمن الرحيم، وكمَّلها فهو أكمل، ويأكل مما يليه، ولا يأكل من الناس الذين حوله، هذه هي السنة للمؤمن: سمِّ الله، وكُلْ مما يليك، ويأكل بيمينه، لا بيساره، لكن إذا كان الطعامُ أنواعًا فلا بأس أن يتناول النوع الثاني.
وفي حديث عائشة أن المشروع للمؤمن أن يُسمِّي الله في أوله؛ فإن نسيَ فليقل: بسم الله أوله وآخره.
وفي الحديث الثالث -حديث جابر- يُبين أن المشروع للمؤمن إذا دخل بيته أن يُسمِّي الله، وإذا أراد أن يأكل سمَّى الله؛ فيقول الشيطانُ للشياطين الذين معه إذا دخل الرجلُ وذكر الله: فاتكم المبيتُ، وإذا ذكر الله عند الطَّعام قال: فاتكم المبيت والعشاء جميعًا، وأما إذا لم يذكر الله، ولم يُسمِّ عند الطعام؛ فإنه يقول: أدركتم المبيتَ والعشاء جميعًا.
فهذا يدل على أن المشروع للمؤمن عند دخول بيته وعند أكله وشربه أن يُسمِّي الله؛ تأدُّبًا بالآداب الشرعية، وعملًا بالسنة، وابتعادًا من مخالطة الشياطين.
نسأل الله للجميع التَّوفيق والهداية.

الأسئلة:
س: زيادة "الرحمن الرحيم"؟
ج: حسن؛ لأنها تمام التَّسمية.
س: في الدّخول والخروج، والأكل ..؟
ج: كله، ما فيها بأس، إذا أتمَّها فطيب.
س: حديث: سَمِّ الله، وكُلْ بيمينك على الوجوب أم على الاستحباب؟
ج: نعم على الوجوب، يجب أن يأكل بيمينه.
س: إذا تمَّت قراءة سورة البقرة في البيت، ونسي الرجلُ أن يذكر اسمَ الله عند الدخول، هل يُقال أنَّ الشيطان قد ..؟
ج: الله أعلم، فالشيطان إذا سمعها فرَّ ثم يرجع، فهو يفرُّ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
س: لها مدة؟
ج: لا، ليس هناك تعيين، مثلما يفرّ من الأذان، وإذا انتهى الأذانُ رجع.
س: هل صحيح ما يُقال من أن الشيطان لا يدخل البيتَ لثلاثة أيام؟
ج: ما بلغني، ما أعرف ذلك.
س: زيادة "الرحمن الرحيم" عند قوله: "بسم الله" في الأكل؟
ج: هذا هو الكمال، وإن قال: "بسم الله" كفى، وإذا كمَّلها: "بسم الله الرحمن الرحيم" كان أكمل.
س: إذا انتهى من الطعام هل له أن يُسمِّي لو فاتته التَّسمية؟
ج: لا، إذا انتهى من الطعام يحمد الله ويُثني عليه.
س: وإذا نسى التَّسمية في وسط الطعام؟
ج: إذا نسي ولو في آخره يذكر الله ويقول: بسم الله أوله وآخره.