وهكذا في الذرائع القولية يجب سدها كما بين الشيخان، فإذا قال: لولا الله وأنت هلكنا، لولا فلان هلكنا، وسائل خطيرة، فيقول: لولا الله ثم فلان، قال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، وقال: قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان، ولما قال له رجل: يا رسول الله! ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتني لله ندًا؟! ما شاء الله وحده!.
فمن ذرائع الشرك القولية أن يقال: لولا فلان هلك الناس، ولولا الله وفلان بالواو، ما شاء الله وشاء فلان، هذا من الله ومن فلان، لكن تقول: هذا من الله ثم من فلان، لولا الله ثم فلان، إذا كان لها أسباب، لولا الله ثم فلان، لولا الله ثم الدولة لحصل كذا وكذا من فساد قطاع الطريق من السراق صحيح، لولا الله ثم الدولة، أما لولا الله والدولة لا، لكن يقال: لولا الله ثم الدولة، لولا الله ثم فلان، لولا الله ثم الحرس، لولا الله ثم إغلاق الباب والعناية كان كان كذا، لولا الله ثم كذا وكذا بالإتيان بثم.
فالأسباب مطلوبة والأسباب مشروعة، الله شرع الأسباب لكن نرجع إلى العمدة، العمدة على الله وحده ، وقد ....... الأسباب، وقد يقضى عليها، وقد يقع المحظور، وقد تهان الدولة، وقد يقضى على الدولة، وعلى الأسباب، وعلى الأغلاق، وعلى الحرس، ويقع المكروه، لكن العمدة على الله وحده وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:23] فالله عليه التوكل، ثم الأسباب بعد ذلك، سم الله وأغلق بابك اجعل الحرس، الدولة تفعل الأسباب ولكن الأمور بيد الله ، الله ثم كذا وكذا، فالله سبحانه هو الذي أعطى الصحة، وهو الذي هيأ الحرس، وهو الذي هيأ السلاح، هو الذي هيأ لك هذا الباب، هو الذي هداك لكذا وكذا، فتقول: لولا الله ثم الدولة وفقها الله فعلت كذا، لولا الله ثم الحرس فعلوا كذا، لولا الله ثم هيئة الأمر فعلوا كذا، لولا الله ثم الدعاة إلى الله لعظم الجهل إلى أشباه ذلك، يعني يأتي بالأسباب بعد ثم، لكن الله هو المقدر في كل شيء سبحانه وتعالى، وهو الذي بيده تصريف الأمور، هو الضار النافع، هو المعطي المانع، بيده كل شيء ، والنبي ﷺ حين قال: لا تصلوا إلى القبور، ونهى عن الصلاة في القبور؛ لأنها وسيلة للشرك، فإذا صلى عند القبر أو صلى إلى القبر فقد يأتيه الشيطان يزين له يقول: صل إلى القبر نفسه إلى صاحبه تقرب إلى صاحبه بالصلاة والسجود، فيقع الشرك، فالصلاة عند القبور لله وحده هذه وسيلة إذا كان عند القبور صارت وسيلة للشرك، إذا صلى عندها في المقبرة أو إليها هذه وسيلة للشرك، لكن لو قصد بالصلاة لنفس الميت صار إلى الشرك الأكبر صار الشرك الأكبر.
فينبغي أن نعلم الفرق بين الوسائل وبين الشرك، الشيخان قد وضحا كثيرًا ولكن من باب مزيد الإيضاح، فإن بعض الناس قد يشتبه عليه الأمر لا يعرف الشرك من وسائله، فالشرك شيء، وهو الغاية الخبيثة، وهي النهاية المنكرة، ووسائله مثل ما عرفتم، وسائله مثل الصلاة عند القبر هذه وسيلة، البناء على القبر وسيلة، اتخاذ المساجد على القبور وسيلة، لكن كونه يدعو صاحب القبر ويستغيث به هذا الشرك الأكبر، يطلبه المدد هذا الشرك الأكبر، كونه يصلي إلى القبر هذه وسيلة ......، فإذا قصد الصلاة للقبر فصاحبه صاحب الشرك الأكبر، كونه يقرأ عند القبر ويدعو عند القبر هذه وسيلة، فإذا قصد بالقراءة أو بالدعاء عند القبر أن صاحب القبر يثيبه ويعطيه كذا أو يغفر له أو يشفي مريضه صار هذا هو الشرك الأكبر -نعوذ بالله-، فهذا يبين الفرق بين هذا وهذا.
كذلك إذا قال: لولا الله وصاحب القبر لولا البدوي لولا الشيخ عبدالقادر لولا فلان من الموتى لهلكنا يعتقد سرًا فيه وأن له تصرفًا في الكون وأنه يدفع عن الناس هذا الشرك الأكبر -نعوذ بالله-، لكن لو قال: لولا فلان لأنه من الأسباب تسبب في هذا الشيء هذا سبب لكنه قصر في العبارة أساء في العبارة، فيقول: لولا الله ثم كذا وكذا، أما إذا عزا الدفع والنفع للميت أنه يتصرف في الكون أو الشجرة أو الصنم صار هو الشرك الأكبر -نعوذ بالله-، والكفر الأكبر -نعوذ بالله-.