.... والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد سمعنا هذه الندوة المباركة الطيبة التي اشترك فيها أصحاب الفضيلة: الشيخ محمد الراوي، والشيخ محمد بن حسن الدريعي، والشيخ محمد رأفت سعيد، في موضوع مهم جدًا، وهو موضوع تخلف المسلمين والنظر في العلاج الناجع لهذا التخلف، والعودة إلى حالهم الأولى، ومجدهم الأول، وعزهم الشريف القديم، وتقدمهم على غيرهم.
لقد أجاد المشايخ في هذه الندوة، لقد أجادوا، وأطابوا، وبينوا سر التخلف، وعلاج هذا التخلف، وأسباب هذا التخلف، ووسائل علاجه، بما هو واضح وبين من كتاب الله عز وجل، ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ومما وقع في العالم قديمًا وحديثًا مما هو تجارب وتطبيق لما حصل به التقدم، ولما حصل به التخلف، ولقد بين المشايخ من كلماتهم مجتمعة أسباب التخلف، وكل منهم نبه على أشياء يجمعها أن المسلمين أنفسهم هم أسباب التخلف، لأعمالهم التي اتصفوا بها، وساروا عليها بعد عزهم الأول، وبعد مجدهم الأول، وبعد تقدمهم على الأمم، فهم تقدموا بأمر صارت له به العزة والسيادة والقيادة، نبه عليه المشايخ، وهو الإيمان والعمل الصالح، فالقرآن الكريم في مواضع جعل سبب العزة والسيادة والقيادة والنصر الإيمان؛ لأنه يجمع كل شيء في مواضع، ضم إلى الإيمان العمل الصالح.