2/61- الثَّاني: عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِالرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ رواهُ التِّرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.
3/62- الثَّالثُ: عن ابنِ عبَّاسٍ، رضيَ اللَّه عنهمَا، قَالَ: "كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ يوْماً فَقال: يَا غُلامُ إِنِّي أُعلِّمكَ كَلِمَاتٍ: "احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَل اللَّه، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، واعلَمْ: أَنَّ الأُمَّةَ لَو اجتَمعتْ عَلَى أَنْ ينْفعُوكَ بِشيْءٍ، لَمْ يَنْفعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَد كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بَشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّه عليْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ.
رواهُ التِّرمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حسنٌ صَحيحٌ.
وفي رواية غيرِ التِّرْمِذيِّ: احفظَ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ في الرَّخَاءِ يعرِفْكَ في الشِّدةِ، واعْلَمْ أَنّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصيبَك، وَمَا أَصَابَكَ لمْ يَكُن لِيُخْطِئَكَ واعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْب، وأَنَّ مَعَ الْعُسرِ يُسْراً.
4/63- الرَّابعُ: عنْ أَنَس قالَ: "إِنَّكُمْ لَتَعْملُونَ أَعْمَالاً هِيَ أَدقُّ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، كُنَّا نَعْدُّهَا عَلَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْمُوِبقاتِ" رواه البخاري.
3/62- الثَّالثُ: عن ابنِ عبَّاسٍ، رضيَ اللَّه عنهمَا، قَالَ: "كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ يوْماً فَقال: يَا غُلامُ إِنِّي أُعلِّمكَ كَلِمَاتٍ: "احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَل اللَّه، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، واعلَمْ: أَنَّ الأُمَّةَ لَو اجتَمعتْ عَلَى أَنْ ينْفعُوكَ بِشيْءٍ، لَمْ يَنْفعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَد كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بَشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّه عليْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ.
رواهُ التِّرمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حسنٌ صَحيحٌ.
وفي رواية غيرِ التِّرْمِذيِّ: احفظَ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ في الرَّخَاءِ يعرِفْكَ في الشِّدةِ، واعْلَمْ أَنّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصيبَك، وَمَا أَصَابَكَ لمْ يَكُن لِيُخْطِئَكَ واعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْب، وأَنَّ مَعَ الْعُسرِ يُسْراً.
4/63- الرَّابعُ: عنْ أَنَس قالَ: "إِنَّكُمْ لَتَعْملُونَ أَعْمَالاً هِيَ أَدقُّ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، كُنَّا نَعْدُّهَا عَلَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْمُوِبقاتِ" رواه البخاري.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله،وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها من الآيات وحديث جبرائيل كلها تدل على وجوب المراقبة لله جل وعلا في جميع الأمور حتى تؤدي حقه على بصيرة وحتى تدع ما نهاك الله عنه عن بصيرة، فالغفلة والإعراض والتشاغل عن الواجبات من أعظم الأسباب في قسوة القلوب ومن أسباب الإقدام على المحارم.
أما المراقبة واستحضار ما أمر الله به واستحضار عظمة الله وأنه سبحانه يحب منك أن تمتثل أمره وأن تجتنب نهيه فاستحضار هذا الأمر واستحضار أنك عبد مأمور وأن الواجب عليك التنفيذ يعينك على مراقبة الله، يقول النبي ﷺ لمعاذ: اتق الله حيثما كنت يعني في جميع الأحوال راقب الله، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن تقوى الله يعني اتقاء غضبه وعقابه واستحضار عظمته وأوامره ونواهيه حتى تتقيه بفعل المأمور وترك المحظور، هذه هي التقوى أداء فرائض الله وترك محارم الله والوقوف عند حدود الله، وإذا جاهد نفسه في إتباع السيئات بالحسنات كان هذا من نعم الله عليه؛ لأن الحسنات تمحو السيئات ومن الحسنات التوبة، وهي من أحسن الحسنات أن يبادر إلى التوبة عند كل سيئة حتى يمحو الله سيئاته بحسناته .
ثم المخالقة للناس بالخلق الناس أيضًا من أفضل القربات البر حسن الخلق والحذر من الجفاء والشدة والغلظة أمر مطلوب إلا في حق ما شرع الله والغيرة عليه، وإلا فأخوك المسلم من حقه عليك أن تخاطبه بالتي هي أحسن، وأن تحسن خلقك معه البر حسن الخلق وخالق الناس بخلق حسن فالغلظة والاكفهرار وسوء المقابلة ليست من أخلاق المؤمنين، الله جل وعلا يقول: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]، لكن من شرع الله الغلظة له والهجر له هذا يجب تنفيذ ذلك في حقه.
الحديث الثاني
ويقول النبي ﷺ لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك يعني أمامك إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ابن عمه عبدالله من أفقه الناس، ومن أشد الناس ذكاء وفطنة وقد دعا له النبي ﷺ فقال: اللهم فقهه في الدين، اللهم علمه الكتاب فقد وفق ورزقه الله علمًا عظيمًا، وأوصاه النبي ﷺ بأن يتقي الله حيثما كان، هذا من أسباب تحصيل العلم ومن أسباب الفقه في الدين أن يتقي الله وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ [محمد:17] من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.
احفظ الله يعني بطاعته واتباع شرعه يحفظك مما تكره احفظ الله يحفظك المؤمن يلاحظ هذا الأمر العظيم وهو حفظ الله بفعل الأوامر وترك النواهي والوقوف عند الحدود، احفظ الله تجده تجاهك يعني أمامك، تجده موفقًا لك قائدًا لك إلى الخير، يسوقك إلى الخير، ويشجعك عليه بسبب أعمالك الطيبة بسبب اجتهادك بسبب استحضارك عظمة الله فالله أعجل إليك بالخير وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29].
رفعت الأقلام وجفت الصحف يعني مضى القدر بعلم الله أنت عليك الأسباب والقدر ماض.
وفي اللفظ الآخر: احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا كل هذه الأمور العبد بالله وتجعله في مأمن وغاية من الراحة عند تنفيذ هذه الأوامر، والإنسان يصبر ولا يعجل في الأمور والله يصونه بعد ذلك؛ ولذلك مع العسر يسرًا وإذا اتقى الله فهو أمامه في كل خير يقوده إلى كل خير ويعينه على كل خير وإذا اشتدت الكروب فرج الله وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [الطلاق:7].
فهذه الوصايا لابن عباس وصية له ولغيره من الأمة، وصايا النبي ﷺ لواحد من الصحابة وصية للأمة جميعها.
الحديث الثالث
وهكذا في حديث أنس: "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها في عهد النبي ﷺ من الموبقات" يعني أن الناس بعد موت النبي ﷺ تقع منهم أشياء يستهينون بها ويرونها خفيفة وهي عظيمة ولهذا قال: {هي في أعينكم أدق من الشعر} يعني ليس لها أهمية كان الصحابة يعدونها من الموبقات يعني من المهلكات، ومن ذلك تساهل الناس في الغيبة والنميمة لكونهما من الموبقات، وعند كثير من الناس مثل شرب الماء، لا تهمهم كونه يغتاب كونه ينم كونه يسب حتى: خذ فعل الله بك، خذ لعنك الله، هات لعنك الله، عندهم أمرها بسيط السب والشتم والغيبة والنميمة هذه جارية بين الناس بين كثير من الناس وبين سفهاء الناس وجهالات الناس، لا يبالون بها كأنها مباح.
فينبغي للمؤمن أن يحرص على حفظ لسانه، وحفظ جوارحه مما حرم الله، ولا يغتر بالجهلة والفساق وما يحصل من التساهل في أداء الواجبات أو في فعل المحرمات، ليسوا بقدوة، الواجب أن يتأسى بالأخيار بأهل الإيمان والصدق لا بالفجار وأهل الفسق الذين لا يهمهم هل وقعوا في المحرم أو تركوا الواجب؛ لتساهلهم وقلة بصيرتهم وقلة خوفهم من الله، أما المؤمن يتحرى أداء الواجب ويتحرى البعد عن المحرم ويعظم ما عظمه الله ويحذر مما حرمه الله، وتكون عنده البصيرة القلبية أعظم من البصيرة البصرية فيما أوجب الله وفيما حرم الله يريد وجه الله لا رياء ولا سمعة، يريد وجه الله والدار الآخرة يريد الحذر من وقوعه فيما حرم الله الحذر مما يغضب الله هكذا المؤمن أينما كان. وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: أحسن الله إليك، صحة رواية: احفظ الله تجده أمامك؟
ج: الحديث صحيح، كله حديث صحيح ومعنى تجاهك أمامك المعنى واحد.
س: ذكر في الحاشية رواه عبد بن حميد كما ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي بشرحه على الأربعين النووية جامع العلوم والحكم وقال إنها ضعيفة.
ج: يمكن، مقصود الحديث صحيح معنى تجاهك تكفي.
س: الدعاء بصفة المولى سبحانه وتعالى هل هي الخبرية فقط أو كلها عامة؟
ج: التعوذ بصفات الله، التوسل بها.
س: الخبرية فقط أو العامة؟
ج: كل صفات الله
س: ليست خاصة بالخبرية فقط؟
ج: كل صفات الله الذاتية كلها.
س: صح الدعاء يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه؟
ج: ما في بأس هو جامع الناس هو الرب جل وعلا.