5/667- وعن أَبي هريرة قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: عليْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعةُ في عُسْرِكَ ويُسْرِكَ، وَمنْشَطِكَ ومَكْرَهِكَ، وأَثَرَةٍ عَلَيْك رواهُ مسلم.
6/668- وعن عبدِاللَّهِ بن عَمرٍو رضي اللَّه عنهما قَالَ: كُنَّا مَع رسول اللَّهِ ﷺ في سَفَرٍ، فَنَزَلْنا مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِباءَهُ، ومِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ في جَشَرِهِ، إذْ نادَى مُنَادي رسولِ اللَّهِ ﷺ: "الصَّلاة جامِعةٌ"، فاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلِي إلَّا كَانَ حَقًّا علَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلى خَيرِ مَا يَعْلَمُهُ لهُمْ، ويُنذِرَهُم شَرَّ مَا يعلَمُهُ لهُم، وإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِهِ جُعِلَ عَافيتُها في أَوَّلِها، وسَيُصِيبُ آخِرَهَا بلاءٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وتجيءُ فِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعضُها بَعْضًا، وَتَجِيءُ الفِتْنَةُ فَيقُولُ المُؤمِنُ: هذِهِ مُهْلِكَتي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وتجيءُ الفِتنَةُ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: هذِهِ، هذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ ويُدْخَلَ الجنَّةَ فَلْتَأْتِهِ منيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، ولْيَأْتِ إِلَى الناسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤتَى إلَيْهِ، ومَنْ بَايَع إمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يدِهِ، وثمَرةَ قَلْبهِ؛ فَلْيُطِعْهُ إنِ اسْتَطَاعَ، فَإنْ جَاءَ آخَرُ يُنازعُهُ فاضْربُوا عُنُقَ الآخَرِ رواهُ مسلم.
7/669- وعن أَبي هُنَيْدةَ وائِلِ بن حُجْرٍ قالَ: سأَلَ سَلَمةُ بنُ يزيدَ الجُعْفيُّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أرَأَيْتَ إنْ قَامَتْ علَيْنَا أُمَراءُ يَسأَلُونَا حقَّهُمْ، ويَمْنَعُونَا حقَّنا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرضَ عنه، ثُمَّ سألَهُ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اسْمَعُوا وأطِيعُوا، فَإنَّما علَيْهِمْ ما حُمِّلُوا، وعلَيْكُم مَا حُمِّلْتُمْ رواهُ مسلم.
6/668- وعن عبدِاللَّهِ بن عَمرٍو رضي اللَّه عنهما قَالَ: كُنَّا مَع رسول اللَّهِ ﷺ في سَفَرٍ، فَنَزَلْنا مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِباءَهُ، ومِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ في جَشَرِهِ، إذْ نادَى مُنَادي رسولِ اللَّهِ ﷺ: "الصَّلاة جامِعةٌ"، فاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلِي إلَّا كَانَ حَقًّا علَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلى خَيرِ مَا يَعْلَمُهُ لهُمْ، ويُنذِرَهُم شَرَّ مَا يعلَمُهُ لهُم، وإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِهِ جُعِلَ عَافيتُها في أَوَّلِها، وسَيُصِيبُ آخِرَهَا بلاءٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وتجيءُ فِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعضُها بَعْضًا، وَتَجِيءُ الفِتْنَةُ فَيقُولُ المُؤمِنُ: هذِهِ مُهْلِكَتي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وتجيءُ الفِتنَةُ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: هذِهِ، هذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ ويُدْخَلَ الجنَّةَ فَلْتَأْتِهِ منيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، ولْيَأْتِ إِلَى الناسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤتَى إلَيْهِ، ومَنْ بَايَع إمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يدِهِ، وثمَرةَ قَلْبهِ؛ فَلْيُطِعْهُ إنِ اسْتَطَاعَ، فَإنْ جَاءَ آخَرُ يُنازعُهُ فاضْربُوا عُنُقَ الآخَرِ رواهُ مسلم.
7/669- وعن أَبي هُنَيْدةَ وائِلِ بن حُجْرٍ قالَ: سأَلَ سَلَمةُ بنُ يزيدَ الجُعْفيُّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فقالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أرَأَيْتَ إنْ قَامَتْ علَيْنَا أُمَراءُ يَسأَلُونَا حقَّهُمْ، ويَمْنَعُونَا حقَّنا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرضَ عنه، ثُمَّ سألَهُ، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: اسْمَعُوا وأطِيعُوا، فَإنَّما علَيْهِمْ ما حُمِّلُوا، وعلَيْكُم مَا حُمِّلْتُمْ رواهُ مسلم.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كالتي قبلها في الحثِّ على السمع والطاعة لولاة الأمور، وأن الواجب على الرعية السمع والطاعة في المعروف وعدم المنازعة؛ لأنه بهذا يستتبّ الأمن، ويُنصف المظلوم، ويُردع الظالم، وتسير الأمور على الأمن والعافية والخير والهدوء، وبالمنازعة يكثر الهرج والقتل والفتن، ويختل الأمن، ولا يُنصف المظلوم، ولا يُردع الظالم، فلهذا أمر بالسمع والطاعة.
فعلى المرء السمع والطاعة في منشطه ومكرهه، وفي عسره ويسره، وفي أثرةٍ عليه، ولما قال: يلي عليكم أمراءُ فتعرفون وتُنكرون، قالوا: فماذا تأمرنا؟ قال: أدّوا إليهم حقَّهم، وسلوا الله الذي لكم.
وقال: إنه ما بعث الله من نبيٍّ قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدل أمَّته على خير ما يعلمه لهم، ويُنذرهم شرَّ ما يعلمه لهم، وإنَّ هذه الأمة جُعلت عافيتُها في أولها، وسيُصيب آخرها بلاءٌ وأمورٌ تُنكرونها، تجيء الفتنُ فيقول المؤمن: هذه مُهلكتي، ثم تنكشف، وتأتي فتنةٌ أخرى، فيقول: هذه، هذه، فمَن أحبَّ أن يُزحزح عن النار ويُدخل الجنة فلتُدركه منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، ولْيَأْتِ إلى الناس الذي يُحبُّ أن يُؤتَى إليه، يعني: يُعامل الناس بالخير كما يُحب أن يُعامَل هو بالخير.
فالواجب على الرعية السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، لا في المعاصي، ولكن في المعروف وفيما أباح الله يجب السمع والطاعة؛ لأنَّ بذلك تستقيم الأحوال، ويستتب الأمن، وتُقام الحدود، ويُنصر المظلوم، ويُقضى على أسباب الفساد، فعلى الرعية السمع والطاعة في المعروف، أمَّا المعصية فلا، وعلى ولي الأمر أن يعدل ويتحرَّى العدل، ويتحرى الحقَّ، ويُنفذ أوامر الشرع، فعليه واجبه، وعلى الرعية واجبهم.
وفَّق الله الجميع.
الأسئلة:
س: قوله هنا: "إذ نادى منادي رسول الله ﷺ: الصلاة جامعة" المقصود أن الرسول ﷺ يُريد أن يخطب في الصحابة؟
ج: يريد أن يُذكرهم، فـ"الصلاة جامعة" يُقال إذا أرادهم أن يجتمعوا، مثل الذي يقوله عند الكسوف ليجتمعوا حتى يُنذرهم.
س: مَن هوَّن من شأن السمع والطاعة هل يُعدّ مُبتدعًا؟
ج: نعم، هذه من صفات الخوارج، فالخوارج ما يرون السمع والطاعة، ولهذا خرجوا على عليٍّ، وعلى عثمان، وعلى معاوية، وعلى مَن بعدهم.
س: الإنكار على أُولي الأمر على رؤوس المنابر؟
ج: ما يصلح، لكن بالمكاتبة بالنصيحة، أمَّا على رؤوس المنابر فلا يصلح؛ لأنَّ هذا يُسبب فتنةً.
س: هل هناك خروجٌ باللسان؟
ج: نوعٌ من الخروج، لكن أقلّ من الخروج باليد.
س: وسيُصيب آخرها بلاءٌ وأمورٌ تُنكرونها؟
ج: مثلما وقع.
س: يُعرف من هذا أنه في آخر الزمان يقع هذا؟
ج: نعم، وقد مضى قبلُ؛ فمضى في دولة بني العباس ودولة بني أمية أمورٌ عظيمة.
س: يعني: ما يُشترط أن يكون في آخر الزمان؟
ج: كلها آخر الزمان، فما بعد السلف هو آخر الزمان، ما بعد القرون المفضلة الثَّلاثة.