20 باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره

باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره

وقول الله تعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ۝ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ [يونس:106-107].

وقوله تعالى: فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ [العنكبوت:17].

وقوله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [الأحقاف:5].

وقوله: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62].

وروى الطبراني بإسناده "أنه كان في زمن النبي ﷺ منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله ﷺ من هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله.

الشيخ: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.

أما بعد:

هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله، والمؤلف هو الإمام أبو عبد الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي رحمه الله، المجدد لما اندرس من معالم الإسلام، في هذه الجزيرة، في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، يقول رحمه الله: "باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره" الدعاء أعم فهو من عطف العام على الخاص، الاستغاثة أخص، والاستغاثة هي دعاء المكروب، الدعاء في الشدة يقال له: استغاثة، والدعاء أعم من ذلك، فالمعنى أن من الشرك أن يدعو غير الله في الشدة وفي الرخاء، ولهذا قال: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره فعطف العام على الخاص، وذلك لأن دعاء غير الله من أهم العبادات، قال الرسول ﷺ: (الدعاء هو العبادة) فالذي يدعو أصحاب القبور أو يستغيث بهم أو يدعو النجوم أو يدعو الشمس أو القمر أو الأصنام أو الأشجار والأحجار أو الجن أو يستغيث بهم عند الشدائد قد جعلهم آلهة مع الله وقد عبدهم مع الله؛ فلهذا بين المؤلف رحمه الله أن هذا من الشرك الأكبر، وهو من جنس عمل المشركين مع اللات والعزى أو مناة أو مع هبل ومع غيرها من الأصنام والأوثان.

فالواجب على كل من يدعي الإسلام بل الواجب على كل مكلف أن يحذر ذلك، وأن يخلص العبادة لله وحده لأنه خلق ليعبد الله: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وقد أمر بهذا، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21] والرسل عليهم الصلاة والسلام بعثوا بهذا قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] والدعاء من العبادة، والاستغاثة من العبادة، قال تعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ [يونس:106] يخاطب نبيه ﷺ وهو معصوم لكن المقصود تحذير غيره خاطبه ليحذر غيره ذلك: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ [يونس:106] هذا وصف المخلوقات كلها لا تنفع ولا تضر هذا وصف لازم لجميع المخلوقات إلا بإذن الله لا تنفع إلا بإذن الله ولا تضر إلا بإذن الله وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ يعني دعوت غير الله  فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] يعني المشركين، فالظلم إذا أطلق فهو الشرك قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254] وقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82] جاء الصحابة إلى النبي يسألونه عليه الصلاة والسلام قال: ألا تسمعون قول العبد الصالح؟ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] الظلم هنا هو الشرك إذا أطلق أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] لما تجنبوا الشرك صار لهم الأمن، فهكذا قوله جل وعلا: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ أي دعوت غير الله دعوت أصحاب القبور دعوت الأصنام، دعوت الأشجار والأحجار، دعوت النجوم، دعوت الجن، أو غير ذلك فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] يعني حين دعوتك تكون من الظالمين المشركين. وهذا عام يعم جميع المخلوقات لكن يستثنى من ذلك دعاء الحي الحاضر القادر هذا ليس بداخل في هذا، فدعاء الحي الحاضر القادر الذي يسمع كلامك ويقدر أو بالمكاتبة أو من طريق الهاتف لا بأس ما هو داخل في هذا، قال الله تعالى في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15] لأنه حي، موسى حي قادر، قال الله: فَاسْتَغَاثَهُ يعني الإسرائيلي استغاث موسى على القبطي، شيعة موسى بنو إسرائيل، والعدو هم القبط فاستغاثه الذي من شيعته من بني إسرائيل على عدوه، على القبطي، فدل على جواز الاستغاثة في الشيء المقدور من الحي الحاضر أو بالمكاتبة ونحوها، مثل ما يستعين الإنسان بأصحابه في المهمات في الحرب في الكروب يستعين بهم على المزرعة على رعي الإبل على رعي الغنم على القتال في سبيل الله لا بأس، تقول لزيد لولدك أو لأخيك ساعدني اليوم على رعاية الإبل على رعاية الغنم، على رعاية البقر، ساعدني اليوم على الحشيش، جيب حشيش للغنم، جيب كذا جيب كذا لا بأس لأنه قادر، أو تقول: اشتر لي كذا أو بع لي كذا توكله لا بأس، فالمقصود أن هذه الأشياء فيما يتعلق بالأموات والغائبين أو العاجزين يعتقد فيهم عاجز، يقول: انصرني وهو عاجز ما يقدر، لكن يعتقد أن فيه سر أنه يستطيع النصر؛ لأنه ذو سر عنده قدرة، وإن كان مقعدًا وإن كان كفيفًا وإن كان مريضًا كما يدعو أصحاب القبور أصحاب القبور، وكما يدعو أصحاب الانحرافات من الصوفية المبطلة يدعون شيوخهم ويستغيثون بهم ويزعمون أن لهم خصوصية وأنهم ينفعون ويضرون لجهلهم وضلالهم، وقال تعالى: فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ [العنكبوت:17] وقال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ [يونس:107]، قال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ [الأحقاف:5] يعني لا أحد أضل مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ۝ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ  [الأحقاف:5-6] أي جمع الناس كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [الأحقاف:6] هذا وصف خارق هذا وصف يشمل جميع المخلوقات كلهم بهذا الوصف.

وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ [الأحقاف:5] لأنه إما ميت وإما جاهل ما يدري عنك ما سمعك أو عاجز.

وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ جمع الناس يعني يوم القيامة كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً كان المدعون أعداء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [الأحقاف:6] منكرين لها جاحدين لها، كما قال تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ۝ قَالُوا سُبْحَانَكَ [الفرقان:17-18] هذا يدل على أنهم لا يعلمون حال الداعين ولا يعرفون عنهم شيئًا، وقال جل وعلا: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ۝ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:13-14] هذه هي الأصنام وأشباهها والأموات والأشجار والأحجار، أو العاجزين من المخلوقات، أما الحي الحاضر القادر مثل ما تقدم غير داخل في هذا.

وقال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] من يجيب إلا هو سبحانه، يعني: ما يجيب إلا هو سبحانه وتعالى هو الذي يجيب المضطر، هو الذي يكشف السوء، هو القادر على كل شيء جل وعلا، بيده الضر والنفع، أما المخلوق فقدرته محدودة إذا تحين قدرته محدودة فيما يستطيع. تقول: يا زيد ساعدني في إصلاح المزرعة، ساعدني في إصلاح السيارة، قد يستطيع أن يساعدك في هذا، ساعدني في قضاء الدين يستطيع إن كان عنده مال وما أشبه ذلك تكتب له كتابًا تكلمه من طريق الهاتف من طريق التلفون لا بأس إذا كان قادرًا هذا ما هو داخل في المسائل هذه، كان الصحابة وكان غيرهم يفعلون هذا مع النبي ومع غيره عليه الصلاة والسلام، مثل ما سمعتم في قوله تعالى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15].

 وروى الطبراني وهو أبو القاسم روى بإسناده عن النبي ﷺ أن الصحابة قالوا: قوموا بنا نستغيث برسول الله فقال ﷺ: إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله  هذا الحديث في سنده مقال، ولو صح معناه أنه لا يستغيث بي؛ لأنه لم يأمر بقتله استغاثوا به في عبد الله بن أبي أن النبي يقتله، والنبي ﷺ لم يوافق على قتله، قال: لئلا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، فهو لا يستطيع لأنه ممنوع من هذا الشيء، فقال: لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله! يعني في الأشياء التي ما يقدر عليها، أما ما يقدر عليه فلا بأس، مثل ما استغاث الإسرائيلي بموسى في القبطي، وقد استغاث به الصحابة في أشياء كثيرة وأغاثهم فيما يقدر عليه، عليه الصلاة والسلام، لكن فيما لا يقدر عليه لا يستغاث به، هذا لو صح معناه إنه لا يستغاث بالشيء الذي لا يقدر عليه كقتل عبد الله بن أبي أو غيره ممن لم يؤمر بقتلهم، فهذا محمول لو صح على هذا المعنى؛ لأنه لا يستطيع أن يقتل عبد الله ولا غيره ممن لم يؤذن له في قتله؛ لئلا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، أما من تبينت أسباب قتله واتضحت أسباب قتله، فإنه يقتل ولا شبهة في ذلك، فالرسول ﷺ قتل ناسًا كثيرين استحقوا القتل، وعفا عن ناس كثير فهو يستطيع أن يقتل ويعفو عمن تحت قدرته مثل غيره من الناس، مثل موسى مع القبطي، لكن هذا لو صح معناه أنه لا يستطيع قتل من لم يؤمر بقتله ولم يؤذن له في قتله كعبد الله بن أبي وأشباهه ممن أظهر الإسلام وهو يبطن النفاق؛ لأنه لو قتله بلا سبب ظاهر لشك الناس في هذا، وقالوا: محمد يقتل أصحابه! فصار في هذا تنفير من الدخول في الإسلام.

وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: كيف نجمع بين قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44] وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45]؟

ج: هذا على ظاهره، من حكم بغير ما أنزل الله يستحله كفر، لكن هذا عند أهل السنة فيه تفصيل من استحله كفر، ومن لم يستحله صار كفر دون كفر، كما قال ابن عباس ومجاهد والجمهور من حكم بغير ما أنزل الله فهو ظالم كافر فاسق إذا استحله، أما إذا لم يستحله بل حكم لشبهة أو لهوى أو لرشوة فهذا يكون كفرا أصغر، وظلما أصغر، وفسقا أصغر، فلو حكم لقريبه أو أعطي مالا وحكم بغير ما أنزل الله من أجل المال فهذا يكون فاسق، وعنده كفر أصغر، وظلم أصغر، وكفر أصغر. نسأل الله العافية.

س: قوله: وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ [الأحقاف:5] يدل على عدم سماع الموتى؟

ج: نعم لا يسمعون الآية صريحة إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ [فاطر:14].

س: عندنا جار مؤجر لواحد يبيع شيشة وكلمناه وقال: أنه مؤجر لواحد ثاني خمس سنين وبقى له سنة وأجره للثاني صاحب الشيشة وقال كلمنا شيخ وقال: معليش؟

ج: لا، غلط غلط يعلم الناس أن هذا لا يجوز، الله يقول: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] ينبغي لجيرانه أن يتكلموا معه وينصحوه حتى لا يعود لهذا، وإن دعت الحاجة للمحكمة يحاكمونه.

س: يفسخ العقد؟

ج: إما يفسخ العقد أو يرفعونه إلى المحكمة لعلها تعينهم على هذا.

س: كيف نجمع بين الأدلة التي تأمر بذكر محاسن الموتى، والأدلة التي تنهى عن النعي؟

ج: النعي رفع الصوت بالنياحة هذا النعي، النعي هو أن ينعى الميت إذا مات يرفع صوته بالنعي أو يطوف بالقبائل يقول: مات فلان، كعادة الجاهلية، أما البكاء من غير نعي فهذا لا بأس به ما يسمى نياحة ولا يسمي نعي، البكاء العادي مثل ما بكى النبي صلى الله عليه وسلم على بنته، وبكى على ولد بنته عليه الصلاة والسلام، وقال: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب؛ ولكن يعذب بهذا أو يرحم، وأشار إلى لسانه، وقال ﷺ لما مات ابنه إبراهيم: العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون، هذه من طبيعة الناس، ولما زار بنتا له وابنها في الاحتضار نفسه تقعقع عند الخروج بكى صلى الله عليه وسلم، فقال له بعض الحاضرين سعد بن عبادة ومن معه: ما هذا يا رسول الله؟ قال: إنها رحمة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.

...