2/1809- وَعَنْ رِبْعيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَال: انْطَلَقْتُ مَعَ أبي مسْعُودٍ الأنْصارِيِّ إلى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ فَقَالَ لَهُ أبُو مسعودٍ، حَدِّثْني مَا سمِعْت مِنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ، في الدَّجَّال قالَ: إنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ وَإنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَاهُ النَّاسُ مَاءً فَنَارٌ تُحْرِقُ، وَأمَّا الَّذِي يَرَاهُ النَّاسُ نَارًا، فَمَاءٌ بَاردٌ عذْبٌ، فَمَنْ أدْرَكَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقَعْ فِي الَّذي يَراهُ نَارًا، فَإنَّهُ ماءٌ عَذْبٌ طَيِّبُ فَقَالَ أبُو مَسْعُودٍ: وَأنَا قَدْ سَمِعْتُهُ. متَّفَقٌ عَلَيْهِ.
3/1810- وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بن عَمْرو بن العاصِ رَضي اللَّه عَنْهُما قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: يخْرُجُ الدَّجَّالُ في أمَّتي فَيَمْكُثُ أربَعِينَ، لاَ أدْري أرْبَعِينَ يَوْمًا، أو أرْبَعِينَ شَهْرًا، أوْ أرْبَعِينَ عَامًا، فَيبْعثُ اللَّه تَعالى عِيسَى ابْنَ مَرْيمَ ﷺ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُه، ثُّمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنْينِ عدَاوَةٌ. ثُّمَّ يُرْسِلُ اللَّه، ، ريحًا بارِدَةً مِنْ قِبلِ الشَّامِ، فَلا يبْقَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ أحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أوْ إيمَانٍ إلاَّ قَبَضَتْهُ، حتَّى لَوْ أنَّ أحَدَكُمْ دخَلَ فِي كَبِدِ جَبلٍ، لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ. فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِ، وأحْلامِ السِّباعِ لاَ يَعْرِفُون مَعْرُوفًا، وَلا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلَ لهُمُ الشَّيْطَانُ، فَيقُولُ: ألاَ تسْتَجِيبُون؟ فَيَقُولُونَ: فَما تأمُرُنَا؟ فَيَأمرُهُم بِعِبَادةِ الأوْثَانِ، وهُمْ في ذلكَ دارٌّ رِزْقُهُمْ، حسنٌ عَيْشُهُمْ. ثُمَّ يُنْفَخُ في الصَّور، فَلا يَسْمعُهُ أحَدٌ إلاَّ أصْغى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، وَأوَّلُ منْ يسْمعُهُ رَجُلٌ يلُوطُ حَوْضَ إبِله، فَيُصْعقُ ويُصْعَقُ النَّاسُ حولهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّه أوْ قالَ: يُنْزِلُ اللَّه مَطَرًا كأَنَّهُ الطَّلُّ أو الظِّلُّ، فَتَنْبُتُ مِنْهُ أجْسَادُ النَّاس ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُون. ثمَّ يُقَالُ يا أيهَا النَّاسُ هَلُمَّ إلَى رَبِّكُم، وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤولونَ، ثُمَّ يُقَالُ: أخْرجُوا بَعْثَ النَّارِ فَيُقَالُ: مِنْ كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلِّ ألْفٍ تِسْعَمِائة وتِسْعةَ وتِسْعينَ، فذلكَ يْوم يجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيبًا، وذَلكَ يَوْمَ يُكْشَفُ عنْ ساقٍ" رواه مسلم.
3/1810- وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بن عَمْرو بن العاصِ رَضي اللَّه عَنْهُما قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: يخْرُجُ الدَّجَّالُ في أمَّتي فَيَمْكُثُ أربَعِينَ، لاَ أدْري أرْبَعِينَ يَوْمًا، أو أرْبَعِينَ شَهْرًا، أوْ أرْبَعِينَ عَامًا، فَيبْعثُ اللَّه تَعالى عِيسَى ابْنَ مَرْيمَ ﷺ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُه، ثُّمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنْينِ عدَاوَةٌ. ثُّمَّ يُرْسِلُ اللَّه، ، ريحًا بارِدَةً مِنْ قِبلِ الشَّامِ، فَلا يبْقَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ أحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أوْ إيمَانٍ إلاَّ قَبَضَتْهُ، حتَّى لَوْ أنَّ أحَدَكُمْ دخَلَ فِي كَبِدِ جَبلٍ، لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ. فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِ، وأحْلامِ السِّباعِ لاَ يَعْرِفُون مَعْرُوفًا، وَلا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلَ لهُمُ الشَّيْطَانُ، فَيقُولُ: ألاَ تسْتَجِيبُون؟ فَيَقُولُونَ: فَما تأمُرُنَا؟ فَيَأمرُهُم بِعِبَادةِ الأوْثَانِ، وهُمْ في ذلكَ دارٌّ رِزْقُهُمْ، حسنٌ عَيْشُهُمْ. ثُمَّ يُنْفَخُ في الصَّور، فَلا يَسْمعُهُ أحَدٌ إلاَّ أصْغى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، وَأوَّلُ منْ يسْمعُهُ رَجُلٌ يلُوطُ حَوْضَ إبِله، فَيُصْعقُ ويُصْعَقُ النَّاسُ حولهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّه أوْ قالَ: يُنْزِلُ اللَّه مَطَرًا كأَنَّهُ الطَّلُّ أو الظِّلُّ، فَتَنْبُتُ مِنْهُ أجْسَادُ النَّاس ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُون. ثمَّ يُقَالُ يا أيهَا النَّاسُ هَلُمَّ إلَى رَبِّكُم، وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤولونَ، ثُمَّ يُقَالُ: أخْرجُوا بَعْثَ النَّارِ فَيُقَالُ: مِنْ كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلِّ ألْفٍ تِسْعَمِائة وتِسْعةَ وتِسْعينَ، فذلكَ يْوم يجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيبًا، وذَلكَ يَوْمَ يُكْشَفُ عنْ ساقٍ" رواه مسلم.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذان الحديثان يتعلقان بالدجال، تقدم حديث النواس بن سمعان في الدجال، والدجال آية من آيات الساعة وشرط من أشارطها كما تقدم، من أشارطها القريبة من قيامها، والدجال شخص كذاب من بني آدم يقال له الدجال لعظم كذبه وكثرة دجله وافترائه، وتقدم أنه يمكث في الناس أربعين يومًا في حديث عبد الله بن عمرو أربعين قال: لا أدري أربعين شهرًا أو يومًا أو سنة حديث النواس بن سمعان وضح أنها أربعون يومًا: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وباقي أيامه كأيامنا، وفيه أن معه نارًا وماء، فالذي يقول إنه نار هو ماء طيب، والذي يقول إنه ماء هو نار محرقة، فمن أدركه فليقع في الذي يقول إنه نار، لأنه يغير الأشياء، ويدلس الأشياء، ويكذب الأشياء، وتقدم بعض ما يقع على يديه من الخوارق الكثيرة التي تغر الناس وتجعلهم يستجيبون له من: استنزاله المطر، واستنباته النبات، وكونه تتبعه كنوز الخربات، إلى غير ذلك مما يقع على يديه من الفتنة، ثم ينزل الله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، فيقاتل الدجال ومعه المسلمون فيقتله بباب لد في الشام في الأردن، ويقول الشجر والحجر: يا عبد الله يا مسلم هذا يهودي تعال فاقتله، ويكون معه اليهود، لأنه رئيسهم وملكهم الدجال، فيحاصر المسلمون الدجال واليهود فيقتلونهم قتلًا ذريعًا، ويقتلون الدجال حتى إن الشجر والحجر يقول: يا عبد الله هذا يهودي تعال فاقتله إلا الغرقد، ثم بعد ذلك يمكث الناس في رغد من العيش ونعمة وينتشر الإسلام ويفيض المال على الناس حتى لا يقبله أحد، حتى يهم الإنسان من يقبل صدقته لسعة المال وكثرته وقلة الفقراء، ثم بعد خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها كما جاء في أحاديث صحيحة بعد هذا كله، يرسل الله ريحًا طيبة لينة فتقبل أرواح المؤمنين والمؤمنات، فلا يبقى أحد فيه إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع -يعني لا عقول ولا دين- يتهارجون تهارج الحمر، فيأتيهم الشيطان، ويقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: إلى أي شيء؟ فيدعوهم إلى عبادة الأوثان، فيستجيبون له لعدم البصيرة كما تقدم لخفة الطير وأحلام السباع، وعلى هؤلاء تقوم الساعة، على شرار الناس تقوم الساعة، نسأل الله العافية والسلامة.
المقصود أن آخر الزمان فيه فتن كثيرة: فتن الدجال، وفتنة يأجوج ومأجوج هذه فتنة عظيمة، ثم هدم الكعبة على يد بعض الحبشة، ثم نزع المصحف من الصحف، ومن القلوب رفع القرآن، كل هذا من الآيات التي تقع قبل قيام الساعة، وهكذا الدخان الذي يعم الناس، ثم خروج الدابة التي أخبر الله عنها في قوله: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ [النمل:82]، ثم طلوع الشمس من مغربها، ثم بعدها حشر النار، نسأل الله العافية.
فالمؤمن يحرص على أن يعد العدة في أي وقت ولا ينتظر، بل كل وقت يعد فيه العدة، يخشى من هجوم ما لا قبل له به، قد يفتن بفتن أخرى غير أشراط الساعة، عند كثرة الشر وغربة الإسلام تقع الفتن الكثيرة والشبه الكثيرة، فالمؤمن عليه أن يجتهد ويتحرى الحق ويصبر على البلاء حتى يلقى ربه ، ومن بلي بهذه الآيات بخروج الدجال في زمانه أو غيره، فعليه أن يتقي الله وأن يتمسك بالحق ولا يغتر لأجل دجل الدجالين وكذب الكذابين، نسأل الله العافية.
الأسئلة:
س: بالنسبة لإخراج بعث النار؟
الشيخ: بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، يأمر الله آدم ويخرج بعث النار من يأجوج ومن غير يأجوج، من يأجوج معهم تسع وتسعون، ومن هؤلاء واحد من بقية الناس، مثل ما قال الله جل وعلا: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]، وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأنعام:116] أكثر الخلق على الباطل، ويأجوج ومأجوج كلهم شر، نسأل الله العافية.
س: هل يدل على أن أهل النار أكثر من أهل الجنة؟
الشيخ: نعم، ما في شك، نسأل الله العافية.
س: الكتاب...؟
الشيخ: يعني أنه ما تقيد بشيء، من هنا ومن هنا أحاديث مجمعة في كل شيء، ما هي بخاصة بشيء، والملح جمع ملحة، يعني فيها ما يشتاق لها الناس من ... ، إما ترغيب أو ترهيب، أو أخبار عن حوادث، أو نحو ذلك، هذا المقصود.
س: باب لد؟
الشيخ: باب لد في الشام في الأردن.
س: إطلاق كلمة دجال على شخص متصف بالكذب؟
الشيخ: ما أعلم مانع، من علم بالكذب الكثير يسمى دجالًا.
س: هل يجوز للابن أن يتزوج أخت زوجة أبيه؟
الشيخ: زوجة أبيه ما هي بأمه.
س: لا.
الشيخ: ما في بأس، واحد يتزوج هذه وواحد يتزوج هذه، ما في بأس ما داموا أخوات ما يخالف.
س: ....؟
الشيخ: في الدنيا كلها آية عامة
س: في بعض الناس يقول كانت في عاصمة الخليج؟
الشيخ: لا، لا، الدخان آية عامة للأرض كلها.
س: من يموت ويتأخر دفنه بالنسبة لعذاب القبر يؤجل؟
الشيخ: الله أعلم، يأتي نصيبه ولو في بطون السباع.
س: الدجال حي الآن؟
الشيخ: المشهور أنه حي لحديث رواه مسلم في الصحيح، هو موجود لكنه معتقل حتى يؤذن له بالخروج.
س: في رواية من بعث النار أنه تملأ النار من أهل الفترة في الترمذي؟
الشيخ: الله أعلم.