225 من: (باب الوالي العادل)

 
79- باب الوالي العادل
قَالَ الله تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ [النحل:90].
وقال تَعَالَى: وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات:9].
1/659- وعن أَبي هريرة ، عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عادِلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبادَةِ اللَّهِ تَعالى، ورَجُلٌ مُعَلَّقٌ قَلبُهُ في المَسَاجِدِ، ورجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه، اجتَمعَا عليهِ، وتَفرَّقَا علَيهِ، ورجُلٌ دعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنصِبٍ وجمَالٍ فقَال: إنِّي أَخَافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصدقةٍ فَأَخْفَاها، حَتَّى لا تَعلَمَ شِمالُهُ مَا تُنفِقُ يمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَر اللَّه خَالِيًا فَفَاضَتْ عينَاهُ متفقٌ عَلَيْهِ.
2/660- وعن عبداللَّهِ بنِ عمرو بن العاص رضي اللَّهُ عنهما قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ المُقْسِطينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلى مَنابِرَ مِنْ نورٍ: الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهْليهِمْ وما وُلُّوا رواهُ مسلم.
3/661- وعَن عوفِ بن مالكٍ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذينَ تُحِبُّونهُم ويُحبُّونكُم، وتُصَلُّونَ علَيْهِم ويُصَلُّونَ علَيْكُمْ، وشِرَارُ أَئمَّتِكُم الَّذينَ تُبْغِضُونَهُم ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قَالَ: قُلْنا: يَا رسُول اللَّهِ، أَفَلا نُنابِذُهُمْ؟ قالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا، مَا أَقَامُوا فيكُمُ الصَّلاة رواه مسلم.
4/662- وعَنْ عِيَاضِ بن حِمارٍ قالَ: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ يقولُ: أَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّقٌ، ورَجُلٌ رَحِيمٌ رَقيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيالٍ رواهُ مسلم.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة مع الآيتين كلها تدل على فضل العدل والقسط، ووجوب العدل والقسط على ولاة الأمور، وعلى كلِّ أحدٍ، فالعدل والقسط أمرٌ لازمٌ لجميع الناس، وعلى رأسهم الأئمَّة والولاة؛ لأنَّ عدلهم ينفع الرعية، وظلمهم يضرّ الرعية، فعدلهم نفعه عظيم، وظلمهم شرُّه عظيم، وهكذا صاحب البيت مع أولاده، وهكذا الأمير في البلدة مع جماعته، وهكذا كل إنسانٍ مسؤول ويجب عليه العدل، سواء في شركةٍ، أو في عائلته، أو في جيرانه، أو في غيرهم، أو في قضائه، أو إمارته، أو أمانته، أو غير ذلك.
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى [النحل:90]، ويقول جلَّ وعلا: وَأَقْسِطُوا يعني: اعدلوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات:9]، فالقسط: هو العدل.
ويقول النبيُّ ﷺ: سبعةٌ يُظلُّهم الله في ظِلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ بدأ به للأهمية، إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبه مُعلَّقٌ بالمساجد من حبِّه للصلاة، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمعا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ فقال: إني أخاف الله، دعته للزنا فامتنع خوفًا من الله ، ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينُه من كمال إخلاصه، ورجلٌ ذكر الله خاليًا ما عنده أحدٌ، فليس ذلك رياء، ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه يعني: بكى من خشية الله جلَّ وعلا.
ففيه الحثّ على هذه الخصال، والترغيب في هذه الخصال، وأعظمها عدل الإمام، فيجب على إمام المسلمين في أي دولةٍ وفي أي مكانٍ أن يعدل، وأن يتحرَّى الحقَّ، وأن يلتزم بشرع الله، وأن يحذر مخالفة أمر الله.
ويقول النبيُّ ﷺ: المقسطون على منابر من نورٍ يوم القيامة، وفي اللفظ الآخر: عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين: الذين يعدلون في حكمهم، وفي أهليهم وما ولوا، فهؤلاء على منابر يرفعهم الله بها ويُعلي ذكرهم وقدرهم؛ لعدلهم وعدم ظلمهم، المقسطون يعني: العادلين في أهلهم، وأموالهم، وما ولوا، سواء إمارة كبيرة، أو إمارة صغيرة.
ويقول ﷺ: خيار أئمَّتِكم الذين تُحبونهم ويُحبونكم، وتُصلون عليهم ويُصلون عليكم، وشِرار أئمَّتكم الذين تُبغضونهم ويُبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، فهذا فيه الحثّ على القسط والعدل حتى تحصل المحبَّة والتّعاون على البر والتقوى، فإنَّ العدل سببٌ للمحبة والتقوى والتعاون، والظلم سببٌ للخلف والنِّزاع، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كذلك حديث عياض بن حمار: أهل الجنة ثلاثة: إمامٌ مُقسِطٌ» عادلٌ، بدأ به لقسطه وعدله، «ورجلٌ رفيقٌ رقيقُ القلب لكل ذي قُربى ومسلم، ورجلٌ عفيفٌ مُتعففٌ ذو عيالٍ، هذا فيه الحثّ على العدل والقسط في الولاية، وفي الأهل والمال والقرابات، وفيه التَّعفف عمَّا حرم الله.
فالواجب على المؤمن أن يكون بعيدًا عن الظلم، حريصًا على العدل، رقيق القلب لكل مسلم، ليس عنده ظلم ولا جور، جيدًا مع أهله، رفيقًا مع أهله، عفيفًا عمَّا حرَّم الله.
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

الأسئلة:
س: ما معنى: تُصلُّون عليهم، ويُصلُّون عليكم؟
ج: تدعون لهم، ويدعون لكم، فالصلاة: الدعاء، فمن محبَّتهم لهم يدعون لهم دائمًا، والأئمة يدعون للرعية، ضد اللعن، وضد تُبغضونهم ويُبغضونكم، وتسبُّونهم ويسبُّونكم.
س: التَّميمة إذا كانت من القرآن ما الصواب فيها؟
ج: المنع، يُسمَّى: الحروز، والتَّمائم من القرآن وغير القرآن الصواب منعها.
س: لكن إذا كانت من القرآن هل تصل إلى حدِّ الشرك الأكبر؟
ج: الشرك الأصغر؛ لأنها وسيلةٌ، ولعموم الأدلة.
س: والأكبر إذا اعتقد النفعَ والضرَّ أو كيف؟
ج: الأكبر إذا اعتقد أنها هي التي تنفع بنفسها، أو تدفع الضرَّ بنفسها.
س: امرأة لها ابنين، ولها مِلكٌ عبارة عن منزلٍ، واشترطت أنه إذا تُوفي الابنُ الصَّغير أن يحلّ محله ابنه كالسّبالة؟
ج: إذا أوصت لهم لا بأس، بقدر الثلث، ما لهم إلا قدر الثلث، إلا أن يرضى بقيةُ الورثة.
س: الابنان شريكان في المنزل بعد ورثهما أمّهما؟
ج: المقصود أنها إذا أوصت لأولاد ولدها تكون الوصيةُ ناجزةً لا بأس بها، لكن بالثلث فأقل.
س: هي أوصت لأحد ..؟
ج: أو لأجنبي لا بد أن يكون بالثلث فأقل.
س: أوصت لأبناء أحد الابنين، هل يجوز ذلك؟
ج: بالثلث فأقل؛ لأنَّه ما يرث، فالابن مع الابن عمُّهم يمنعهم، ما هم بورثةٍ، فإذا أوصت لهم بالثلث أو بأقل كالربع والخمس لا بأس.
س: الموصي ولو كان ماله ..؟
ج: ولو كان ماله قليلًا إذا أوصى.