4/656- وعن أَبي هريرةَ قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ: كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم متفقٌ عليه.
5/657- وعن عائِذ بن عمرٍو : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُبيدِاللَّهِ بنِ زِيادٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيْ بُنَيَّ، إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: إنَّ شَرَّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ، فإيَّاكَ أن تَكُونَ مِنْهُم. متفقٌ عليه.
6/658- وعن أَبي مريمَ الأَزدِيِّ : أَنه قَالَ لمُعَاوِيةَ : سَمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقُولُ: مَنْ ولَّاهُ اللَّه شَيئًا مِن أُمورِ المُسلِمينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجتهِم وخَلَّتِهم وفَقْرِهم؛ احْتَجَب اللَّهُ دُونَ حَاجَتِه وخَلَّتِهِ وفَقْرِهِ يومَ القِيامةِ، فَجعَل مُعَاوِيةُ رجُلًا عَلَى حَوَائجِ الناسِ. رواه أَبُو داودَ والترمذي.
5/657- وعن عائِذ بن عمرٍو : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُبيدِاللَّهِ بنِ زِيادٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيْ بُنَيَّ، إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: إنَّ شَرَّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ، فإيَّاكَ أن تَكُونَ مِنْهُم. متفقٌ عليه.
6/658- وعن أَبي مريمَ الأَزدِيِّ : أَنه قَالَ لمُعَاوِيةَ : سَمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقُولُ: مَنْ ولَّاهُ اللَّه شَيئًا مِن أُمورِ المُسلِمينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجتهِم وخَلَّتِهم وفَقْرِهم؛ احْتَجَب اللَّهُ دُونَ حَاجَتِه وخَلَّتِهِ وفَقْرِهِ يومَ القِيامةِ، فَجعَل مُعَاوِيةُ رجُلًا عَلَى حَوَائجِ الناسِ. رواه أَبُو داودَ والترمذي.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في حثِّ ولاة الأمور على العناية بالرَّعية، والنُّصح لهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وقضاء حوائجهم، والرفق بهم، ورحمة أحوالهم، وعدم الاحتجاب عن حاجتهم وفقيرهم، وحثّ الرعية على السمع والطاعة لهم في المعروف، وأداء حقوقهم، والوفاء بالبيعة لهم.
يقول ﷺ: كانت الرسلُ في الأمم الماضية تسوسُهم، فكان الناس في الأمم الماضية تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبيٌّ بعث الله نبيًّا، وإنه لا نبيَّ بعدي، وإنه سيَلِي عليكم أمراء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: أدُّوا إليهم حقَّهم -وفّوا بيعتهم- وسلوا الله الذي لكم، هذا الواجب على الرعية: أن تُؤدي الحقوقَ التي عليها للراعي، وأن تُساعده في الخير، وأن تُعينه في الخير، وألا تُنازع الأمر أهله، بل إذا نقص شيئًا من حقوقهم فإنهم لا يُنازعون الأمر أهله، بل يسألون الله أن يُعطيهم حقوقهم، وأن يُخلف عليهم ما نقص؛ فإن السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف من أسباب ثبوت الأمن واستقرار الأحوال وهمود الفتن، ومع المنازعة تكثر الفتن، ويكثر الشرّ، ولهذا قال: أوفوا لهم بيعتهم، وأدّوا لهم حقَّهم، وسلوا الله الذي لكم.
وفي هذا أن النبي ﷺ قال: إنَّ شرَّ الرِّعاء الحُطَمة يعني: الذي يحطم الرعية، فالذي يحطم الرعية من الغنم أو الإبل أو البقر هو من شرِّ الرعاء، وهكذا الأمراء الذين يحطمون الرعية، ولا يرحمونهم، ولا يُؤدون إليهم حقوقهم؛ هم من شرِّ الرعاء -نسأل الله العافية.
وفي حديث أبي مريم الأزدي: أنه دخل على معاوية فقال: أنه سمع النبيَّ ﷺ يقول: مَن ولَّاه الله شيئًا من أمر المسلمين واحتجب عن حاجتهم وفقيرهم وضعيفهم احتجب الله دون حاجته يوم القيامة، فهذا فيه الحثّ على أنَّ ولي الأمر وأمير البلد يرفق بالناس، ولا يحتجب عن حاجتهم حتى يصلوا إليه ويرفعوا إليه حاجاتهم وشكواهم، وحتى يُنصفهم ويُعطيهم حقوقهم، وبعد هذا جعل معاوية رجلًا على حاجة الناس، يُبلغه حاجات الناس.
والمقصود من هذا أن الرعية عليها السمع والطاعة في المعروف، والتعاون مع ولي الأمر في الخير، وعلي ولي الأمر العناية بالرعية، ورحمة حالهم، وإنصافهم، وإعطاؤهم حقوقهم، إلى غير هذا، فالتعاون واجبٌ بين الجميع، فعلى الراعي العناية بالرعية، وعلى الرعية السمع والطاعة في المعروف، والتعاون مع الراعي.
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
الأسئلة:
س: رواية أبي داود والترمذي في الحديث الأخير ما صحَّتها؟
ج: حديث أبي مريم الأزدي لا بأس به.
س: حديث: السُّلطان ظِلُّ الله في الأرض؟
ج: لا أتذكر حاله، لكن معناه صحيح.
س: ما صحة الحديث القدسي: جعلتُ لي نسبًا، وجعلتُ لكم نسبًا، فقلتُ: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]، فأبيتُم إلا فلان وفلان، فاليوم أرفع نسبي، وأضع نسبَكم، أين المتقون؟؟
ج: ما أعرفه، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] صدق الله العظيم.
س: معاوية بن أبي سفيان ألا يُعدّ خامسَ الخلفاء الرَّاشدين؟
ج: هو أول الملوك، والخلفاء الراشدون أربعة.
س: رجلٌ اعتاد صيامَ ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ -الثلاثة أيام البيض- والثلاثة الأيام هذه سافر، فيقول: هل إذا رجع يصوم ثلاثة أيام في نهاية شهر شعبان؟
ج: ما هو بلازمٍ، لا، هي سنة فات محلُّها، وإذا صامها في بقية الأيام لا بأس، ما هو من أجل رمضان، وإنما صامها من أجل أنه يصوم ثلاثة أيام من كل شهرٍ، فلا بأس ولا حرج، مثلما قال ﷺ: لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ أو يومين، إلا أن يكون صومٌ يصومه أحدُكم، فإذا كان يصوم الثلاثة أيام البيض وفاتته وأحبَّ أن يصومها فلا بأس.
س: ما صحة حديث: رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع؟
ج: ما أعرف حاله، لكن يُروى مشهورًا، ومعناه صحيح مثلما قال ﷺ في الحديث الصحيح في هذا المعنى، وبيَّن ﷺ أنَّ الذي يصوم ولا يضبط صيامَه حظُّه الجوع والعطش –نسأل الله العافية: مَن لم يدع قولَ الزور والعملَ به والجهلَ فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامَه وشرابه رواه البخاري في "الصحيح" –نسأل الله العافية.
س: رجلٌ جامع زوجتَه ثلاثة أيامٍ في نهار رمضان، فهل تلزمه ثلاث كفَّارات أم كفَّارة واحدة؟
ج: كل يوم له كفَّارة، فعليه ثلاث كفَّارات مع التوبة –نسأل الله العافية.
س: ألا تكفي كفَّارةٌ واحدةٌ؟
ج: لا، كل يوم له كفَّارة.
س: قول "صدق الله العظيم" بعد القراءة؟
ج: ما أعرف لها أصلًا، وتركها أولى.