211 من حديث: (قال الله عز وجل: العز إزاري والكبرياء ردائي..)

 
7/618- وعن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقَدْ عذَّبتُه رواه مسلم.
8/619- وعنه: أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: بيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُه نَفْسُه، مُرَجِّلٌ رأسَه، يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ في الأَرْضِ إِلَى يوْمِ القِيامةِ متفقٌ عَلَيْهِ.
9/620- وعن سَلَمَة بنِ الأَكْوع قَالَ: قَالَ رسُولُ الله ﷺ: لا يزَالُ الرَّجُلُ يَذْهَبُ بِنفْسِهِ حَتَّى يُكْتَبَ في الجَبَّارينَ، فَيُصِيبُهُ مَا أَصابَهمْ رواهُ الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

الشيخ:
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في التَّحذير من الكبر والإعجاب، وأن الواجب على المؤمن التواضع، هكذا خُلق المؤمن: التواضع، وطيب الكلام: ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله.
يقول جلَّ وعلا في الحديث الصَّحيح: العِزُّ إزاري، والكبرياء ردائي، فمَن نازعني واحدًا منهما عذَّبتُه، فلا يجوز للمؤمن أن يُنازع ربَّه في الكبرياء والعظمة، بل ينبغي له أن يُخَلِّقَ نفسَه بالتواضع، ويُجاهدها بالتواضع، وطيب الكلام، واستصغار النفس، وعدم التَّشبه بالجبَّارين.
وفي الحديث الثاني يقول ﷺ: بينما رجلٌ في حُلَّةٍ له، يختال في مِشيتِه، خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، هذا فيه الحذر من الكبر والخُيلاء، وأن ذلك من أسباب العقوبات العاجلة، كما جرى لهذا الرجل، ولقارون لما أُعجب بدنياه خسف الله به وبداره الأرض.
فالتّكبر والإعجاب والزهاء بالنفس من أسباب غضب الله عزَّ وجل، ومن أسباب العقوبات العاجلة؛ فالواجب الحذر، والواجب الحرص على التّواضع، وعدم التكبر، وعدم التَّشبه بالمتكبرين، بل يعرف أنه ضعيفٌ، وأنه مسكينٌ، بين حاجةٍ إلى الطعام والشراب، وحاجةٍ إلى البول والغائط، فلماذا يتكبر؟! ينبغي له أن يعرف نفسه وقدره، وأنه ضعيفٌ، وأنه محلّ التواضع والانكسار بين يدي الله جلَّ وعلا.
وهذا يفيد الحذر من كون الإنسان يتساهل في الأمر، فلا يزال يذهب ويُعظم نفسه ويتطاول بنفسه حتى يُكتب في عداد الجبَّارين؛ فيُصيبه ما أصابهم، فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن أخلاق الجبَّارين والمتكبرين، وأن يحرص على أخلاق المتواضعين الذين يخافون الله ويرجونه، يقول ﷺ: ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله، فينبغي للمؤمن أن يحذر أخلاق الجبَّارين والمتكبرين، وأن يُعوّد نفسه التواضع، يرجو ثوابَ الله، ويخشى عقابه.
نسأل الله للجميع التوفيق.

الأسئلة:
س: مَن قال: لا أبحث لك عن زوجةٍ إلا بمبلغ مالي! ما رأيكم؟
ج: ما أعلم فيه بأسًا، لا يشفع فقط بعِوَضٍ، فهو يبحث ويُفتِّش ويُعلمه منها: فلانة تصلح، أو: ما تصلح، فيتعب، أمَّا الشفاعة: فلا يشفع بعِوَضٍ، كأن يشفع أنهم يُزوّجونه، أما كونه يبحث عن المرأة التي تصلح فلا بأس أن يكون بعِوَضٍ.
س: هو يعرف كثيرًا من الأُسر والآباء بحكم علاقاته القديمة والمعرفة، فيبحث لي مثلًا؟
ج: إذا وكَّله في البحث وأعطاه أجرةً فلا أعلم فيه شيئًا، لكن لا يحل في الشفاعة.
س: أيش الفرق بينها وبين الشَّفاعة؟
ج: البحث والتفتيش مثل الدّلال، والشفاعة قوله: زوّجوا فلانًا فهو كفؤ.
س: لا، هو مثل الشّفاعة بالضبط، فهو يعرفهم من زمنٍ، وله وجاهَةٌ عندهم؟
ج: لا يأخذ أجرةً على الشفاعة، أما كونه يبحث حتى يقول له: ترى هؤلاء يصلحون، وهؤلاء لا يصلحون.
س: عدم قبول النَّصيحة هل هو من التَّكبر؟
ج: هذا يختلف: فقد يكون تكبُّرًا، وقد يكون أنها ما ناسبت، فقد ينصح بعض الناس وهو جاهل ما يفهم.
س: هل الوضوء قبل الاغتسال من الجنابة فقط أم مطلقًا؟
ج: من الجنابة والحيض.
س: صيام شعبان يكون كاملًا أو نصفًا؟
ج: يصوم أكثره أو كله، فقد كان عليه الصلاة والسلام يصوم أكثره أو كله إلا قليلًا.
س: والقول بأن يصوم الخمسة عشر الأولى من بداية شعبان؟
ج: لا، يصوم أكثره أو كله، هذه السنة.
س: إذا تابع الصيامَ من أوله هل له أن يصله برمضان أم يفطر يومًا أو يومين بينهما؟
ج: إن أفطر بينهما حسن، وإلا فله، تقول أم سلمة: "كان يصومه كله"، وفي روايةٍ عن عائشة: "كان يصومه كله".
س: ما معنى "المُتَفَيْهِقُون"؟
ج: المتكبِّرون.
س: فقط أم يَتَفَيْهَق بكلامه وإغراب الحديث؟
ج: التَّفيهق هو التَّكبر.