الحاصل أن هذه الموالد وهذه البدع تفضي إلى شر كبير، وقد يكذبهم علينا وعلى غيرنا، فيقولون: إننا نقول إنه شرك، ونحن نقول: إنه يفضي إلى الشرك، ما نقول أن نفس الاجتماع شرك ولا نقول أن القصيدة بما فيها شرك، ولا نقول أن الاحتفال نفسه شرك، لكن نقول: إنه يفضي وسيلة، نقول: يفضي إلى الشرك، ويفضي إلى مفاسد كثيرة، وهو بدعة في نفسه، حتى ولو ما كان فيه إلا مجرد القرآن والأكل هو بدعة، كيف إذا كان فيها أشياء أخرى، لو اجتمعوا على الحفل وأن يقرؤوا كل سنة أو يقرؤوا حديثًا أو قرآنًا ويأكلوا ويشربوا بدعة، ما فعله الرسول ولا أصحابه ولا فعله السلف الصالح في القرون المفضلة، وإنما فعله الشيعة في مصر أولًا من السنة الرابعة الشيعة الفاطميون، ثم فعله بعد ذلك كثير من الناس جهلا وقلة علم وتقليدا لغيرهم.
المقصود أن بعض الناس قدم في هذا كتابات يرغب فيها بالموالد والبدع، نعوذ بالله من نزغات الشيطان، وزعم في بعض كتاباته أني أقول: إن الاحتفال شرك، وهذا كذب وافتراء، إنما أقول: إنه وسيلة وذريعة إلى الشرك، هو بدعة في نفسه، ولكنه ذريعة من هؤلاء الذين يحتفلون به، وسيلة وذريعة إلى أن يقولوا الشرك، يقولون: يا رسول الله! أغثنا، يا رسول الله انصرنا، وهكذا يقولون مع البدوي، ومع الشيخ عبدالقادر، ومع فلان وفلان، يستغيثون بهم، وينذرون لهم، ويذبحون لهم، هذا الشرك الأكبر، أما مجرد الاحتفال فليس هو في نفسه شرك، ولكنه وسيلة وذريعة إلى الشرك وبدعة منكرة، والرسول قد قال: «كل بدعة ضلالة».