214 من حديث: (ما من شيء أثقل في ميزان المُؤمِن يوم القيامة من حسن الخلق)

 
6/626- وعن أَبي الدَّرداءِ : أَن النبيَّ ﷺ قالَ: مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وإِنَّ اللَّه يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
7/627- وعن أبي هُريرة قَالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّه ﷺ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: تَقْوى اللَّهِ، وَحُسْنُ الخُلُق، وَسُئِلَ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ: الفَمُ وَالفَرْجُ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
8/628- وعنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُم خُلُقًا، وخِيارُكُم خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهمْ رواه الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
9/629- وعن عائشةَ رضيَ اللَّه عنها قالت: سَمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِه درَجةَ الصَّائمِ القَائمِ رواه أَبُو داود.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كلها تدل على فضل حُسن الخلق، كالتي قبلها، ففيها الدلالة على أنه ينبغي للمؤمن أن يُحسن خلقه، وأن يجتهد في ذلك، ويُعالج أمره؛ حتى يكون حَسَن الخلق مع إخوانه، طيبَ الكلام، طيبَ البِشْر مع إخوانه.
ولهذا قال في هذا الحديث: ما من شيءٍ أثقل في الميزان من حُسن الخلق، وإنَّ الله يُبغض الفاحشَ البذي، ويقول ﷺ: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم، ويقول ﷺ: إنَّكم لن تسعوا الناسَ بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسطُ الوجه، وحُسن الخلق، ويقول أنَّ الإنسان بخُلقه الحسن يبلغ درجةَ الصَّائم القائم.
فهذا فيه الحثّ على إحسان الخلق؛ لعظم المزايا التي رتَّبها الله عليه، وهذا يحتاج إلى مجاهدةٍ، فلا بدّ من مجاهدةٍ وصبرٍ، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31]، فالأخلاق الفاضلة والأعمال الصَّالحة كلها تحتاج إلى صبرٍ وجهادٍ وعنايةٍ، كما قال الله جلَّ وعلا: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر]، وقال جلَّ وعلا: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ .. الآية [الحديد:21]، وقال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ .. الآية [آل عمران:133].
فالمقام يحتاج إلى عنايةٍ ومسارعةٍ ومسابقةٍ وجهادٍ للنفس: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت: 69]، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31].
فحُسن الخلق له منزلةٌ عظيمةٌ، وتقدَّم قوله ﷺ: إنَّ أحبّكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقًا.
نسأل الله أن يُوفّق الجميع لما يُرضيه.

الأسئلة:
س: ليس لها في الرياض إلا ............ وهو ساكنٌ معها في نفس البيت، وقد طلَّقها زوجُها الطلقة الثالثة، وتقول: أين أعتدّ؟
ج: عند أبيها.
س: أبوها معها في نفس البيت؟
ج: تعتدّ عند أبيها.
س: ويخرج الزوج من البيت؟
ج: هو نازلٌ عليهم؟
س: نعم.
ج: انتهى، ما عادت له زوجة؛ فقد بانت منه بالطّلقة الثالثة، وقوله: لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ [الطلاق:1] هذا في الرّجعية.
س: لكن ليس لها مكانٌ آخر، ولا تستطيع الرجوع إلى بلادها؟
ج: هي عند أبيه أم عند أبيها؟
س: عند أبيها، فأبوها معها.
ج: تبقى في البيت.
س: يخرج الزوج ويستأجر مكانًا آخر؟
ج: ما هو بلازمٍ، ولكن لا يخلو بها، ولا بأس لو كلَّمته أو سلَّمت عليه، والحمد لله.
س: تتغطَّى عنه؟
ج: تحتجب عنه.
س: الحديث المُضطرب إذا خلا أحدُ أسانيده من الاضطراب؟
ج: هذا محلّ نظرٍ عند أهل العلم، فالمضطرب ضعيفٌ عند أهل العلم.
س: رجل دخل المسجدَ في صلاة الظهر والجماعة جالسين في تحيات الركعة الأخيرة، فدخل معهم، وعندما قام ليقضي ما فاته سمع بوجود جماعةٍ أخرى؛ فصلَّى ركعتين وسلَّم بنية أنها نافلة، ثم دخل مع الجماعة؟
ج: لا بأس، طيب، هذا أكمل.
س: ولو قطعها؟
ج: ولو قطعها لا بأس؛ لأنه قطع لمصلحةٍ.
س: الدم إذا سقط على الإنسان في الصلاة؟
ج: اليسير يُعفى عنه، والكثير لا، اليسير مثل: نقطة، نقطتين، يُعفى عنه، أمَّا الدم الكثير فمثل البول.
س: كذب الزوج على زوجته؟
ج: فيما يتعلق بأمورهما لها أن تكذب عليه، وله أن يكذب عليها.
س: كيف؟
ج: فيما بينهم: والله أن أشتري لكِ كذا، والله إني ما فعلتُ كذا، إذا قالت له: فعلتَ كذا، فيكذب عليها أنَّه ما فعل الذي يُشوش عليها، مثل أن تقول له: إنَّك ذاهب لتخطب، أو أنت سائر إلى فلانة، وأنك تأتيها أكثر مني، وما أشبه ذلك.
س: له أن يحلف بالله؟
ج: له أن يحلف.
س: حديث رؤوسهنَّ كأَسْنِمَة البُخْت ما المراد بذلك؟
ج: ذكر العلماء أنهم يُعظِّمونها بالخِرَق وغيرها حتى تكون عظيمةً مثل أسنمة البخت، فتكون عريضةً وواسعةً؛ لأن أسنمة البُخْت مثل السنامين.
س: طيب، هناك ما تفعله بعضُ النّساء الآن مما يكون مُلْفِتًا: تسريحات تكون مرتفعةً فوق الرأس، فهل تدخل في هذا الحديث؟
ج: الشيء اليسير ليس داخلًا، ما تكون مثل أسنمة البُخْت، فأسنمة البُخْت عظيمة مثل السنامين.