48- باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت، وباب: لا يقول عبدي وأمتي

باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة؛ فإن الله لا مكره له.
ولمسلم: وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه.
*****
باب: لا يقول: عبدي وأمتي
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضيء ربك؛ وليقل: سيدي ومولاي. ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي.

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب عقده المؤلف رحمه الله ليبين أن الدعاء يجب فيه العزم وعدم التعليق، الإنسان يدعو دعاء الراغب الحريص، أما المعلق فكأنه مستغن حصل وإلا ما هو بلزوم، ولهذا قال ﷺ: لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، وليعزم المسألة؛ فإن الله لا مكره له، وفي لفظ: وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه فالمؤمن يجزم في الدعاء، ويدعو دعاء الراغب المضطر المحتاج لا دعاء الذي لا يبالي حصل وإلا ما حصل، يستثني فإن قوله : إن شئت، معناه إن شئت وإلا ما هو بلزوم المغفرة، هذا غلط ما يناسب في حق الرب جل وعلا؛ لأن العبد مضطر إلى المغفرة في ضرورة إلى المغفرة وفي حاجة إلى المغفرة، فالواجب أن يقول: اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم أنجني من النار، اللهم أصلح قلبي وعملي، ولا يقل إن شئت ولا إن أردت، بل يجزم المسألة هذا هو الواجب وهذا هو المشروع.
وكذلك لا يقول لسيده ربي ولا يقل أطعم ربك ووضئ ربك لا، يقول: سيدي، مولاي، عمي مثل ما هو اصطلاحهم الآن، ولا يقل ربي.
ولهذا يقول ﷺ: أطعم ربك، ووضئ ربك، وليقل: سيدي ومولاي العبد يقول: سيدي ومولاي لا بأس.
ولا يقل: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي وجاريتي لا يتشبه بالرب جل وعلا، لا يقل: عبدي، يقول: فتاي، جاريتي، غلامي، فتاتي، حتى لا يتشبه بالرب في دعواه العبودية بعبدي وأمتي.
وجاء في بعض الروايات: لا يقولن أحدكم مولاي؛ فإن مولاكم الله، فلا ينبغي أن يقول مولاي إلا العبد يقول لسيده فقط مستثنى، أما غيره فيقول أخي فلان أبو فلان الشيخ فلان يدعوه بلقبه باسمه بكنيته لا بأس.
وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: ماذا عن الاستثناء في الحلف؟
الجواب: إذا حلف ما تنعقد النية، إذا قال: والله إن شاء الله نفعل كذا ما تنعقد، مثل ما قال ﷺ: من قال في يمينه إن شاء الله فلا حنث عليه.
س: ولو بعده بلحظة؟
الجواب: إذا كان متصلاً كلامه أو ناويه.
......
س: بعض الناس يقول تشبهوا بالله في أفعاله؟
الجواب: في الشيء الذي شرع الله فيه التشبه في الحلم والكرم والجود هذا الرب يحب من عباده أن يكونوا كرماء حلماء أجواد سمحاء.
س: قول "مولاي" من غير العبد؟
الجواب: ظاهر الحديث المنع، لحديث: لا يقولن أحدكم مولاي، فإن مولاكم الله.
س: الفرق بين سيدي والسيد؟
الجواب: سيدي يخاطبه، يضيفه إلى نفسه، والسيد فلان إن كان معروفًا بذلك لا بأس. مثل ما قال ﷺ: من سيدكم يا بني فلان؟ قالوا: سيدنا فلان، وفي سعد بن معاذ سيد الأوس، وسعد بن عبادة سيد الخزرج  مضافة. أما يقول سيدي لا، إلا إذا كان عبدًا.
س: إذا قال رب البيت؟
الجواب: يصح إذا كان مراده صاحب البيت ما يخالف.