باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب فيما يتعلق بالاستعاذة بغير الله، المؤلف لما كان هدفه من كتاب التوحيد إيضاح المسائل التي وقع الناس فيها من الشرك والجاهلية؛ فلهذا تتبع ما وقع من الناس للتنبيه عليه؛ من ذلك دعاء غير الله كما تقدم، وهكذا الذبح لغير الله، وهكذا النذر لغير الله، ومن ذلك الاستعاذة بغير الله، فكثير من الجهلة يستعيذون بالجن وهذا من الشرك، يقول: يا جن كذا أعذنا من كذا، يا جن كذا افعلوا كذا، وبين المؤلف رحمه الله أن هذا من جملة الشرك بالله، الله يقول: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف: 200] فالاستعاذة تكون بالله جل وعلا بغيره: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] أمر الله نبيه أن يستعيذ بربه، فالاستعاذة من جملة أنواع العبادة يجب صرفها لله وحده، فلا يستعاذ بالجن ولا بالأصنام ولا بالملائكة ولا بالأنبياء ولا بغير ذلك، ولكن يستعاذ بالله وصفاته، قال تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6] ذكر هذا على سبيل الذم لهم والعيب، وكان بعض أهل الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا نعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فأنزل الله جل وعلا في ذلك ما أنزل من الذم والعيب وأن الواجب الاستعاذة بالله، فالإنسان في أي مكان يستعيذ بالله، أعوذ بالله من كذا، أعوذ بالله من شر هذا الوادي، أعوذ بالله من شر هذا المكان وأهله، أعوذ بالله شر فلان وما أشبه ذلك.
وفي الصحيح صحيح مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك.
وفي رواية لمسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله، ماذا لقيت من عقرب لدغتني البارحة! قال: أما إنك لو قلت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك فيشرع للمسلم التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
وهذا من الدلائل على أن كلمات الله غير مخلوقة؛ وأنه كلامه سبحانه، فكلام الله غير مخلوق وهو القرآن، وهكذا كلامه مع الرسل ومع الأنبياء كله كلام الله صفة من صفاته كغضبه ورضاه ورحمته ومحبته وغير هذا كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه خلقه سبحانه وتعالى، وهو جل وعلا بصفاته هو الخلاق ومن سواه مخلوق. قال جل وعلا: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر: 62]، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ [الحجر: 86].
وهناك كلمات كونية: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس: 82] هذه كلمات كونية لا يخالفها شيء، والكلمات الشرعية الكلمات التي نزلت بها الرسل كالقرآن فهذا يعمل به القليل ويخالفه الكثير،: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف: 103] لكن كلمة الله المتلوة والكونية كلها غير مخلوقة وهي صفة من صفاته.
فكن كلمة من الله قولاً والمخلوق هو الذي كان المخلوق هو المكون الذي كان بكن، وهكذا جميع المخلوقات من سماء وأرض وجبال وأشجار وجن وإنس وغير هذا كلها مخلوقة له سبحانه وتعالى، فما سواه مخلوق وهو الخلاق العليم جل وعلا، فالاستعاذة تكون بالله أو بصفة من صفاته كما في حديث: أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك أو بكلماته التامة كل هذا حق.
وفق الله الجميع.
الأسئلة
س: الكلمات تشمل الكائنة وتشمل الآيات؟
الشيخ: كلماته الشرعية القرآن وكلماته الكونية التي يأمر بها سبحانه في التصرف في عباده جل وعلا.
س: ما صحة من اقتصر بالتعوذ بكلمات الله التامات في أذكار المساء فقط دون الصبح؟
الشيخ: لا عام في كل وقت يستعيذ بكلمات الله التامات في كل وقت.
س: ....؟
س: في المسائل أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك.
الشيخ: نعم ..... لو كفوه شرهم إذا قال لهم، هم يجرون إلى الشرك يفرحون بهذا، ولهذا تجده يؤذي بعض أهل البيوت بالنار وغيرها حتى يستعيذوا به حتى كذا فشياطين الجن يريدون من الناس أن يكفروا، فإذا فعلوا شيئًا ليجروهم إلى الكفر، لا يجوز أن يطاعوا بل يجب أن يستعاذ بالله من شرهم وأن لا يقع في حبالهم، وهكذا فعلوا مع العزى ومع اللات ومع مناة، ومع غيرها يتشكلون للناس حتى يدعوهم إلى الشرك ويتكلموا على ألسنة الأصنام والأوثان حتى يجروا الناس إلى الشرك نسأل الله العافية.
س: يقول بعضهم أن الاستعانة بالجن جائزة إذا كان مما يقدر عليه الجن؟
الشيخ: لا ما يصلح، لأنه فتح باب شر، فالجن ولو كلموك ممن يصرعون تقول: هذا لا يجوز لكم، هذا حرام عليكم، اخرجوا منه لا يجوز لكم هذا الفعل.
وقول الله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن: 6].
وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من نزل منْزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منْزله ذلك رواه مسلم.
وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من نزل منْزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منْزله ذلك رواه مسلم.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الباب فيما يتعلق بالاستعاذة بغير الله، المؤلف لما كان هدفه من كتاب التوحيد إيضاح المسائل التي وقع الناس فيها من الشرك والجاهلية؛ فلهذا تتبع ما وقع من الناس للتنبيه عليه؛ من ذلك دعاء غير الله كما تقدم، وهكذا الذبح لغير الله، وهكذا النذر لغير الله، ومن ذلك الاستعاذة بغير الله، فكثير من الجهلة يستعيذون بالجن وهذا من الشرك، يقول: يا جن كذا أعذنا من كذا، يا جن كذا افعلوا كذا، وبين المؤلف رحمه الله أن هذا من جملة الشرك بالله، الله يقول: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف: 200] فالاستعاذة تكون بالله جل وعلا بغيره: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1]، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] أمر الله نبيه أن يستعيذ بربه، فالاستعاذة من جملة أنواع العبادة يجب صرفها لله وحده، فلا يستعاذ بالجن ولا بالأصنام ولا بالملائكة ولا بالأنبياء ولا بغير ذلك، ولكن يستعاذ بالله وصفاته، قال تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا [الجن:6] ذكر هذا على سبيل الذم لهم والعيب، وكان بعض أهل الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا نعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فأنزل الله جل وعلا في ذلك ما أنزل من الذم والعيب وأن الواجب الاستعاذة بالله، فالإنسان في أي مكان يستعيذ بالله، أعوذ بالله من كذا، أعوذ بالله من شر هذا الوادي، أعوذ بالله من شر هذا المكان وأهله، أعوذ بالله شر فلان وما أشبه ذلك.
وفي الصحيح صحيح مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك.
وفي رواية لمسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله، ماذا لقيت من عقرب لدغتني البارحة! قال: أما إنك لو قلت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك فيشرع للمسلم التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
وهذا من الدلائل على أن كلمات الله غير مخلوقة؛ وأنه كلامه سبحانه، فكلام الله غير مخلوق وهو القرآن، وهكذا كلامه مع الرسل ومع الأنبياء كله كلام الله صفة من صفاته كغضبه ورضاه ورحمته ومحبته وغير هذا كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه خلقه سبحانه وتعالى، وهو جل وعلا بصفاته هو الخلاق ومن سواه مخلوق. قال جل وعلا: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر: 62]، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ [الحجر: 86].
وهناك كلمات كونية: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس: 82] هذه كلمات كونية لا يخالفها شيء، والكلمات الشرعية الكلمات التي نزلت بها الرسل كالقرآن فهذا يعمل به القليل ويخالفه الكثير،: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف: 103] لكن كلمة الله المتلوة والكونية كلها غير مخلوقة وهي صفة من صفاته.
فكن كلمة من الله قولاً والمخلوق هو الذي كان المخلوق هو المكون الذي كان بكن، وهكذا جميع المخلوقات من سماء وأرض وجبال وأشجار وجن وإنس وغير هذا كلها مخلوقة له سبحانه وتعالى، فما سواه مخلوق وهو الخلاق العليم جل وعلا، فالاستعاذة تكون بالله أو بصفة من صفاته كما في حديث: أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك أو بكلماته التامة كل هذا حق.
وفق الله الجميع.
الأسئلة
س: الكلمات تشمل الكائنة وتشمل الآيات؟
الشيخ: كلماته الشرعية القرآن وكلماته الكونية التي يأمر بها سبحانه في التصرف في عباده جل وعلا.
س: ما صحة من اقتصر بالتعوذ بكلمات الله التامات في أذكار المساء فقط دون الصبح؟
الشيخ: لا عام في كل وقت يستعيذ بكلمات الله التامات في كل وقت.
س: ....؟
س: في المسائل أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك.
الشيخ: نعم ..... لو كفوه شرهم إذا قال لهم، هم يجرون إلى الشرك يفرحون بهذا، ولهذا تجده يؤذي بعض أهل البيوت بالنار وغيرها حتى يستعيذوا به حتى كذا فشياطين الجن يريدون من الناس أن يكفروا، فإذا فعلوا شيئًا ليجروهم إلى الكفر، لا يجوز أن يطاعوا بل يجب أن يستعاذ بالله من شرهم وأن لا يقع في حبالهم، وهكذا فعلوا مع العزى ومع اللات ومع مناة، ومع غيرها يتشكلون للناس حتى يدعوهم إلى الشرك ويتكلموا على ألسنة الأصنام والأوثان حتى يجروا الناس إلى الشرك نسأل الله العافية.
س: يقول بعضهم أن الاستعانة بالجن جائزة إذا كان مما يقدر عليه الجن؟
الشيخ: لا ما يصلح، لأنه فتح باب شر، فالجن ولو كلموك ممن يصرعون تقول: هذا لا يجوز لكم، هذا حرام عليكم، اخرجوا منه لا يجوز لكم هذا الفعل.