13/129-الحديث الثَّالثَ عَشر: عنْ أبي هريرة أنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: إذَا تَوضَّأَ الْعبْدُ الْمُسْلِم، أَو الْمُؤْمِنُ فغَسلَ وجْههُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خطِيئةٍ نظر إِلَيْهَا بعينهِ مَعَ الْماءِ، أوْ مَعَ آخِر قَطْرِ الْماءِ، فَإِذَا غَسَل يديهِ خَرج مِنْ يديْهِ كُلُّ خَطِيْئَةٍ كانَ بطشتْهَا يداهُ مَعَ الْمَاءِ أَو مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْماءِ، فَإِذَا غسلَ رِجليْهِ خَرجَتْ كُلُّ خَطِيْئَةٍ مشَتْها رِجْلاُه مَعَ الْماءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حَتَّى يخْرُج نقِياً مِنَ الذُّنُوبِ رواه مسلم.
14/130-[الحديث الرَّابعَ عشرَ:] وعنه عن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: الصَّلواتُ الْخَمْسُ، والْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعةِ، ورمضانُ إِلَى رمضانَ مُكفِّرَاتٌ لِمَا بينَهُنَّ إِذَا اجْتنِبَت الْكَبائِرُ رواه مسلم
15/131-[الحديث الْخَامسَ عشر:] وعَنْهُ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: ألا أدلُّكَم عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطايا، ويرْفَعُ بِهِ الدَّرجاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وكَثْرةُ الْخُطَا إِلَى الْمسَاجِدِ، وانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْدِ الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرّبَاطُ رواه مسلم.
14/130-[الحديث الرَّابعَ عشرَ:] وعنه عن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: الصَّلواتُ الْخَمْسُ، والْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعةِ، ورمضانُ إِلَى رمضانَ مُكفِّرَاتٌ لِمَا بينَهُنَّ إِذَا اجْتنِبَت الْكَبائِرُ رواه مسلم
15/131-[الحديث الْخَامسَ عشر:] وعَنْهُ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: ألا أدلُّكَم عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطايا، ويرْفَعُ بِهِ الدَّرجاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وكَثْرةُ الْخُطَا إِلَى الْمسَاجِدِ، وانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْدِ الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرّبَاطُ رواه مسلم.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة فيها الحث على العناية بالوضوء والعناية باجتناب الكبائر والعناية بإسباغ الوضوء وكثرة الخطا إلى المساجد والعناية بانتظار الصلاة بعد الصلاة كل هذه من أسباب كفارات الخطايا وحط السيئات يبين ﷺ أنه إذا توضأ الإنسان فأسبغ الوضوء خرجت خطاياه وجهه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، وهكذا خطايا اليدين، وهكذا خطايا القدمين، وهكذا رأسه يعني التي لم يصر فيها على الكبائر يعني السيئات الصغائر التي اجتنب فيها الكبائر فالوضوء الشرعي من أسباب تكفير السيئات كما أن الصلاة والصوم والزكاة والحج كلها من أسباب تكفير السيئات ولهذا يقول ﷺ: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر يعني إذا لم يصر على الكبائر والكبائر هي الذنوب التي ختمها في الآية أو في الحديث بالوعيد بالنار أو بالغضب أو باللعنة يقال لها كبائر، قال تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31]، فالكبائر هي الذنوب التي فيها وعيد وما دون ذلك تسمى صغائر فالوضوء الشرعي وكثرة الخطا إلى المساجد وإسباغ الوضوء كل هذا من أسباب تكفير السيئات الصغائر، كما أن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كذلك من أسباب تكفير السيئات كما قال ﷺ: الصيام جنة ما لم يخرقها قيل: بم يخرقها؟ قال: بكذب أو غيبة والكذب والغيبة من الكبائر، وقال عليه الصلاة والسلام: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه والإيمان والاحتساب يقتضي عدم الإصرار على السيئات، قال ﷺ: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه فدل على أنه لا بدّ من اجتناب الكبائر ولا بدّ من الحذر منها والتوبة إلى الله منها مع أداء الفرائض، فإذا أدى الفرائض واجتنب الكبائر وحذرها كان هذا من أسباب تكفير الصغائر التي ليس فيها وعيد ولا حد مما قد يقع من الإنسان من بعض الذنوب التي ليس فيها وعيد شديد وما تسمى كبيرة وليس فيها حد في الدنيا، أما الكبائر فلا بدّ فيها من التوبة أو حدودها كالزنا والسرقة وشرب المسكر وعقوق الوالدين، وأكل الربا وهذه من الكبائر فلا بدّ فيها من التوبة التي يمحو الله بها الذنوب، أو إقامة الحد على صاحبها؛ فالحدود كفارات لأهلها، فإذا أقيم حد السرق صار كفارة له، حد الخمر كفارة له، حد الزنا كفارة له إذا مات على ذلك ولم يأت بعد ذلك بمعصية أخرى.
والخلاصة أن العناية بالصلوات الخمس وإسباغ الوضوء وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، كل هذه من أسباب تكفير السيئات، فالواجب على المؤمن أن يعتني بذلك أن يسبغ وضوءه وأن يجتهد في إكمال صلاته وإتقانها وإتقان صيامه وأن يكون على باله كل صلاة في وقتها يؤديها مع المسلمين كلما صلى صلاة فهو على باله الصلاة الأخرى ينتظرها ويواظب عليها ويسارع إليها حتى لا تفوته هكذا المؤمن، وإسباغ الوضوء معناه إتقانه حتى لا يبقى بقعة يسبغ الوضوء على الأعضاء حتى يعمها الماء حتى لا يبقى فيها شيء من البقع والخلال. وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: هل يقال أن الأولى عدم تنشيف أعضاء الوضوء؟
ج: الأمر فيها واسع مباح....
س: بعض الناس أنه من الجمعة إلى الجمعة مكفرة وما بينهما ورمضان إلى رمضان فتجده ما يصلي إلا الجمعة وفي رمضان بس؟
ج: هذا الجهل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا اجتنب الكبائر، شرط الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن، والصلوات الخمس بين الجمعة يعني داخلة فيها. هذا من الجهل العظيم يجب أن ينصح، التخلف عن الصلاة من أسباب الردة نسأل الله العافية ولا حول زلا قوة إلا بالله.
س: ضابط الصغائر ومثالها؟
ج: في اختلاف في ضبط الصغائر ينبغي للمؤمن أن يحذر السيئات كلها لأن الكبائر والصغائر فيها نظر؛ فالواجب على المؤمن أن يحذر السيئات كلها بالكلية صغيرها وكبيرها حتى لا يقع في شيء من الكبائر نسأل الله العافية.
والأكثر في تعريف الكبيرة أنها ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة؛ كالسرقة والزنا والخمر ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة؛ كالغيبة والنميمة كلها فيها وعيد.
س:.... حتى لا يتساهل الناس؟
ج: الواجب الحذر من جميع الذنوب ويعتبرها كبائر حتى يحذرها؛ لأن كل سيئة قد يظنها صغيرة وهي كبيرة فيجب الحذر، نسأل الله العافية.
س: كثرة الخطا المقصود به المنازل البعيدة؟
ج: يعني ما يتخلف عنها يذهب إليها كل وقت.
س: يكون فيه استحباب المنازل الأبعد عن المسجد؟
ج: الناس في الصلاة على بعدهم من المسجد يقول النبي ﷺ: أعظم الناس في الصلاة أجرًا أبعدهم فأبعدهم ممشى.
س: ولو كان في تعمد؟
ج: ولو إذا أراد هذا الفضل ما يخالف.