59 باب لا يقال السلام على الله

باب لا يقال: السلام على الله

في الصحيح عن ابن مسعود قال: "كنا إذا كنا مع النبي ﷺ، وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان، فقال النبي ﷺ: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام.

الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم على رسول الله.

يقول المؤلف رحمه الله: باب لا يقال السلام على الله، وهذا من كتاب التوحيد، أي صدر من كتاب التوحيد الذي ألفه في مبدأ دعوته رحمه الله، وهو كتاب عظيم لا نعلم أنه سبق له نظير في التأليف لما احتوى عليه من التراجم المفيدة، جمعها من كتب الحديث، وكتب العقيدة رحمه الله، وهو كتاب جيد، مفيد، باب لا يقال السلام على الله؛ لأن الله هو السلام ، كان الصحابة في أول الأمر يقولون إذا جلسوا للتحيات: السلام على الله من عباده، السلام على جبرائيل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان، فقال لهم النبي ﷺ: لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام، ولكن قولوا التحيات لله، والصلوات، والطيبات السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده، ورسوله، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعوه رواه الشيخان من حديث ابن مسعود هذا هو الذي يقال التحيات، ما يقال السلام على الله؛ لأن الله هو السلام، وكان يقول إذا سلم من صلاته، واستغفر ثلاثًا قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، فالله هو السلام، معناه أنه السالم من كل نقص وعيب ، ومعناه أنه مسلم لعباده، صيغة السلام لها معنيان: أحدهما أنه يسلم لعباده، أنه الذي يعطي السلام. والمعنى الثاني أنه الكامل، والسالم من كل نقص، وعيب فله الكمال المطلق من كل الوجوه في ذاته، وأسمائه وصفاته، وأفعاله، فلا يسلم عليه، لا يقال على الله السلام؛ لأن السلام دعاء، فلا يقال على الله السلام، لأنه غني عن كل أحد ليس في حاجة إلى دعاء الناس، وإنما المشروع تعظيمه وتقديسه، والإيمان بأنه موصوف بصفات الكمال، والإيمان بأنه المسلم لعباده، النافع الضار، المعطي، المحسن هذا هو الذي يليق به ، أما أن يقال: على الله السلام، أو عليك يا رب السلام فهذا نوع من الدعاء لا يليق بالله، وإنما يسلم على المخلوق، يقال: السلام على فلان، يعني له السلامة له العافية؛ لأنه محتاج إليها، أما الله فهو الكامل في ذاته، وأسمائه وصفاته، وأفعاله الغني بذاته عن كل ما سواه، فهو الذي يعطي السلام، ويمن بالسلام، ويجود بالسلام على عباده، وهو ليس في حاجة إلى شيء من عباده يمدونه به، أو ينفعونه به، فهو غني بذاته عن كل ما سواه هذا معنى الكلام، وفق الله الجميع.