باب كراهة ردَّ الريحان لغير عذر
1/1786- عَنْ أبي هُريْرَةَ ، قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ ريْحَانٌ، فَلا يَرُدَّهُ، فَإنَّهُ خَفيفُ المَحْملِ، طَيِّبُ الرِّيحِ رواهُ مسلم.
2/1787- وَعَنْ أنَسِ بنِ مَالِكٍ أنَّ النبيَّ ﷺ كَانَ لاَ يَرُدُّ الطِّيبَ. رواهُ البُخاري.
باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدةٌ من إعجاب ونحوه، وجوازه لمن أُمِنَ ذلك في حقه
1/1788- عَنْ أبي مُوسى الأشْعرِيِّ قَالَ: سَمِعَ النَّبيُّ ﷺ رَجُلًا يُثْني عَلَى رَجُلٍ وَيُطْرِيهِ في المدْحَةِ، فَقَالَ: أهْلَكْتُمْ، أوْ قَطعْتُمْ ظَهرَ الرَّجُلِ متفقٌ عليهِ.
2/1789- وَعَنْ أبي بَكْرَة أنَّ رجُلًا ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ ﷺ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْرًا، فَقَالَ النبيّ ﷺ: ويْحَكَ قَطَعْت عُنُقَ صَاحِبكَ يقُولُهُ مِرَارًا إنْ كَانَ أحَدُكُمْ مَادِحًا لاَ مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ كَذَا وكَذَا إنْ كَانَ يَرَى أنَّهُ كَذَلِكَ، وَحَسِيبُهُ اللَّه، ولاَ يُزَكَّى علَى اللَّهِ أحَدٌ متفق عليه.
3/1790- وَعَنْ هَمَّامِ بنِ الْحَارِثِ، عنِ المِقْدَادِ أنَّ رَجُلًا جعَل يَمْدَحُ عُثْمَانَ ، فَعَمِدَ المِقْدادُ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَجَعَلَ يَحْثُو في وَجْهِهِ الْحَصْبَاءَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إذَا رَأَيْتُمُ المَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا فِي وَجُوهِهِمُ التُّرابَ رَوَاهُ مسلم.
1/1786- عَنْ أبي هُريْرَةَ ، قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ ريْحَانٌ، فَلا يَرُدَّهُ، فَإنَّهُ خَفيفُ المَحْملِ، طَيِّبُ الرِّيحِ رواهُ مسلم.
2/1787- وَعَنْ أنَسِ بنِ مَالِكٍ أنَّ النبيَّ ﷺ كَانَ لاَ يَرُدُّ الطِّيبَ. رواهُ البُخاري.
باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدةٌ من إعجاب ونحوه، وجوازه لمن أُمِنَ ذلك في حقه
1/1788- عَنْ أبي مُوسى الأشْعرِيِّ قَالَ: سَمِعَ النَّبيُّ ﷺ رَجُلًا يُثْني عَلَى رَجُلٍ وَيُطْرِيهِ في المدْحَةِ، فَقَالَ: أهْلَكْتُمْ، أوْ قَطعْتُمْ ظَهرَ الرَّجُلِ متفقٌ عليهِ.
2/1789- وَعَنْ أبي بَكْرَة أنَّ رجُلًا ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ ﷺ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْرًا، فَقَالَ النبيّ ﷺ: ويْحَكَ قَطَعْت عُنُقَ صَاحِبكَ يقُولُهُ مِرَارًا إنْ كَانَ أحَدُكُمْ مَادِحًا لاَ مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ كَذَا وكَذَا إنْ كَانَ يَرَى أنَّهُ كَذَلِكَ، وَحَسِيبُهُ اللَّه، ولاَ يُزَكَّى علَى اللَّهِ أحَدٌ متفق عليه.
3/1790- وَعَنْ هَمَّامِ بنِ الْحَارِثِ، عنِ المِقْدَادِ أنَّ رَجُلًا جعَل يَمْدَحُ عُثْمَانَ ، فَعَمِدَ المِقْدادُ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَجَعَلَ يَحْثُو في وَجْهِهِ الْحَصْبَاءَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إذَا رَأَيْتُمُ المَدَّاحِينَ، فَاحْثُوا فِي وَجُوهِهِمُ التُّرابَ رَوَاهُ مسلم.
الشيخ:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالحديث الأول والثاني استحباب عدم رد الطيب لأنه خفيف المحل طيب الرائحة، الريحان وأنواع الطيب إذا عرض عليك أخوك طيبًا فلا ترده لكونه خفيف المحمل طيب الرائحة خفيف المؤنة إلا من عذر شرعي، ولهذا كان النبي لا يرد الطيب عليه الصلاة والسلام، ويقول: من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه طيب الرائحة خفيف المحمل فإذا عرض أخوك عليك شيئًا من الطيب.... في يدك أو شبه ذلك أو يبخرك، أما إذا كان شيئًا له قيمة فتقول أقبله بالثمن ،كان لا يرد الهدية ويقبلها بالثمن إذا كان له قيمة، تقول: أنا أقبلها لكن بالثمن، إلا إذا كان بينك وبينه صحبة خاصة ما تحتاج فيها الثمن فهذا شيء آخر.
والحديث الثالث والرابع والخامس فيما يتعلق بالمدح، والمدح خطير جدًا، فمدح الإنسان في وجهه قد يفضي به إلى العجب، قد يفضي به إلى ما لا تحمد عقباه، فلهذا نهى النبي ﷺ عن المدح، وقال لأحد الصحابة: قطعت عنق صاحبك، ويحك قطعت عنق صاحبك، إذا كان أحدكم ولا بدّ مادحًا فليقل أحسبه كذا، الله حسيبه لأن الجزم بالمدائح قد يفضي إلى عجب من الممدح، وقد أيضا يضر الآخرين الذين يعتقدون فيه أنه كما قال هذا المادح، ولكن يقول أحسبه كذا إلا إذا كان ممن يوثق به وكان مدحه قليلًا فلا بأس، مثل ما قال ﷺ لعمر: ما سلكت فجًا إلا سلك الشيطان فجًا غير فجك، ومثل ما أثنى على بعض الصحابة ثناء خفيفًا ليس فيه طول، ولأنه المعلم والمرشد عليه الصلاة والسلام، فإذا كان المدح قليلًا لا يترتب عليه خطأ فلا بأس به، وكما جرى بين الصحابة وأرضاهم، فالشيء القليل الذي لا يخشى منه لا بأس، أو كان ميتًا الممدوح لا يضر، لما ثبت عنه ﷺ أنه مر عليه جنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال: وجبت، ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرًا فقال: وجبت، فسألوه قال: هذه أثنيتم عليها خيرًا فوجبت لها الجنة، وهذه أثنيتم عليها شرًا فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في الأرض ولم ينكر على من أثنى عليه خيرًا لأنه ميت ما يخشى عليه، فإذا قيل عن الميت أنه رجل صالح، وأنه كذا يدعا له ويرجا له الخير، وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: قول الرسول ﷺ: نعم الرجل عبدالله لو كان يرفع إزاره؟
الشيخ: كذلك نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل، فالمدح القليل الذي لا يخشى منه.
س: رجل أقرض رجلًا مبلغًا إلى أجل ثم بعد ذلك عند إعادته للمال زاد عليه قليلًا مبلغ خمسمائة ريال؟
الشيخ: من دون شرط يعني؟
س: من دون شرط.
الشيخ: ما في بأس إن خيار الناس أحسنهم قضاء، كان النبي ﷺ يقرض الثلاثين ويردها إلى الستين، إذا كان من غير شرط فلا بأس، إن من خيار الناس أحسنهم قضاء.
س: ما يدخل تحت أي قرض جر منفعة فهو ربا؟
الشيخ: لا، ذاك المتفق عليه في الشرط.
س: قد تمدح رجلًا ويزيد في العمل إذا مدحته؟
الشيخ: الشيء القليل الذي ما يخشى من شره لا بأس، مثل ما جرى للصحابة مع النبي ﷺ.
س: كيف يواجه الرجل مدح الناس إذا أثنوا عليه في وجهه؟
الشيخ: يقول: الله يغفر لي ولكم، غفر الله لي ولكم، عفا الله عني وعنكم، وما أشبه ذلك.
س:...
الشيخ: يقول: الله يعفو عني وعنكم، الله يغفر لنا، نسأل الله المغفرة، نسأل الله العفو، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم خير مما يظن الناس.
س:...
الشيخ: لا يعجب بنفسه.
س:.. فوق جبل عرفة وهو يقول: لولا أنا لغفر لمن فوق جبل عرفة؟
الشيخ: لا ما له لزوم هذا، هذا كذب وأيش يدريه، لا بأس يقول: الله يعفو عنا وعنكم، يا أخي لا تمدح وجزاك الله خيرًا، ونحو هذا.
س: الثناء عليه وتشجيعه على العمل وكذا؟
الشيخ: إذا كان قليلًا لا بأس للمصلحة، ولا يخشى منه مضرة لا بأس إن شاء الله، وعليه يحمل ما جاء عن الصحابة الشيء القليل، ولا يترتب عليه شر لا بأس.
س: التغيير بالسواد؟
الشيخ: لا يجوز، يقول النبي ﷺ: غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد رواه مسلم في الصحيح.
س: الزيادة في آخر الحديث مدرجة أو من الحديث وجنبوه السواد؟
الشيخ: لا، صحيحة متصلة، وقول أنها مدرجة غلط.
س: من أعلها بتدليس ابن الزبير؟
الشيخ: لا هذا غلط، الأحاديث متصلة.
س: لو أثنى على شخص مقصر حتى أنه يتغير هذا الشخص؟
الشيخ: لا، يحثه على النشاط ولا يكذب، يقول عليك بالنشاط، وعليك كذا يا أخي، احتسب كذا، جاهد نفسك، ونحو هذا.
س: حديث: يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد؟
الشيخ: حديث صحيح عن ابن عباس لا يريحون رائحة الجنة رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد عن ابن عباس.