212 من: (باب حسن الخلق)

 
73- باب حُسن الخُلق
قَالَ الله تَعَالَى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]. وقال تَعَالَى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران:134].
1/621- وعن أَنسٍ قَالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَحْسنَ النَّاسِ خُلقًا. متفقٌ عَلَيْهِ.
2/622- وعنه قَالَ: مَا مَسِسْتُ دِيباجًا ولا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلا شَمَمْتُ رائحَةً قَطُّ أَطْيَبَ مِن رَسُولِ اللَّه ﷺ، وَلَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عشْرَ سِنينَ، فَما قالَ لي قَطُّ: أُفٍّ، وَلا قالَ لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَهُ؟ وَلا لشيءٍ لَمْ أفْعَلْهُ: أَلا فَعَلْتَ كَذا؟ متفقٌ عليه.
3/623- وعن الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَةَ قَالَ: أَهْدَيْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَرَدَّهُ عليَّ، فَلَمَّا رأَى مَا في وَجْهي قالَ: إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ متفقٌ عَلَيْهِ.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات والأحاديث فيها الحثّ على إحسان الخُلُق، وطلاقة الوجه، وطيب الكلام مع المسلمين، ومع الأقارب، ومع الأهل، هكذا كان ﷺ حَسَنَ الخُلُق مع الناس، قال الله جلَّ وعلا: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، وأوصى ﷺ معاذًا فقال: وخالِق الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ، والله جلَّ وعلا يقول: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].
قالت عائشةُ رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن"، يعني: يعمل بأوامر القرآن، وينتهي عن نواهي القرآن، ويعمل بما حثَّ عليه القرآن ورغَّب فيه.
وقال تعالى في وصف المتقين: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:133، 134]، فهذا من حُسن الخلق: كظم الغيظ، والعفو عن الناس، وقال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199].
وقال أنسٌ : "كان النبيُّ ﷺ أحسنَ الناس خلقًا"، بطيب الكلام، وطلاقة الوجه، والعفو، والصفح عليه الصلاة والسلام.
وخدمه أنسٌ عشر سنين فلم يقل له شيئًا يسوؤه مع طول المدة، وكان أنسٌ أديبًا ممتثلًا لما يُرشد إليه عليه الصلاة والسلام، وكان حين خدمه ابن عشر سنين، وتوفي عنه النبيُّ ﷺ وهو ابن عشرين سنةً .
ولما أُهدي إليه حمار وحشي وهو مُحْرِمٌ في حجَّة الوداع ردَّ على مَن أهداه، فلمَّا رأى ما في وجهه من التَّغير قال: إنَّا لم نردّه عليك إلا أنا حُرُمٌ يعني: ما رددناه عليك لأنَّ في أنفسنا عليك شيئًا، إنما رددناه لأنَّا حُرُمٌ، يعني: مُحرمون، والمحرم لا يأخذ الصيد، ولا يقبل الصيد، ولا يصيد الصيد، ولا يشتريه، فبيَّن له ﷺ أنه ردَّه للعذر الشرعي؛ حتى لا يجد في نفسه ويظنّ أنه ردَّه عليه لأمرٍ آخر.
والمقصود أن المؤمن يُراعي خاطر أخيه بطلاقة الوجه، يقول ﷺ: إنَّكم لا تسعون الناسَ بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسطُ الوجه، وحُسن الخلق، فإذا خاطب أخاه بشيءٍ وخشي أن يكون في نفسه شيءٌ فعليه أن يُبين له الأسباب التي تُزيل ما في النفس.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:
س: ................؟
ج: إذا كان صيدًا لغيره وليس له فلا بأس، وذلك إذا صاده الصَّائد لنفسه أو لحلالٍ فإنه يأكل منه، أمَّا إذا صاده من أجل المُحْرِم فلا.
س: الحيوانات المتوحشة تُعتبر صيدًا كالسباع؟
ج: الصيد معروف: الظبي، والأرنب، والضّب، وأشباهها.
س: ..............؟
ج: إذا قدَّم للضيف الحلوى أو شيئًا يُعجب الضيفَ فلا بأس، حلوى أو طعام طيب أو ..........، جزاه الله خيرًا، فإكرام الضيف حقّ.
س: هذه فيها تشبّه بالكفار؟
ج: ما أعلم فيها شيئًا.
س: صور ألعاب الأطفال كلعبة؟
ج: تركها أحسن، وإشغالهم بشيءٍ من اللعب المصورة أحسن إذا تيسر وأحوط.
س: وفي الملابس؟
ج: لا يلبسون صورًا.