وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية وخطورة مخالفتها

الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فقد سمعنا جميعًا هذه المحاضرة القيمة المباركة التي تفضل بها الأخ الكريم: فضيلة الشيخ عبد الرحمن الدرويش، فيما يتعلق بتحكيم الشريعة، ولقد أجاد، وأفاد، وأحسن فيما بين من وجوب تحكيم الشريعة، وأن الشريعة هي طريق النجاة، وسبيل السعادة، وأن الله سبحانه هو الذي تفضل على عباده بأن ألزمهم بتحكيمها لما فيها من مصالحهم العظيمة وحياتهم السعيدة ونجاتهم في الدنيا والآخرة.

كما أوضح أن حاجة الناس إلى تحكيم الشريعة أعظم وأشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ لأن قصارى أمرهم إذا فاتهم الطعام والشراب أن يموتوا، والموت لا بد منه، لكن من فقد الشريعة وحاد عنها واتبع غيرها فنهايته العذاب السرمدي، والعاقبة الوخيمة، فلا سواء، ولهذا صرح العلماء بما ذكره فضيلة الشيخ عبد الرحمن من أن الناس إلى تحكيم الشريعة، والأخذ بها، والسير عليها في معاشهم ومعادهم، في كل أمورهم في العبادات والمعاملات، في أحوال القلوب، وفي أحوال الأبدان، وفي جميع الأحكام القولية والفعلية، حاجتهم إلى ذلك أشد وأعظم، من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وممن صرح بذلك العلامة ابن القيم رحمة الله عليه في كتابه مفتاح دار السعادة وفي غيره، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وقد سمعتم كلامه في معنى الشريعة لغة وشرعًا فجزاه الله جل وعلا خيرًا، وضاعف مثوبته، وزادنا وإياكم وإياه علمًا وهدى وتوفيقًا، فلقد أحسن وأجاد، فبارك الله فيه، ونفعنا الله جميعًا بما سمعنا وعلمنا.