133 من حديث: (لا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ)

 
7/366- وعنْ أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ، عن النبيِّ ﷺ قَالَ: لا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ رواه أَبُو داود والترمذي بإِسْنَادٍ لا بأْسَ بِهِ.
8/367- وعن أَبي هريرة : أَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكمْ مَنْ يُخَالِل رواه أَبُو داود والترمذي بإِسنادٍ صحيحٍ، وَقالَ الترمذي: حديثٌ حسنٌ.
9/368- وعن أَبي موسى الأَشْعَرِيِّ : أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي روايةٍ قال: قيل للنبيِّ ﷺ: الرَّجُلُ يُحِبُّ القَومَ وَلَمَّا يَلْحَق بِهِمْ، قَالَ: المَرْءُ مع مَن أحبَّ.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في الحثِّ على صحبة الأخيار والاستفادة منهم، والحذر من صحبة الأشرار.
في هذا الحديث يقول ﷺ: لا تُصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ، هذا عند أهل العلم طعام الصُّحبة، أما طعام الضيافة فلا يُشترط فيها التَّقي، لكن التَّزاور بين الناس والتَّواصل يكون بين المؤمنين وبين الأخيار، ويجتنب صحبة الأشرار والفُجَّار، ولا يكون طعامه إلا للأخيار والأتقياء، أمَّا ما يتعلق بالضّيفان: فالضيف يكون تقيًّا ويكون غير تقيٍّ، فالضيوف لهم حقّهم مطلقًا: مَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضيفَه، والنبي ﷺ أكرم الضيوفَ، وورد عليه الكُفَّار وغير الكفَّار.
الحديث الثاني
والحديث الثاني: يقول ﷺ: المرء على دين خَليله، فلينظر أحدُكم مَن يُخالِل، هذا يدل على أنَّ الخليل في الغالب يُؤثر على خليله في دينه وأخلاقه، فلينظر المؤمنُ أخِلَّاءَه وأحبابه، حتى يختارهم، ويكون مع مَن تُرى منه الأعمال الطيبة والسيرة الحميدة، كما تقدَّم في الحديث الصحيح: يقول ﷺ: مثل الجليس الصَّالح .. كحامل المسك، .. إمَّا أن يُحذيك، وإمَّا أن تبتاع منه أي: تشتري منه، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبةً، ومثل الجليس السّوء .. كنافخ الكير، .. إمَّا أن يحرق ثيابَك، وإمَّا أن تجد منه ريحًا منتنةً.
الحديث الثالث
فالمؤمن يختار الأصحاب الطّيبين والأخيار، ويزورهم ويستفيد منهم، ويتذاكر معهم؛ لما في صحبتهم من الخير، ولهذا طلب موسى صحبةَ الخضر؛ ليستفيد من علمه، والرسول ﷺ يقول: المرء مع مَن أحبَّ، قيل: يا رسول الله، المرء يُحبُّ القومَ ولما يلحق بهم، قال: المرء مع مَن أحبَّ، قال أنسٌ : "فما أُعطي أصحابُ الرسول ﷺ شيئًا أحبّ إليهم من هذا"، المرء مع مَن أحبَّ، قال أنس: "فإني أحبُّ الله ورسوله، وأرجو أن يحشرني الله مع رسولِه" عليه الصلاة والسلام.
فالمقصود أنَّ المحبة للمؤمنين وصحبة المؤمنين والأخيار من أسباب الحشر معهم يوم القيامة، والفوز بالجنة والسَّعادة، كما أنَّ صُحبة الأشرار والفُجَّار من أسباب الخسارة، وأن تكون معهم في الدنيا والآخرة -نسأل الله العافية.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: ما صحة حديث لا تُصاحِب إلا مُؤمنًا؟
ج: لا بأس به.
س: حكم الأكل مع تارك الصلاة؟
ج: إذا كان ضيفًا فلا بأس، وتنصحه، أما إذا كان من جيرانك وغيرهم فلا، وعليك أن تنصحه، ويستحق الهجر إن لم يقبل النَّصيحة، وإلا فاستمر على النصيحة والتَّذكير والترغيب في الخير لعلهم يهتدون.
س: إمام إذا جاء يُكبر للسجود فالمأمومون يصلون قبله للسُّجود؟
ج: يعني: يُطيل؟
س: نعم يُطيل.
ج: ينصحهم ألا يعجلوا حتى ينتهي تكبيره، ويُنْصَح هو ألا يمدّ.
س: ..................؟
ج: ............. موافقتهم لا مكروهة، لكن ينبغي لهم أن يتأنوا قليلًا.
س: بعض الناس يُثني على بعض الكفار، هل يكون هذا من المحبَّة؟
ج: لا، ما هو بلازم المحبة، قد يُثني عليه لصدقه، أو لأنَّه أكرم المسلمين، كما أثنى النبيُّ على النَّجاشي، ثم هدى الله النجاشي وأسلم.
س: بالنسبة لضبط الوقت أو مثلًا التَّطوع، ما يكون من المحبة؟
ج: ما هو بلازم المحبة، إذا أثنى عليهم بشيءٍ وقع منهم ترغيبًا فيه، مثل أن يقول: ترى الكفار يُتقنون الصَّنعة، ................... أحسن منهم.
س: لو قال مثلًا: مواعيده كمواعيد جرينتش، أو ما شابه؟
ج: إذا كان مقصوده الحثّ على الصدق في المواعيد، وليس مقصوده محبتهم، المقصود التحريض على الصدق في ........... الكفار خير منك، يعني: كن خيرًا منهم.
س: الرجل إذا أحبَّ قومًا ولم يعمل أعمالهم فهل يُحْشَر معهم، كالمجاهدين في سبيل الله؟
ج: يُرجى له الخير إن شاء الله، وعليه أن يجتهد في أعماله، فيُؤدي الواجبات، ويترك المحارم.