173- باب مَا يدعو بِهِ إِذَا خاف ناسًا أَوْ غيرهم
1/981- عن أَبي موسى الأشعرِيِّ : أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ كانَ إِذَا خَافَ قَومًا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نجعلُكَ في نحورِهِمْ، ونعُوذُ بِكَ مِنْ شرُورِهمْ رواه أَبُو داود والنسائي بإسنادٍ صحيحٍ.
174- باب مَا يقول إِذَا نزل مَنْزلًا
1/982- عن خَولَة بنتِ حكيمٍ رَضي اللَّهُ عنها قالتْ: سمعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقولُ: مَنْ نَزلَ مَنزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمات اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّه شَيْءٌ حتَّى يَرْتَحِل مِنْ منزِلِهِ ذلكَ رواه مسلم.
2/983- وعن ابن عمر رَضي اللَّه عنهمَا قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا سَافَرَ فَأَقْبَلَ اللَّيْلُ قال: يَا أَرْضُ، ربِّي وَربُّكِ اللَّه، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شرِّكِ، وشَرِّ ما فِيكِ، وشرِّ ما خُلِقَ فيكِ، وشَرِّ ما يَدبُّ عليكِ، أَعوذ باللَّهِ مِنْ شَرِّ أَسدٍ وَأَسْوَد، ومِنَ الحيَّةِ والعَقْرَبِ، وَمِنْ سَاكِنِ البَلَدِ، ومِنْ والِدٍ وَمَا وَلَد رواه أبو داود.
1/981- عن أَبي موسى الأشعرِيِّ : أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ كانَ إِذَا خَافَ قَومًا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نجعلُكَ في نحورِهِمْ، ونعُوذُ بِكَ مِنْ شرُورِهمْ رواه أَبُو داود والنسائي بإسنادٍ صحيحٍ.
174- باب مَا يقول إِذَا نزل مَنْزلًا
1/982- عن خَولَة بنتِ حكيمٍ رَضي اللَّهُ عنها قالتْ: سمعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقولُ: مَنْ نَزلَ مَنزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمات اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّه شَيْءٌ حتَّى يَرْتَحِل مِنْ منزِلِهِ ذلكَ رواه مسلم.
2/983- وعن ابن عمر رَضي اللَّه عنهمَا قَالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا سَافَرَ فَأَقْبَلَ اللَّيْلُ قال: يَا أَرْضُ، ربِّي وَربُّكِ اللَّه، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شرِّكِ، وشَرِّ ما فِيكِ، وشرِّ ما خُلِقَ فيكِ، وشَرِّ ما يَدبُّ عليكِ، أَعوذ باللَّهِ مِنْ شَرِّ أَسدٍ وَأَسْوَد، ومِنَ الحيَّةِ والعَقْرَبِ، وَمِنْ سَاكِنِ البَلَدِ، ومِنْ والِدٍ وَمَا وَلَد رواه أبو داود.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة فيها التَّعوذات الشرعية لمن دعت الحاجةُ إلى شيءٍ من ذلك، فإذا خاف قومًا كان يقول ﷺ: اللهم إنا نجعلُكَ في نحورهم، ونعوذ بك من شُرورهم، كأن خاف عدوًا، أو أهل بلدٍ، أو غيرهم ممن يُخْشَى شرّه: اللهم إنَّا نجعلُكَ في نحورهم، ونعوذ بك من شُرورهم.
والعبد ليس له ملجأ إلا الله سبحانه، إليه الملجأ جلَّ وعلا، بيده أَزِمَّة الأمور، وهو الذي بيده كل شيءٍ سبحانه وتعالى، وهو النافع الضَّار، وهو المانع المعطي، وهو القادر على كلِّ شيءٍ جلَّ وعلا، فالمشروع للمؤمن والمؤمنة اللجوء إليه في كل شيءٍ، فإذا خاف قومًا أو خاف شيئًا من الأشياء سأل ربَّه العافية من ذلك، واستعاذ به من ذلك الشيء، ومن ذلك أن يقول: اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شُرورهم، اللهم اكفنا شرَّهم، اللهم سلِّطْ عليهم مَن هو أقوى منَّا عليهم، اللهم أعِنَّا عليهم، إلى غير هذا من الدَّعوات المناسبة.
ومَن نزل منزلًا يقول ما قاله ﷺ: مَن نزل منزلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق، لم يضرّه شيءٌ حتى يرتحل من منزله ذلك، هذه السنة: إذا نزل منزلًا من المنازل: في بيته، أو منزلًا في السفر أن يقول: أعوذ بكلمات الله التَّامَّات من شرِّ ما خلق.
وفي الحديث الآخر أنَّه ﷺ جاءه رجلٌ فقال: يا رسول الله، ما لقيتُ الليلةَ من عقربٍ -يعني: لَدَغَتْنِي؟- فقال ﷺ: أما إنَّك لو قلتَ: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق لم تضرّك.
فالإنسان يعتاد الدَّعوات الطيبة، والتَّعوذات الشرعية، في ليله ونهاره، ومن هذا الحديث الصَّحيح: حديث عثمان ، عن النبي ﷺ قال: مَن قال: بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مراتٍ صباحًا لم يضرّه شيءٌ حتى يُمسي، ومَن قالها مساءً لم يضرّه شيءٌ حتى يُصْبِح، كلمات قليلة.
وكان إذا أقبل الليلُ وأراد النزول في الأرض يقول: يا أرض، ربي وربّك الله، أعوذ بالله من شرِّك، وشرِّ ما فيك، وشرِّ ما خُلِقَ فيك، وشرِّ ما يدبُّ عليكِ، أعوذ بالله من أَسَدٍ وأسود، وحيَّةٍ وعقربٍ، ومن ساكن البلد، ومن والدٍ وما ولد.
لكن التَّعوذات السَّابقة كافية، شاملة: أعوذ بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق تعمّ الحيَّات والعقارب والأعداء وكل شيء.
وفي الحديث الآخر: أعوذ بكلمات الله التَّامة، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّة، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يُجاوزهنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ من شرِّ ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء، ومن شرِّ ما يعرج فيها، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرج منها، ومن شرِّ فتن الليل والنهار، ومن شرِّ كل طارقٍ، إلا طارقًا يطرق بخيرٍ يا رحمن.
فالمؤمن يُشرع له التَّعوذات الشرعية في ليله ونهاره، تأسِّيًا بالنبي ﷺ، وعملًا بسنته، ومن ذلك ما ذكره المؤلف مما سمعتم، فكل هذا مما شرعه الله جلَّ وعلا على يد نبيه عليه الصلاة والسلام، والقاعدة: اللجوء إلى الله في كل شيءٍ، والاعتصام به، والتَّعوذ به، والأخذ بالأسباب الشرعية التي شرعها لعباده، مع الثّقة بالله، والاعتماد عليه، وأخذ الأسباب أيضًا، فهو يعمل بالمشروع ويعتمد على الله، ومع هذا يأخذ بالأسباب المعروفة التي جبل الله عليها العباد، وفطرهم عليها، فهو يتعوّذ بالله من شرِّ الناس، ومن شرِّ الظَّلَمَة، ومع هذا يبتعد عن أسباب الشر: يُغلق بابه عن السُّراق، يحفظ متاعه عن السُّراق، ويتعوَّذ بالله من شرِّ كل حيٍّ، يعني: يأخذ بالأسباب، ولا يؤذي الناس ولا يتعرض لهم حتى لا يتعدّوا عليه، يكفّ شرَّه عن الناس كما يطلب أنَّ الله يكفّ شرَّ الناس عنه: شرَّ لسانه، وشرّ أفعاله، فيأخذ بأسباب العافية، ويبتعد عن أسباب الشر، مع اللجوء إلى الله، ومع التَّعوذ به.
وفَّق الله الجميع.
الأسئلة:
س: مَن قال حديث خَولة لا تقربه الهوامّ أم تقربه وتُؤذيه ولكن لا تضرّه؟
ج: قد يقع هذا، ولكن كما قال النبيُّ: لم تضرّك، ما قال: "لم تقربك"، قال: لم تضرك، فهي كلمات إذا قلتها لم تضرك.
س: حديث خولة يُقال ثلاث مرات؟
ج: نعم، جاء في روايةٍ: "ثلاث مرات"، من غير هذه الطريق.
س: يقول هذا عند بداية سكنه المنزل الجديد؟
ج: يقول: أعوذ بكلمات الله التَّامات من شرِّ ما خلق، طيب، إذا دخل في الليل، أو دخل في النهار، يعتادها.
س: دائمًا يُكرر؟
ج: يكون أحسن وأكمل.
س: أحد عشر مرة، صحّة هذا؟
ج: أظن في بعض روايات مسلم جاء عشر وجاء إحدى عشر، لكن أثبتها وأكملها ثلاث وثلاثون بعد كلِّ صلاةٍ، ويختم بالتَّكبير -أربعة وثلاثين- أو بلا إله إلا الله، وحده لا شريكَ له، له الملك ..
س: مَن قال أنَّ إحدى عشرة وهمٌ من الراوي، وأنَّ المراد عشرة؟
ج: يُراجع رواية مسلم.