111 باب حقِّ الجار والوصية بِهِ

 
4/301- وعن عمرو بن شُعْيب، عن أَبيه، عن جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مُرُوا أَوْلادكُمْ بِالصَّلاةِ وهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، واضْرِبُوهمْ علَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وفرِّقُوا بيْنَهُمْ في المضَاجعِ حديثٌ حسنٌ، رواه أَبُو داود بإِسنادٍ حسنٍ.
5/302- وعن أَبي ثُريَّةَ سَبْرَةَ بنِ مَعْبدٍ الجهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُ علَيْهَا ابْنَ عشْرِ سِنِينَ حديثٌ حسنٌ، رواه أَبو داود والترمِذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.
ولَفْظُ أَبي داوُد: مرُوا الصَّبِيَّ بِالصَّلاةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ.

39- باب حقِّ الجار والوصية بِهِ
قَالَ الله تَعَالَى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:36].
1/303- وعن ابنِ عمرَ وعائشةَ رضي اللَّه عنهما قَالا: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجارِ حتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سيُوَرِّثُهُ متفقٌ عَلَيهِ.
2/304- وعن أَبي ذرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَها، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ رواه مسلم.
وفي روايةٍ لَهُ عن أَبي ذرٍّ قَالَ: إنَّ خليلي ﷺ أَوْصَانِي: إِذا طبخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرانِكَ، فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلِّ وسلِّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهُداه.
أما بعد:
فهذا حديث عبدالله بن عمرو وسبرة بن معبد فيما يتعلق بالعناية بالأولاد، وتربية الأولاد، وتقدم بعضُ ما ورد في ذلك، وهو قوله ﷺ: كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤولٌ عن رعيته، وأهل بيته هم: زوجته، وأولاده، وأبواه، وسائر مَن في بيته، عليه أن يرعاهم، وأن يأمرهم بتقوى الله، ويمنعهم من محارم الله، ويؤدب أولاده إذا وجد منهم ما يُوجب التَّأديب.
وهكذا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص: يقول ﷺ: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع.
وهكذا حديث سبرة بن معبد الجهني.
فالواجب على الآباء، وهكذا الأجداد، وهكذا الأمهات، وهكذا الجدات، وكل مَن يتولى الصِّبيان: الواجب عليهم أن يُحسنوا فيهم، وأن يُعلِّموهم، ويُوجِّهوهم إلى الخير إذا بلغوا سبعًا، جارية أو ذكر، يُعلَّم، ويُوجَّه إلى الخير، ويُؤْمَر، فإذا بلغ عشرًا استحق أن يُؤدَّب إذا تخلَّف عن الصلاة، وإذا بلغ الحلم صارت فريضةً عليه، يستحق القتلَ عند التأخر عنها وعدم أدائها.
فالواجب على كل مسلمٍ أن يعتني بأهل بيته وأولاده في كل شيءٍ، ولا سيَّما أمر الصلاة، وأمر الدين، وهكذا في الأمور الأخرى: يُعلَّمون الآداب الشرعية حتى يسيروا عليها في بِرِّ آبائهم، وبِرِّ أمهاتهم، وعدم الظلم للناس، وعدم التعدي على الناس، وعدم إيذاء الناس، يُربِّيهم التربية الشرعية.
وهكذا الجيران: يجب أن يُعتنى بهم، فلهم حقٌّ، كما قال الله تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ، ثم قال بعدها: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ [النساء:36]، فأوصى الله بالجار القريب والبعيد بالإحسان إليه، وكفِّ الأذى عنه.
ويقول ﷺ: ما زال جبريلُ يُوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيُورِّثه؛ لشدة الوصية التي بلَّغه إياها جبرائيل عن الله .
وقال ﷺ لأبي ذرٍّ: إذا طبختَ مرقةً فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك، وقال عليه الصلاة والسلام: مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم جاره، وفي اللفظ الآخر: فلا يُؤْذِ جاره، وفي لفظٍ: فليُحْسِنْ إلى جاره.
فالجار له حقٌّ، والواجب الإحسان إليه، وكفّ الأذى عنه، والأذى قد يكون بإلقاء القمامة أمام بيته، وقد يكون بإيذائه بصوت المذياع أو غيره، فالواجب كفّ الأذى عنه من جميع الطرق، مع الإحسان إليه بالهدية، بالنصيحة، بالأمر بالمعروف، بالنهي عن المنكر، إلى غير هذا من وجوه الإحسان.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: وصايا معينة: قال لي جبريل: كذا وكذا؟
ج: الوصايا توجد في بعض الأحاديث، إن الله أرسل جبريل يأمره بها، فإذا تتبع الإنسانُ الأحاديثَ وجدها.
س: وروى البخاريُّ: لما قيل لأنسٍ ...........؟
ج: لا، الأحاديث المثبتة مُقدَّمة على نفي أنس، النبي ﷺ يقول: أفطر الحاجمُ والمحجومُ، المثبت يُقَدَّم على النَّافي.
س: حديث: أفضل الذكر: لا إله إلا الله؟
ج: ثابت من حديث أبي هريرة وغيره، يقول النبي ﷺ: الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله رواه مسلم في "الصحيح".
س: العلاج واجب أو سنة؟
ج: مُستحب.
س: .......... نفع الله به عبادًا كثيرين، وهدى الله على يديه كثير من الكفر إلى الإسلام، ويقرأ عند عالمان كبيران من أهل العلم، ولو علما بقراءته على الناس لربما قالا له: لا تقرأ علينا، ويقول: هل أترك القراءة البتة وأتفرغ للعلم أم أجمع بينهما؟
ج: يقول النبي ﷺ: لا بأس بالرُّقَى ما لم تكن شركًا، فإذا أحبَّ أن يُحسن إلى الناس فجزاه الله خيرًا، يُحسن إلى الناس في وجهٍ وعلى طريقةٍ لا تمنع من طلب العلم في أوقاتٍ مناسبةٍ، يجمع بين هذا وهذا، يطلب العلم ويتفقه في الدين، وإذا حصل عنده فرصة وقرأ على إخوانه المسلمين لا بأس، النبي قرأ على المريض، والصحابة لما مرُّوا على جماعةٍ في البَرِّ -عرب- لديغٌ سيدهم قرأوا عليه.
س: يقول: يُنْكِر عليَّ المشايخُ: لماذا أتَّخذ هذا عادةً من العصر حتى العشاء؟
ج: على كل حال، يُعلمهم بالأسباب، وعليه تقوى الله، والحذر من شرّ نفسه وهواه، فقد يكون يحمله الطمع في الدنيا، فإذا لم يكن قصده الدنيا فلا يأخذ إلا القليل، ويرفق بالناس.
س: لا ينظر إليها البتة إن كان من جهة الدنيا، لكن هم سبحان الله متشددون في هذا الأمر؟
ج: على كل حالٍ، الله ................ إذا كان يأمن على نفسه، وإن لم يكن يأمن على نفسه ويخشى أن قراءته على المرضى تجرُّه إلى شرٍّ كبيرٍ يتركها، فقد تجرُّه إلى مسألة النساء، وقد تجرُّه إلى الطمع، فعليه أن يدرس الموضوع.
س: إذن لا يذكر لهما شيئًا؟
ج: يعمل بما يرى أنه مصلحة، ولو ما علَّمهم.