ومما سمعتم في الندوة أمر الطمأنينة في الصلاة، فالطمأنينة أمرها عظيم، كثير من الناس لا يحسن أن يصلي ينقرها نقرًا ولا يبالي، يفعل صلاة المنافقين، والمنافق كافر، المنافق لا يؤمن، المنافق ما عنده إيمان؛ لأنه يؤمن في الظاهر ويكفر في الباطن، في الباطن مع الكفار مكذب لله ولرسوله، وفي الظاهر يصلي مع الناس، وينقرها إذا صلى وحده، وهذا من المنكر العظيم -نعوذ بالله من ذلك-.
فالواجب على المؤمن إذا صلى أن يصلي صلاة مؤمن، صلاة راغب فيما عند الله، صلاة من يؤمن بالصلاة ويعرف قدرها وشأنها، فيطمئن في ركوعها وفي سجودها وبين السجدتين وبعد الركوع إذا اعتدل، ويطمئن في قراءته وفي سائر أحواله في الصلاة، يصليها صلاة الراغب بما عند الله، راجيًا فضله وإحسانه، صلاة من يعلم أنها عظيمة، وأنها من أهم الأعمال، بل أهم الأعمال وأعظمها بعد الشهادتين، فلا يعجل، يصليها مطمئنًا خاشعًا إلى ربه يرجو ثوابه ويخشى عقابه، سواء كان مع الإمام أو وحده.