285 من: (باب آداب السلام)

 
133- باب آداب السلام
1/857- عن أَبي هريرة : أنَّ رسولَ الله ﷺ قَالَ: يُسَلِّمُ الرَّاكبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْماشي عَلَى القَاعِدِ، والقليلُ عَلَى الكَثِيرِ متفقٌ عليه.
وفي روايةٍ للبخاري: والصغيرُ عَلَى الْكَبِيرِ.
2/858- وعن أَبي أُمامة صُدَيِّ بن عجلان الباهِلِي قال: قال رسولُ الله ﷺ: إنَّ أوْلى النَّاس باللهِ مَنْ بَدأهم بالسَّلام رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ.
ورواه الترمذي عن أَبي أُمامةَ : قِيلَ: يا رسولَ الله، الرَّجُلانِ يَلْتَقيان أيُّهُمَا يَبْدأُ بالسَّلامِ؟ قَالَ: أوْلاهُمَا بالله تعالى قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ.

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث في بيان آداب السلام، وما ينبغي في شأن المُسَلِّم والمُسَلَّم عليه:
يقول ﷺ: ليُسَلّم الصغيرُ على الكبير، والمارُّ على القاعد، والراكبُ على الماشي، والقليلُ على الكثير هذا من آداب السلام: كون الراكب يبدأ بالسلام على الماشي، والمار يبدأ بالسلام على القاعد، والقليل يبدأ بالسلام على الكثير، والصغير يبدأ بالسلام على الكبير، ولو عكس فازوا بالأفضلية، فمَن بدأ فاز بالأفضلية، كما قال ﷺ: أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام، فالذي يبدأ بالسلام قد فاز بالأفضلية.
ولكن السنة لهؤلاء الذين بيَّنهم النبيُّ ﷺ أن يبدؤوا: وهو الراكب على الماشي، والمار على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير، هم الذين يبدؤون، لكن لو عكس: فبدأ الماشي على الراكب، والكثير على القليل، والكبير على الصَّغير؛ فاز بالأفضلية: أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام.
وفي الحديث الصحيح في "الصحيحين": عن أبي أيوب: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، ولا يحل التَّهاجر، يقول ﷺ: لا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاثٍ، يلتقيان، فيُعرض هذا، ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
والمقصود من هذا الحثّ على التعارف، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالخير، والتَّحاب في الله؛ لأن بدء السلام من أسباب التآلف والتَّعارف، كما قال ﷺ لما سُئِلَ: أي الإسلام أفضل؟ قال: أن تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرفتَ ومَن لم تعرف، وقال ﷺ: والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتى تحابّوا، أَوَلَا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتُموه تحابَبْتُم؟ أفشوا السلامَ بينكم، فإفشاء السلام من أسباب المحبة والتَّآلف والتَّعاون على الخير والتواصي بالحق، أما ترك السلام فهو من أسباب التَّهاجر، ومن أسباب الوحشة.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: إمام كان يُصلي بجماعةٍ، ثم ذكر أثناء قراءة الفاتحة أنَّه على غير طهارةٍ؛ فأتى آخر ناب عنه، فمن أين يبدأ؟ هل يُكمل الفاتحة حيث توقف الإمامُ؟
ج: لا، يبدأ الفاتحة.
س: من جديد؟
ج: نعم، يبدأ الفاتحة.
س: إذا بدأ الكافرُ بالسلام على المسلم؟
ج: يرد عليه ويقول: "وعليكم"، فالنبي ﷺ قال: لا تبدؤوا اليهودَ والنصارى بالسلام، وقال: إذا سلَّم عليكم أهلُ الكتاب فقولوا: وعليكم.
س: والفضل هنا يكون للمسلم؟
ج: نعم.
س: رجل استيقظ من نومه فقام وصلَّى الفجر ظنًّا منه أنَّ المسجد قد صلَّى، فلما انتهى من صلاته سمع المسجد يُقيم؟
ج: يذهب ويُصلي معهم.
س: والتي سبقت؟
ج: صلاته معهم تصير نافلةً، والصلاة الأولى فريضة.
س: لكن لو ما صلَّى معهم؟
ج: الأظهر والأقرب أنها تُجزئه، لكن كونه يُبادر ويُصلي معهم يكون له فضل -إن شاء الله-.
س: لكن ما يُكتب له أجر الجماعة؟
ج: أجر جماعةٍ في النافلة.
س: إذا كان رجل نازلًا من الدرج ورجل طالعًا، فهل يدخل فيه؟
ج: النَّازل هو الذي يبدأ بالسلام.
س: لفظة "قال القرآن" أو "يقول القرآن" التي يستخدمها بعضُ الكُتَّاب، هل فيها محذور؟
ج: الأحسن أن يقول: "يقول الله في القرآن"، "يقول الله في كتابه"؛ لأنَّ القرآن كلام، ما هو الذي يقوله، فالله الذي يقول سبحانه.
س: معنى قوله عليه السلام: أولى الناس بالله الذي يبدأهم بالسلام؟
ج: على ظاهره: أولاهم مَن بدأهم بالسلام، يعني: أحقّهم بالله ورحمته وإحسانه وجوده وفضله.