والواجب على ولاة الأمور وفقهم الله أن يعنوا بهذا الأمر، وأن يزيلوا أسباب هذا الخطر، والواجب على الناس كذلك، فإن استقدام المربيات والخادمات فيه من الخطر العظيم ما فيه، وإذا كن نصارى صار الأمر أشد وأخطر، فإن هذه الجزيرة لا يجوز أبدًا أن يستقدم لها الكفار، لا من الرجال ولا من النساء، لا من العمال ولا من الخدم في البيوت ولا غير ذلك، الرسول ﷺ أوصى عند موته بإخراجهم بإخراج الكفار من هذه الجزيرة، وقال في صحته ﷺ: لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلمًا، وأوصى بإخراجهم من الجزيرة؛ لأنها بلاد الإسلام ومهد الإسلام، لا يجتمع فيها دينان، فوجود الكفرة فيها فيه الخطر العظيم، ونحن ممنوعون من السفر إلى بلاد الكفار، الرسول ﷺ نهى عن السفر إلى بلادهم، والإقامة بينهم؛ لما فيه من الشر العظيم، حتى قال ﷺ: أنا برئ من كل مسلم يقيم بين المشركين، فكيف نجذبهم إلينا؟ ثم نجذب النساء أيضًا؟ فالرجال شر، والنساء أشر، إذا اجتمع هذا وهذا في المطارات وفي الطائرات وفي السيارات وفي البيوت وفي كذا وفي كذا صار الأمر في غاية الخطورة على العقائد والأخلاق جميعًا، فهم دعاة رجالهم ونساؤهم، دعاة للفساد بالأقوال والأعمال، وكثير منهم يوصى من خارج، يوصى بهذه العملية بإفساد العقائد والأخلاق جميعًا، فالواجب الحذر غاية الحذر.
الواجب على الأمراء والعلماء وأعيان الناس التحذير من هذا والتنفير منه، والواجب على عامة المسلمين وعلى المسلمين جميعًا أن يحذروا هذا البلاء، وأن يبتعدوا عنه غاية الابتعاد، فإذا كانت الضرورة فليكن من المسلمين والمسلمات المعروفين المختارين لعل الله جل وعلا يسلم، وإلا فكثير أيضًا من المسلمين والمسلمات ليس عندهم التقوى، وليس عندهم الحذر، بل كثير منهم عندهم دعوى الإسلام فقط، وأما الأخلاق فليست أخلاق الإسلام ولا عقائد الإسلام، وإنما يكون من بعضهم الدعوى، وإلا فتجده منحرف العقيدة فاسد الأخلاق مع دعواه الإسلام، فيجب الحذر حتى في استقدام المسلمين والمسلمات من العمال والخدم، يجب الحذر حتى لا يستقدم إلا عامل طيب وإلا خادمة طيبة عند الضرورة والحاجة إليها، أما أن يستقدم من هب ودب فهذا هو البلاء العظيم، وإذا كان الكفار صار الشر أعظم وأكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والتكاتف واجب، التكاتف بين الدولة وبين أعيان الناس وبين العلماء وبين عامة الناس التكاتف في إبعاد هذا الشر وفي القضاء عليه أمر متحتم ولازم، وإذا جاء التعاون وجاء الصدق جاء الخير، ولكن مع الكسل ومع الضعف ومع التساهل ينتشر الشر وينتشر البلاء .......، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسأل الله لنا ولكم العافية والهداية، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما فيه صلاحهم، ولما فيه سعادتهم ونجاتهم.