الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها صاحب الفضيلة: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي، والشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان فيما يتعلق بموضوع عظيم، وهو موضوع الصلاة، وقد أجادا وأفادا وبينا ما ينبغي بيانه، جزاهما الله خيرًا، وضاعف مثوبتاهما، وزادنا وإياكم وإياهما علمًا وهدى وتوفيقًا، ونفعنا جميعًا بما سمعنا وعلمنا.
ولا ريب أن موضوع الصلاة موضوع يهم كل مسلم ومسلمة، وجدير بكل مسلمة ومسلمة أن يعنى بهذا الموضوع في جميع الأحوال، وأن يبلغ من حوله من الأهل وغيرهم، فرب مبلغ أوعى من سامع، وكان النبي ﷺ إذا خطب الناس وذكرهم يقول لهم ﷺ: ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، وهذا فيه التعاون على البر والتقوى، وفيه التواصي بالحق، فإن نقل العلم إلى الأهل والجيران والإخوان والأصحاب لتعميم الفائدة دعوة إلى الله ، وتعاون على البر والتقوى، وتواص بالحق، وإحسان منك إلى غيرك.
فينبغي لكم -أيها الإخوة- أينما كنتم متى حضرتم فائدة أو موضوع ندوة أو محاضرة أن تنقلوا العلم؛ وأن تبلغوا؛ هذا من الطرق لنشر العلم، وبيان الحق، لمن قد يجهله، والله سبحانه أمرنا بهذا في قوله : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، وقوله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [يوسف:108]، وقوله : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت:33]، وقوله سبحانه: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3].
ثم هذا مقتضى الأخوة الإيمانية، فالمؤمن ينقل لأخيه ما ينفعه، ويحب له كل خير، فنقل العلم إليه والنصائح من أعظم الخير، ومن أعظم الأسباب في إعانته على الخير.